هل تحقق حملة "أنا مغاربي" أهدافها؟

عادت إلى الواجهة فكرة إنشاء الاتحاد المغاربي من خلال عدة دعوات لتحقيق حلم إعادة إحياء الاتحاد المغاربي من خلال حملة "أنا مغاربي".
Sputnik

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع وسم "أنا مغاربي" الذي أطلقته المؤسسة المغاربية للتواصل وحوار الثقافات، في إطار حملة تسعى من خلالها إلى التأكيد على ضرورة تجاوز الخلافات السياسية، وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره.

حملة "أنا مغاربي"

وأوضح المسؤول بالمؤسسة المغاربية للتواصل وحوار الثقافات عمر الكنتاوي، أن فكرة إطلاق هذه الحملة جاءت بعد تعبير مجموعة من قادة الدول المغاربية عن رغبتهم في إعادة إحياء الاتحاد المغاربي.

وأكد الكنتاوي أن الحملة، التي تستمر حتى شهر شباط المقبل، تفاعل معها "عدد كبير من النشطاء بمختلف البلدان المغاربية سواء في تونس، الجزائر، ليبيا، موريتانيا والمغرب، ومن مختلف الشرائح المجتمعية، مما يعكس رغبة شعوب هذه البلدان في الاتحاد لأن ما يجمعها أكثر بكثير مما يفرقها".

دعوات تشكيل الاتحاد

وحول فكرة تشكيل الاتحاد المغاربي، يؤكد المحلل السياسي الجزائر، اسماعيل خلف الله، ان الفكرة قديمة وليست وليدة اليوم" من الواضح أن فكرة تحقيق الاتحاد المغاربي مازلت تراود العديد من القادة السياسيين في الدول المغاربية ومسألة الصحراء الغربية البوليساريو "أحالت دون تحقيق فكرة الاتحاد".

وأشار خلف الله إلى أن عودة ظهور الفكرة بقوة في الآونة الأخيرة يعود إلى قدوم قيادات سياسية جديدة في معظم الدول كتونس الجزائر وليبيا" السلطة السياسية الجديدة في تونس بقيادة قيس سعيد، الذي  كان من الداعمين لفكرة الوحدة المغاربية وفي الجزائر التي تشهد مراحل التغيير،رغم أنه مازال لم تظهر مؤسسات تمثل هذا التغيير..لكن هناك تغيير واضح وأن النظام السابق زاد الخلاف المغاربي وزاد احتقانا في تلك المرحلة".

عوائق حالت دون تشكيل الاتحاد

المحلل السياسي أكد أنه رغم الخلافات السياسية بين قادة الدول إلى أن مبادرة تشكيل الاتحاد المغاربي تبقى مطلب شعبي ملح في هذه الدول"ورغم الخلافات على مستوى قادة الشعوب، إلا أن مسألة تشكيل الاتحاد المغاربي تبقى مطلب شعبي وهناك دعوات شعبية في مختلف المجالات الإعلامية والثقافية وتؤكد أن الشغب المغربي والجزائر شعب واحد والخلاف سياسي".

ويرى خلف الله أن المشكل الكبير وراء عدم تحقيق الاتحاد المغاربي في الخلاف الجزائري المغربي حول قضية الصحراء الغربية"بوليزاريو" بالإضافة إلى خوف بعض الأطراف الخارجية من تحقيق هذا الاتحاد، ويقول "إذا تمكن الجانب الجزائري والمغربي تصفية الخلافات بينهما فإن الاتحاد سيشكل خلال 24 ساعة، وأضن أنه هناك جهات خارجية لا تريد لهذه المبادرة وجود على الواقع. هناك أنظمة خارجية تتخوف من هذا العملاق المغاربي بما في ذلك الجهة الشمالية كالاتحاد الأوروبي لا يخدمها توحد الدول التي ترى فيه منافسة. وهناك دول تستثمر في الخلافات بين الجزائر والمغرب".

وتأتي هذه الحملة في الوقت الذي أعلن فيه الأمين العام للاتحاد المغاربي الطيب البكوش على أنه من المرتقب أن تحتضن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في شهر فيفري المقبل، قمة رؤساء البلدان المغاربية، وهي القمة الأولى منذ حوالي ربع قرن، حيث انعقدت آخر قمة في عام 1994.

مناقشة