ليلة عاصفة في جلمة التونسية بعد وفاة شاب أحرق نفسه... بالفيديو

شهدت مدينة جلمة التونسية أحداث عنف مواجهات بين محتجين وقوات الشرطة حتى ساعة متأخرة من ليل أمس السبت بعد دفن شاب توفي حرقاً بعد أن أشعل النار في نفسه احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية في واقعة تعيد إلى الأذهان واقعة الشاب محمد البوعزيزي.
Sputnik

"صيحة فزع" تونسية لوقف العنف ضد النساء... صور
وبحسب موقع إذاعة "موزاييك" التونسية فقد "عاد الهدوء إلى مدينة جلمة التابعة لولاية سيدي بوزيد صباح اليوم الأحد، عقب المواجهات التي انطلقت منذ عشية الأمس بعد الانتهاء من تشييع جنازة عبد الوهاب الحبلاني الذي وتوفي أول أمس وهو في طريقه إلى مستشفى الحروق البليغة في بن عروس  متأثرا بالحروق الخطيرة التي طالت كامل جسمه بعد أن سكب على نفسه البنزين وأضرم فيها النار".

وتواصلت المواجهات لأكثر من خمس ساعات بين الوحدات الأمنية وعدد من الشباب المحتجين تم خلالها استعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين ومنعهم من التجمع قرب المؤسسات الحكومية، حيث عمد المحتجون إلى قطع الطريق الوطنية عدد 3 الرابطة بين تونس وقفصة على مستوى مداخل ووسط المدينة بالحجارة وإشعال العجلات المطاطية.

وعبر عدد من سكان جلمة لـ"موزاييك" عن "تذمّرهم من تسرب الغاز المسيل للدموع إلى منازلهم ممّا تسبّب في حالات من الاختناق والذعر لدى الأطفال والرضع والمسنين والمرضى".

وأسفرت عمليات الكر والفر بين المحتجين وقوات الأمن عن إصابة رائد بالأمن الوطني وإيقاف 12 محتجا تم اخلاء سبيلهم أثناء الليل- وفق ما أعلنته أمس وزارة الداخلية.

وتبعا لما شهدته المنطقة من احتجاجات أصدر كل من المكتب المحلي لحركة الشعب بجلمة وحزب العمال بسيدي بوزيد بيانين شجبا من خلالهما استعمال القوة من طرف القوات الأمنية ضد التحرك الاحتجاجي وطالبا بضرورة فتح تحقيق جدي في الأسباب والظروف الكامنة وراء وفاة الحبلاني حرقا وتحميل المسؤولية كاملة للمتسببين في الحادثة.

وحسب "رويترز" أضرم عبد الواحد الحبلاني، 25 عامًا، النار في نفسه وتوفي في المستشفى يوم الجمعة احتجاجًا على الفقر وسوء الأحوال المعيشية، في واقعة تعيد إلى الأذهان إضرام محمد البوعزيزي النار في نفسه في 2010.

وقال شهود لرويترز إن المتظاهرين أحرقوا إطارات السيارات بعد ظهر السبت قبل أن تتدخل الشرطة لإعادة فتح الطرق، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، لكن الاحتجاجات استمرت حتى وقت متأخر من مساء السبت.

وأضافوا أن بعض سكان البلدة أصيبوا باختناق كما أصيب عدد من أفراد الأمن أيضا.

ويعمل الحبلاني بشكل غير منتظم وكان يطالب بتحسين وضعه الاجتماعي في جلمة المحاذية، لمدينة سيدي بوزيد، مسقط رأس البوعزيزي.

وتعاني الولاية من استمرار التهميش بعد تسع سنوات من الثورة التي تفجرت من هناك ضد الفقر والبطالة والفساد.

ودفن الشاب أمس السبت وبدأت احتجاجات عنيفة بعد دفنه.

ومنذ وفاة البوعزيزي في ديسمبر/ كانون الأول 2010 حذا العديد من الشبان حذوه بإشعال النار في أنفسهم في مواجهة الصعوبات الاقتصادية المزمنة في تونس.

وأدت الاحتجاجات الحاشدة التي أعقبت جنازة البوعزيزي إلى ثورة أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي فر مع أسرته للسعودية حيث توفي هذا العام.

مناقشة