رسالة مدمرة من أعماق البحر تأتي فجائية

تبقى الصواريخ البالستية المنطلقة من الغواصات القوة الرئيسية لأساطيل الدول النووية.
Sputnik

ووضعت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من نصف الرؤوس المدمرة في الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية. ووضعت روسيا أيضا الكثير من الرؤوس المدمرة في الغواصات.

أول إطلاق

طرحت فكرة استخدام الغواصات لحمل وإطلاق الصواريخ البالستية في منتصف خمسينات القرن العشرين.

وبدأ الاتحاد السوفيتي يختبر أول صاروخ صنع للانطلاق من الغواصة منذ خريف 1954. وبعد عام تم إطلاق الصاروخ المسمى بـ"إر-11إف إم" من الغواصة. وقطع الصاروخ 250 كيلومترا فقط محلقا في الجو. واعتبر تحليقه، مع ذلك، إيذانا بأهمية السلاح النووي المحمول في الغواصة.

ولم تكن الغواصات حينئذ قادرة على إطلاق الصواريخ إلا عندما تطفو على سطح الماء وهو ما يجعلها هدفا سهلا للطائرات وسفن السطح. وفي عام 1963، أصبح في حوزة الاتحاد السوفيتي صاروخ يمكن إطلاقه من أعماق البحر. وبلغ مدى صاروخ "إر-21" 1300 أو 1600 كيلومتر حسب وزن الرأس المدمر.

منصتان للصواريخ

في عام 1964، اختبر الاتحاد السوفيتي صاروخا "بحريا" آخر يصل مداه إلى 3000 كيلومتر. وتفوَّق صاروخ "إر-27" بالتالي على الصواريخ الأمريكية المشابهة التي بلغ مدى أخطرها (بولاريس-أ2) 2800 كيلومتر.

وصمم صاروخ "إر-27" الذي يعمل بالوقود السائل للانطلاق من المنصة "الرطبة" التي تمتلئ بالماء حين يتم إطلاق الصاروخ. وثمة خطورة في أن يكشف ملء منصة الصاروخ بالماء عن وجود الغواصة للسفينة المضادة للغواصات. ولذا اتجه فكر المهندسين إلى إيجاد الصاروخ الذي يعمل بالوقود الصلب ويمكنه أن ينطلق من المنصة "الجافة".

ومن الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب صاروخ "إر-31" البالغ مداه 4200 كيلومتر و"إر-39" (8250 كيلومترا) و"إر-30 بولافا" (9300 كيلومتر).  

أنواع الصواريخ

تتسلح الغواصات الروسية اليوم بعدة أنواع من الصواريخ منها صاروخ "إر-29إر" الذي يعمل بالوقود السائل ويستطيع أن يحمل 3 رؤوس مدمرة تقدّر القوة التدميرية لكل منها بـ200 كيلو طن، إلى مسافة 6500 كيلومتر.

ثانيا، تحتفظ القوات البحرية الروسية بصاروخ "إر-29إر إم" الذي يعمل بالوقود السائل وتتسلح به 6 غواصات من فئة "دلفين". ودخل صاروخ "إر-29إر إم" الخدمة منذ ما يزيد على 30 عاما، وخضع لعدة عمليات تطويرية تحديثية أسفرت آخرها عن إنشاء صاروخ "سينيفا" الذي يبلغ مداه 11550 كيلومترا ويستطيع أن يحمل 10 رؤوس مدمرة تقدَّر القوة التدميرية للواحد منها بـ100 كيلو طن أو 4 رؤوس مزودة بتقنية اختراق الدفاع الصاروخي تقدّر القوة التدميرية للواحد منها بـ500 كيلوطن.

ثالثا، تتسلح 3 غواصات حديثة من فئة "بوري" وغواصة "دميتري دونسكوي" من فئة "941" بصاروخ "إر-30 بولافا" الذي يعمل بالوقود الصلب ويستطيع أن يحمل 6 رؤوس مدمرة تقدَّر القوة التدميرية لواحد منها بـ150 كيلو طن. ومن أهم مميزات صاروخ "بولافا" أنه يجتاز مرحلة التسارع التي يمكن أن يتعرض فيها الصاروخ إلى هجوم وسائط الدفاع الصاروخي، في أقصر وقت ويستطيع القيام بحركات غير متوقعة تحميه من الصواريخ الاعتراضية، في مرحلة التسارع.

وتحمل غواصة "دميتري دونسكوي" 20 صاروخا من صواريخ "بولافا" بينما تحمل كل غواصة من فئة "بوري" 16 صاروخا.

ودخل صاروخ "بولافا" الخدمة في عام 2018.

 

مناقشة