هل تقف بعض الدول وراء توجيه احتجاجات إيران لـ"مسار الفوضى"؟

تطورت الأوضاع في إيران بشكل متسارع إثر الاحتجاجات التي اندلعت، الجمعة الماضي، بعد قرار الحكومة رفع سعر المحروقات في البلاد. 
Sputnik

وأفضت التطورات الأخيرة، إلى اعتقال نحو ألف شخص، خلال يومين من الاحتجاجات، فيما قتل ضابط إيراني، اليوم الأحد، في محافظة كرمنشاه، غربي البلاد، خلال الاحتجاجات المستمرة منذ يوم الجمعة الماضي. 

مقتل شخص وسقوط جرحى في احتجاجات إيران ضد رفع أسعار الوقود
وجاءت الاحتجاجات، التي اندلعت الجمعة الماضي، عقب بيان الشركة الوطنية الإيرانية للنفط، مساء الخميس الماضي، الذي أعلنت فيه عن رفع سعر البنزين 3 أضعاف مقارنة بسعره السابق في البلاد، وسط ردود فعل سلبية واسعة داخل البلاد، بما في ذلك بعض نواب البرلمان الإيراني والمسؤولين الحكوميين.

إلا أن الشعارات المطالبة بالتراجع عن القرار تحولت لشعارات سياسية، وهو ما طرح تساؤلات بشأن ما إن كانت هناك قوى إقليمية أو دولية تسعى لتوجيه الاحتجاجات إلى مسارات أخرى غير التي خرجت من أجلها.

وبحسب الخبراء، فإن بعض الدول تسعى لزعزعة الاستقرار في إيران من خلال توجيه الاحتجاجات إلى مسار أخر، عبر دعم الفوضى وانتشار التخريب والعنف. 

ومن ناحيته قال المحلل السياسي الإيراني محمد غروي، إن الاحتجاجات التي جرت في البداية كانت بشكل عفوي في إيران خاصة بعد ارتفاع أسعار المحروقات. 

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، الأحد، أن الاحتجاجات كانت في البداية بشكل عفوي، إلا أنها عندما تطورت وبدأت في استهداف المؤسسات اتضحت أدوار الدول المعادية لإيران في توجيه مسار الاحتجاجات. 

وأوضح أن تغير الشعارات من مطالب خاصة بالمحروقات إلى شعارات سياسية، وحرق العلم الإيراني، يؤكد أن الأطراف الدولية المعادية تسعى وتقف وراء هذا المسار، الذي تريد من خلاله زعزعة الاستقرار في إيران.

إيران تعلن اعتقال نحو ألف شخص خلال يومين من الاحتجاجات
وأشار إلى أن خامنئي، أكد أنه يدعم ما قررته السلطات الثلاث في إيران، وقال إن ما قرر جاء بعد دراسات معمقة استدعت من السلطات الثلاث اتخاذ الإجراء الخاص برفع أسعار البنزين، خاصة أن أسعار البنزين أقل من 5 دولار لكل 20 لترا من البنزين، وهو أقل سعر في المنطقة. 

وشدد على أن يد القوات الأمنية ستكون بالمرصاد لأي تطورات في الشارع، خاصة في ظل الدعم الذي تعمل عليه الدول المعادية لإيران لهذه الاحتجاجات. 

ويرى غروي أن أعمال الشغب، التي وقعت في بعض المحافظات الإيرانية، فإن القوات الأمنية رصدت السلاح بحوزة المتظاهرين، وأن التعامل سيكون بشكل مغاير مع مثل هذه الحالات.

ومن ناحيته قال حسن شقير، الباحث اللبناني بالشؤون الإقليمية، إن إيران مستهدفة من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية، وأن الأزمة الاقتصادية الخانقة أثرت بشكل كبير على الأوضاع الداخلية. 

وأضاف في حديثه إلى "سبوتنيك"، اليوم الأحد، أن "الكثير من الدول الإقليمية والدولية تسعى لتحويل مسار الاحتجاجات، وأنه على الشعب الإيراني يعي المخططات، التي تحاك لإسقاط الجمهورية الإسلامية، خاصة في ظل مناهضة إيران لأمريكا والاحتلال الإسرائيلي". 

 أضرار كبيرة 

وأفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأحد، بأن الأحداث، التي شهدتها البلاد أمس، ألحقت أضرارا ببعض المنشآت في مدينة أصفهان، وذلك بحسب مسؤولين.

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن رئيس بلدية أصفهان، قدرت الله نوروزي، قوله إن "أعمال الشغب الحقت أضرارا بـ 60 حافلة و5 محطات مترو في مدينة أصفهان".

وشهدت العديد من المدن الإيرانية تظاهرات، منذ يوم الجمعة الماضي، للاحتجاج على قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود، وتجددت الاحتجاجات صباح أمس السبت، في مدن الأهواز، وسيرجان، وبوشهر، ومشهد، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلي والجرحي.

تحذيرات 

وحذر وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، كل من يستهدف الممتلكات العامة والخاصة، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية ستتعامل بصرامة.

وقال وزير الداخلية الإيراني، في بيان، اليوم الأحد، بحسب وكالة "مهر" الإيرانية، إن "أي احتجاجات يجب أن تكون ضمن القانون، والوضع بشكله الحالي ليس لصالح أي طرف"، موضحا أن "الوزارة تمكنت من تحديد هوية قادة العناصر المثيرة للشغب في اليومين الماضيين، وأنه سيتم التعامل مع كل من يعرض أمن المواطنين إلى خطر بشكل حازم".

مناقشة