"الشاطر إيفان" يخدع الناتو ويصل إلى شواطئ أمريكا

يتصرف بحارة الغواصات أحيانا على نحو يشبه لعبة الفأر والقط.
Sputnik

لعبة الفأر والقط

يضطر بحارة الغواصات إلى التصرف على نحو مشابه لتصرُّف مَن يلعب لعبة الفأر والقط، لإخفاء غواصتهم عن نظر المطاردين من القوات المعادية.

هناك طرق عدة لإخفاء الغواصة عن نظر مطارديها منها إبعادها عن مكان وجود المطاردين، والتشويش على وسائل كشف الغواصات.

يقول إيغور كوردين، قائد سابق لإحدى الغواصات الروسية، إن مَن يرى أنه من الضروري أن تسرع الغواصة بالفرار من المكان الذي تم فيه اكتشافها فهو مخطئ، وذلك لأن "فرار" الغواصة يكشف عن وجودها ولا يصعب تحديد مكان وجود الغواصة "الفارة".

والطريق الأنجع لإخفاء الغواصة وبالتالي إنقاذها من الدمار هو "إسكات" الغواصة بشكل كامل حتى لا يصدر عنها أي صوت. ومن أجل ذلك تستقر الغواصة في أعمق مكان عن سطح الماء وتوقف عمل محركها ومعداتها كافة، ويلتزم بحارتها الهدوء.

ويمكن أن تبقى الغواصة ساكنة، صامتة لأيام مع العلم أن هذا ينطبق على الغواصات التي تعمل بالطاقة الكهربائية، ولا ينسحب على الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية لأن إيقاف عمل معدات مساندة المفاعل النووي لا يجوز.

براعة فائقة

يلعب البحارة الروس "لعبة الفأر والقط"، عادة، مع بحارة الناتو (حلف شمال الأطلسي). يقول القائد السابق لإحدى الغواصات الروسية إن كلا الفريقين يتبعان نفس الأساليب للهروب من المطاردين ولكن البحارة الروس يفوقون الأطلسيين مهارة.

وأبدى البحارة الروس خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي براعة فائقة للهروب من المطاردين حتى أن الأمريكيين لقبوهم بـ"الشاطر إيفان".

إذ تمكن "الشاطر إيفان" من التخلص من الملاحقة اللصيقة من قبل الغواصات الأمريكية بالقيام بحركات حادة غير متوقعة. ومن أجل تجنب الصدام يضطر الأمريكيون إلى الابتعاد عن "الشاطر إيفان" الذي يتحول إبان ذلك إلى "مجنون" في نظر بعضهم .

كما برع البحارة الروس في اجتياز العوائق واختراق الدفاعات للوصول إلى شواطئ الولايات المتحدة في الخفاء. فمثلا، ذهبت مجموعتان من الغواصات الروسية تضم الواحدة منهما 5 غواصات إلى محيط الأطلسي في عام 1985. وحاولت القوات الأمريكية  صيد الغواصات الروسية باستخدام كل الوسائل المتوفرة. غير أن الغواصات الروسية تمكنت من اجتياز كل خطوط الدفاع الأمريكي، فوصلت إلى شواطئ الولايات المتحدة من دون أن تكشفها القوات الأمريكية. وتكرر نفس المشهد في عام 1987.  

قنابل الأعماق

في البحث عن الغواصات المعادية يستعين البحارة الروس بطائرات مثل "إيل-38" التي يبلغ مداها 2200 كيلومتر أو "تو-142" التي يصل مداها إلى 5000 كيلومتر.

وتنقل الطائرات ما تجمعه من معلومات إلى الوحدات البحرية التي تتخصص في ملاحقة الغواصات المعادية.

وإذا اقتضت الضرورة تدمير الغواصة المعادية فإن صيادي الغواصات يلجأون إلى استخدام قنابل وصواريخ الأعماق.

مناقشة