انتفاضة البنزين في إيران... أولى نتائج العقوبات الأمريكية

انتفاضة الوقود الحالية في إيران يرى مراقبون أنها أولى نتائج العقوبات الأمريكية، ولن تكون أقل النتائج ضررا على النظام السياسي في طهران، ما يعني أن الحكم في إيران معرض لمزيد من التوترات على وقع العقوبات الأمريكية...
Sputnik

هل تقف بعض الدول وراء توجيه احتجاجات إيران لـ"مسار الفوضى"؟
تردي الأوضاع

قال محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، في اتصال مع "سبوتنيك" اليوم الاثنين، في دراسه كتبها حول الأوضاع في إيران، إن الولايات المتحدة الأمريكية هدفت من عقوباتها على إيران إلى زعزعة الاستقرار الداخلي في طهران، على أساس أن تردي الأوضاع الاقتصادية المترتبة على العقوبات سيؤدي إلى تزايد النقمة الشعبية ضد النظام، وهو ما يحدث الآن بالفعل.

وأضاف رئيس المنتدى العربي، "راهنت واشنطن على أن تدفع سياسات الحكومة الإيرانية التقشفية، المجتمع إلى القيام بموجات انفجار اجتماعي تزيح النظام وتسقطه، من دون الحاجة إلى الطرق التقليدية في إسقاط الحكومات عن طريق العمليات العسكرية، أو تمويل حركات انقلاب داخلية، أو حتى تقوية مراكز إحدى جبهات المعارضة".

وأوضح أبو النور أن "دراسته تناولت الخبرات التاريخية للتعاطي الأمريكي مع مثل تلك الحالات حين توقع واشنطن عقوبات متتالية على نظام ما، تشي بأنها (أي العقوبات) في صيروتها النهائية تؤدي إلى إسقاط النظم بفعل النقمة الاجتماعية الداخلية عليها".

وتابع رئيس المنتدى العربي، "الصراع الأمريكي ـ الإيراني أثر تأثيرا بالغا على الأوضاع السياسية الداخلية في طهران، وأجبر "النظام" الإيراني على اعتماد سياسات داخلية وخارجية هدفها الحد من الآثار الكبرى المترتبة على الارتطام بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما اتضح بجلاء من خلال قرارات الحكومة المؤيدة من المرشد بزيادة أسعار البنزين ورفع نسبة الضرائب".

ونوه أبو النور إلى أن أخطر ما في العقوبات الأمريكية هذه المرة على إيران أنها "أحدثت اختلافات جذرية في طبيعة التعامل الرسمي مع العقوبات، وبرزت في مراكز الدراسات والتحليلات السياسية في الصحف توجهات تُحمِّل الحكومة مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين وقالت إن الفساد الداخلي أشد أثرا على البلاد من العقوبات التي فرضها دونالد ترامب اعتبارا من أغسطس/ آب 2018".

وتنبأ رئيس المنتدى العربي بأن المشكلات الداخلية في إيران "مرشحة للتفاقم، الأمر الذي سيزيد الانشقاق السياسي والفكري حول جدوى الصدام مع واشنطن ونجاعة الإجراءات الحكومية لمواجهة تداعيات هذا الصدام".

أطراف معادية

ومن ناحيته قال المحلل السياسي الإيراني محمد غروي في تصريحات سابقة لـ"سبوتنيك"، إن "الاحتجاجات التي جرت في البداية كانت بشكل عفوي في إيران خاصة بعد ارتفاع أسعار المحروقات، إلا أنها عندما تطورت وبدأت في استهداف المؤسسات اتضحت أدوار الدول المعادية لإيران في توجيه مسار الاحتجاجات".

وأوضح المحلل السياسي أن "تغير الشعارات من مطالب خاصة بالمحروقات إلى شعارات سياسية، وحرق العلم الإيراني، يؤكد أن الأطراف الدولية المعادية تسعى وتقف وراء هذا المسار، الذي تريد من خلاله زعزعة الاستقرار في إيران، مشيرا إلى أن خامنئي، أكد أنه يدعم ما قررته السلطات الثلاث في إيران"، وقال إن ما قرر "جاء بعد دراسات معمقة استدعت من السلطات الثلاث اتخاذ الإجراء الخاص برفع أسعار البنزين، خاصة أن أسعار البنزين أقل من 5 دولار لكل 20 لترا من البنزين، وهو أقل سعر في المنطقة"، وشدد على أن "يد القوات الأمنية ستكون بالمرصاد لأي تطورات في الشارع، خاصة في ظل الدعم الذي تعمل عليه الدول المعادية لإيران لهذه الاحتجاجات".

ويرى غروي أن "أعمال الشغب، التي وقعت في بعض المحافظات الإيرانية، القوات الأمنية رصدت السلاح بحوزة المتظاهرين، وأن التعامل سيكون بشكل مغاير مع مثل هذه الحالات".

تحويل مسار الاحتجاجات

ومن ناحيته قال حسن شقير، الباحث اللبناني بالشؤون الإقليمية في تصريحات سابقة لـ"سبوتنيك"، إن إيران "مستهدفة من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية، وأن الأزمة الاقتصادية الخانقة أثرت بشكل كبير على الأوضاع الداخلية، والكثير من الدول الإقليمية والدولية تسعى لتحويل مسار الاحتجاجات، وأنه على الشعب الإيراني أن يعي المخططات، التي تحاك لإسقاط الجمهورية الإسلامية، خاصة في ظل مناهضة إيران لأمريكا والاحتلال الإسرائيلي".

وتشهد العديد من المدن الإيرانية تظاهرات، منذ يوم الجمعة الماضي، للاحتجاج على قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود، وتجددت الاحتجاجات صباح السبت الماضي، في مدن الأهواز، وسيرجان، وبوشهر، ومشهد، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلي والجرحي.

وكانت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط قد أصدرت، مساء الخميس الماضي، بيانا أعلنت فيه عن رفع سعر البنزين 3 أضعاف، مقارنة بسعره السابق في البلاد، وسط ردود فعل سلبية واسعة داخل البلاد، بما في ذلك بعض نواب البرلمان الإيراني والمسؤولين الحكوميين.

مناقشة