راديو

التظاهرات في العراق... إلى أين؟

شهدت العاصمة العراقية بغداد وعدد من المحافظات اليوم مظاهرات احتجاجية تطالب بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تخلل بعضها صدامات، ما أدى إلى سقوط قتلى وإصابة مئات بجروح من المتظاهرين والقوى الأمنية.
Sputnik

وشملت التظاهرات العاصمة العراقية ومدن النجف وكربلاء والناصرية وميسان والمثنى والديوانية وواسط وبابل. وقضى متظاهرون عراقيون ليلتهم في ساحة التحرير بعد عمليات كر وفر مع القوات الأمنية.

فهل ستتحول تلك المظاهرات إلى اعتصامات مفتوحة؟ وما هي النتيجة التي ستقضي اليها؟

عن هذه التظاهرات يقول ضيف برنامج هموم عراقية على أثير راديو "سبوتنيك" رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية هادي جلو مرعي:

"هذه التظاهرات مختلفة نوعا ما عن سابقتها، وما يلفت الانتباه هو القرار الذي صدر من الحكومة العراقية، المتمثل بإبقاء الحياة طبيعية وعدم قطع الطرقات في بغداد، عبر السماح بحرية التنقل وكذلك عدم قطع شبكة الانترنيت، إضافة إلى أن هذه التظاهرات كانت سلمية للغاية، عبر محاولة المتظاهرين عدم الاحتكاك بالقوات الأمنية، بالمقابل قدمت الأخيرة أشياء إيجابية للمتظاهرين."

وتابع مرعي: "الخروقات والمصادمات حدثت في مناطق الجنوب التي تعد الأكثر غضبا بين مناطق العراق، خصوصا مدينة الناصرية الأكثر حرمانا، فهي لا تمتلك ثروات أو منافذ للحصول على أموال، ويعاني أبنائها الحرمان منذ عقود طويلة، ويعمل أبنائها في باقي محافظات العراق من أجل الحصول على المال، لذلك كان فيها غضب أكثر من غيرها من المدن العراقية." 

وأضاف مرعي: "فائدة هذه التظاهرات أنها حركت الطبقة السياسية العراقية، ووضعتها أمام مسؤولياتها التاريخية، فالمشكلة بين الشعب العراقي والنظام السياسي تكمن في أن النظام السياسي هو من يعرقل الإصلاحات والتوجه نحو وضع اقتصادي وسياسي وأمني يلبي طموح الشعب، كما أن الشارع العراقي يحتاج إلى الإقناع وليس التهدئة، وذلك عبر تقديم أشياء فاعلة ومؤثرة، وليس مجرد وعود وشعارات، فهذه التظاهرات كانت أكثر وعيا ونضجا من سابقاتها."

إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة