الأرشمندريت ميلاتيوس بصل: التهجير المسيحي في فلسطين قمعي والسفارات تسهل ذلك

يناقش المنتدى "المسيحي الدولي" بدورته الخامسة، والذي تحتضنه موسكو، التحديدات والتهديدات التي تواجه الهوية الدينية والحوار بين الأديان.
Sputnik

يهتم المنتدى بتقديم المساعدات المعنوية والإنسانية، وتعزيز جسور الحوار بين جميع الطوائف وتقديم الدعم من الجانب الروسي.

وحول هذا المنتدى تحدث أليكسي تشيرغيزوف، المنظم ورئيس "الاتحاد العالمي المسيحي"، لـ"سبوتنيك" قائلا " في كل عام نقوم بعقد منتديات مختلفة بمواضيع مختلفة، وندعو المشاركين من مختلف البلدان، بما في ذلك دول الشرق الأوسط، وفي اليومين الماضيين عقد المنتدى المسيحي الدولي وناقشنا فيه موضوع اضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط".

وأضاف تشيرغيزوف، قائلا " في هذا المنتدى تم مناقشة موضوع الدين والبيئة، حيث نوقشت العديد من القاضايا التي تتعلق بهذا الموضوع، كما وناقشنا يوم أمس موضوع ترميم الآثار المسيحية بالإضافة للتعاون على نقل المعلومات والأخبار من أرض الواقع والعمل على نشرها، لإيصال الصورة الحقيقة لما يجري، فالكثير من وكالات الأنباء الغربية قامت بتشكيل رأي عالمي يتفق مع سياستها".

وتابع "نحتاج للحصول على مصادر معلومات جديدة والتعرف عليها، حيث سيتمكن الجميع من النظر إلى الوقائع من وجهة نظر مختلفة لما تبثه عدد من الوكالات الغربية".

وحول إمكانية عقد المؤتمر مستقبلا بإحدى الدول العربية، أجاب تشيرغيوف "ربما في العام المقبل سيكون لنا حدث مشترك في سوريا، لكن الأمر لايزال قيد التفاوض، نريد إنشاء مؤتمر إعلامي وجلب صحفيين أجانب، ونعمل على ذلك".

وشهد المنتدى مشاركة الأرشمندريت ميلاتيوس بصل، رئيس دير القديسين يواكيم وحنة في القدس، الذي تحدث عن مشاركته والنتائج الملموسة من المؤتمر السابق قائلا "هذه مشاركتي الثانية حيث سبق وإن شاركت في العام الماضي، لايوجد اختلاف ملموس على أرض الواقع، إلا أن وضع المسيحيين يتدهور بشكل كبير في فلسطين وسوريا والشرق الأوسط، وهناك تضاؤل شديد وهذا يؤدي إلى تضاؤل في البيئة المعنوية والإنتاجية، فالثقافة المسيحية تعطي دور واضح في الوجود، واختفاء وجود المسيحي يخلق فراغا وهذا الفراغ يؤثر على كل جوانب الحياة بيئية أو إيدلوجية أو اجتماعية كانت".

وحول إمكانية إستفادة كل من سوريا والعراق من دراسات وأبحاث أجريت في فلسطين لمحاربة سياسة التهجير قال بصل " دراسات كثيرة أجريت من أجل تثبيت الوجود المسيحي في الأرض، ولكن عمليا في فلسطين 90 في المئة من هذه الأبحاث قد فشلت، لأننا لم نجد من يساعدنا في هذا الأمر، لأن التهجير ليس قسريا بما تتسبب فيه الحروب كما يحدث في سوريا، ولكنه أيضا تهجير قمعي ووظائفي، فالمسيحي ليجد وظيفة لايتمكن من ذلك بسهولة، حيث يجب أن يكون قد قام بالخدمة الإلزامية، وهو مالا يمكن أن يقوم به كمسيحي فلسطيني في الجيش الإسرائيلي، فهو يبحث عن عمل خارج البلد، كما تقوم السفارات الأمريكية و الكندية والبلجيكية بتقديم تسهيلات كبيرة لطلبات الهجرة، حيث يمكنك تعبئة جميع الخانات بإستثناء خانة واحدة لاتستطيع تعبئتها، لأنها معبئة وهي، الديانة: مسيحي".

وأضاف " الشاب بعمر الـ20 أو 25 سنة وقد أنهى دراسته ولايجد العمل، ولايستطيع بناء مستقبله ، ينظر الى الهجرة كحل لأنها أصبحت سهلة".

دراسات كثيرة تمت من أجل تشجيع البقاء وعدم الهجرة وتتعلق بإيجاد فرص عمل والاهتمام بالأجيال الشابة، إلا أن الأمر ليس بأيدي المؤسسات الإجتماعية أو الدينية فقط، لهم دور الى ان العمل السياسي و الاجتماعي أكثر.

وكان لدي نداء قبل يومين على إحدى المحطات الروسية، "قلت فيها، روسيا كدولة ساعدت الوجود المسيحي في السابق، واليوم تعمل على ذلك لكن النتيجة غير كافية، وسأكون متطرف قليلا، حتى لو احتاج الامر تدخلا عسكريا لحماية الوجود المسيحي في الأرض فأنا اؤيده".

مناقشة