جاء ذلك، بحسب شهود عيان لـ"سبوتنيك"، قالت إن الجيش تمكن من فتح الطرقات بعد استقالة الحكومة يراها البعض في إطار بسط السيطرة الأمنية، لمنع أي تجاوزات أو أي مسارات أخرى غير السياسية حال انزلاق الأمور إلى أي مستوى خارج قاعات السياسة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، الخميس، أنه بحسب تواجده شخصيا في شوارع بيروت، شاهد الجيش في النقاط الأمنية وعلى الطرقات العامة، في إطار عمليات التأمين وبسط الأمن الاستقرار.
ويرى أبي نادر، أن الجيش في انتظار رسالة رئيس الجمهورية، الليلة، وتحديد الموعد للاستشارات بشأن تعيين رئيس الحكومة الجديد، وأن الأوضاع تتجه للهدوء بشكل ملحوظ عما سبق، وأن الجيش يعطي نفس الأفضلية للمعتصمين في الساحات، في ذات الوقت، الذي يمنع فيه قطع الطرقات.
ويشير أبي نادر إلى أن الجيش يمكن أن يتدخل في حال ما كانت الأمور ستنزلق إلى اشتباكات واسعة أو فتنة، أو أي مسارات أخرى من شأنها انحراف الأوضاع عن المسارات السياسية، وأن الجيش لديه الاستعداد لذلك بشكل كبير، إلا أنه فضل عدم التدخل في مسار الأوضاع خلال الفترة الماضية تجنبا لتأويل الأمر.
وفي ذات الإطار، قال حسن حردان، المحلل السياسي اللبناني، إن الجيش يعمل في الوقت الراهن على تسيير حركة الطرقات والمواطنين خاصة أنه بعد استقالة الحكومة لم يعد هناك أي مبرر لقطع الطرقات.
وأوضح في تصريحاته إلى "سبوتنيك"، أن الجيش لا يتصرف من نفسه وأن تحركه جاء بقرارات سياسية، خاصة أن عمليات قطع الطرقات تعود بالسلب على الجميع في الداخل اللبناني.
وأشار إلى أن البعض طلب عدم ترأس سعد الحريري رئاسة الحكومة الجديدة، خاصة أنه لم يستطع إجراء تعديلات حكومية، أو تشكيل حكومة تكنوقراط.
ولم تسجل أية مواجهات بين الجيش اللبناني والمتظاهرين، باستثناء حالة من الكر والفر شهدتها بعض النقاط، حين تمكن محتجون من إعادة قطع الطرقات غداة نجاح الوحدات العسكرية في إعادة فتحها، لا سيما عند جسر الرينغ، الذي يعتبر شريانا حيويا في وسط بيروت.
وفي الشمال أوضحت غولاي الأسعد، المرشحة السابقة لمجلس النواب اللبناني، إن الطرقات في الشمال ما زالت مغلقة حتى اليوم.
وأضافت في تصريحات لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن المتظاهرين يريدون إجراء انتخابات مبكرة واستقالة رئيس الجمهورية.
وشددت على أن مدن عكار والعبدة وساحة النور بطرابلس شهدت محاولات فتح للطرق بالقوة من قبل الجيش، وأن بعض الصدامات وقعت بينهم، إلا أن الجيش تراجع عن فتح الطرقات بالقوة وانسحب.
فيما ينتظر الشارع اللبناني، اليوم الخميس، كلمة رئيس الجمهورية، لتحديد موعد الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الوزراء الجديد، الذي يبدأ بتشكيل الحكومة، بعد استقالة حكومة الحريري أول أمس الثلاثاء.
بيان الجيش
أصدر الجيش اللبناني بيانا، أمس الأربعاء، طلب فيه من المتظاهرين "المبادرة إلى فتح ما تبقى من طرق مقفلة في أنحاء البلاد.
وقال البيان الذي نشرته الصفحة الرسمية للجيش اللبناني على "تويتر": "بعد التطورات السياسية الأخيرة، تطلب قيادة الجيش من جميع المتظاهرين المبادرة إلى فتح ما تبقى من طرق مقفلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها، ووصل جميع المناطق بعضها ببعض تنفيذا للقانون والنظام العام".
وأكد البيان على حق المتظاهرين في التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي بموجب أحكام الدستور والقانون، حيث يكون في "الساحات العامة فقط"، وفقا لنص البيان.