ما مدى إمكانية تطبيق وقف إطلاق النار في ليبيا؟

تشير معلومات من مصادر غير رسمية، إلى أن السيناريو الأقرب  للتطبيق بشأن عمليات القتال في العاصمة الليبية هو وقف إطلاق النار.
Sputnik

المعلومات التي أشارت إليها أطراف ليبية، طلبت عدم ذكر اسمها، تقول إنه من بين القرارات التي قد يخرج بها مؤتمر برلين حال انعقاده الأيام المقبلة هو فرض وقف إطلاق النار، إلى جانب بعض البنود السياسية التي من شأنها تشكيل حكومة جديدة بديلة عن حكومة السراج الحالية.

نائب ليبي لـ"سبوتنيك": لم ندع إلى مؤتمر برلين ونتائجه لا تلزمنا
المعطيات الميدانية والمواقف السياسية على الأرض، تشير إلى صعوبة تطبيق هذا السيناريو في ظل تمسك الأطراف ببعض الشروط غير قابلة التنفيذ بالنسبة للطرف الآخر، وهو ما يزيد من تعقيدات المشهد المتأزم منذ العام 2011.

هل يقبل الجيش بوقف إطلاق النار؟

من ناحيته، قال الباحث الليبي سراج الدين التاورغي إن أغلبية دول العالم تعي أن الجيش يواجه مجموعات إرهابية في تخوم مدينة طرابلس، خاصة أن بعد ظهور فيديوهات ومجموعات وقيادات إرهابية في مدينة طرابلس، وهو ما يؤكد أن الجيش يواجه الإرهاب.

وذكر، في حديث له مع "سبوتنيك" اليوم الأحد، أنه لا يمكن لقوة أن تفرض وقف إطلاق النار في طرابلس، خاصة أن سيطرة الجيش الليبي على العاصمة ستدفع الأوضاع نحو الحلول السياسية في عموم ليبيا.

لماذا لم يتمكن الجيش من دخول العاصمة؟

وبشأن التساؤل الأبرز حول عدم قدرة الجيش الليبي على دخول العاصمة حتى اليوم منذ أن انطلقت العمليات في الرابع من إبريل/ نيسان الماضي، يقول التاورغي، إن الجيش الليبي يتحرك باحترافية عالية، وأن بعض الأسلحة محظور استخدامها في العاصمة بتعليمات من القيادة العامة، للحفاظ على أرواح المدنيين، على عكس المليشيات التي تحتمي في المدنيين، حسب وصفه.

الجيش الليبي: سندخل العاصمة طرابلس في أية لحظة خلال أيام
وأشار إلى أن الجيش أصبح لديه خبرة كبيرة في قتال الشوارع والمدن، وأنه اكتسبها من المعارك التي خاضها في بني غازي ودرنة ومناطق عدة.

أما بشأن مدى قدرة الجيش على حسم المعارك خلال الفترات المقبلة، أوضح التاورغي، أن الأسبوع الماضي شهد إرسال تعزيزات ضخمة إلى محاور القتال، ما يشير إلى أن الجيش اقترب من المرحلة النهائية في عملية الحسم.

هروب بعض القيادات

وبحسب التاورغي فإن بعض القيادات في صفوف قادة المعارك الدائرة بطرابلس، نقلوا عائلاتهم إلى خارج ليبيا، وبعضهم انسحب من محاور القتال وعاد إلى مدينته، ما يشير إلى تصدع وانشقاقات.

وبشأن مدى استجابة الجيش لقرار وقف إطلاق النار حال التوافق الدولي عليه خلال مؤتمر برلين المرتقب، أوضح التاورغي أن الجيش استجاب لكافة المبادرات الهادفة للاستقرار في السابق، إلا أن الطرف الأخر هو من ينقض عهده، وأن القضاء على الجماعات الإرهابية هو مطلب شعبي وبرلماني للجيش، وأن القوات المسلحة تهدف لإرساء الأمن والاستقرار، إلا أن محاربة الجماعات الإرهابية هي مطالب محلية ويتوافق عليها المجتمع الدولي أيضا.

هل من توافق غير معلن؟

من ناحيته قال النائب محمد معزب، عضو المجلس الأعلى للدولة بليبيا، إن عملية وقف إطلاق النار في طرابلس يتوقف على مدى قابلية الأطراف المتقاتلة.

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، الأحد، يرى معزب أن قرار وقف إطلاق النار سيكون من قبل قادة الميدان في الشارع حال التوافق عليه.

تحقيق سري للأمم المتحدة يكشف: طائرات لدولة أجنبية استهدفت مأوى اللاجئين في ليبيا
وتابع "هناك قبول من الطرفين بشروط لوقف إطلاق النار"، إلا أنه لم يذكر هذه الشروط.

وأضاف "القادة في الميدان لديهم تخوفات بشأن ضمان عدم تعزيز أي طرف أخر  لقواته خلال وقف عمليات النار، وأنه حال توحيد الموقف الدولي لاتخاذ قرار وقف إطلاق النار سيساهم في القبول بوقف إطلاق النار حتى اتخاذ أي خطوات سياسية".

وكان وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، قد جدد تصميم بلاده على عقد "مؤتمر برلين" حول الحرب في ليبيا في هذا العام، مؤكدا دعم بلاده لخطة الأمم المتحدة في ليبيا للوصول إلى سلام نهائي هناك، إلا أنه لم يحدد موعده حتى الآن بسبب الخلاف حول مشاركة بعض الدول في المؤتمر.

تشهد العاصمة الليبية عمليات قتالية منذ الرابع من إبريل/ نيسان، بعد عملية أطلقها الجيش الليبي لتحرير العاصمة من المليشيات الإرهابية، حسب وصفه، فيما وصفته الأطراف الأخرى في العاصمة بالاعتداء.

مناقشة