ماذا تفعل قواتنا خارج الحدود؟ جدل في فرنسا بعد لقاء الأسد مع مجلة "باري ماتش"

أدى اللقاء الأخير الذي أجراه الرئيس السوري بشار الأسد مع مجلة "باري ماتش" الفرنسية بتاريخ 28 نوفمبر/ تشرين الثاني، لفتح باب التساؤلات على مصراعية في وسائل الإعلام الفرنسية حول وجود القوات الفرنسية في سوريا.
Sputnik

واستغل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، انعقاد قمة دول "الناتو" ليرد على النقد الذي وجهه الرئيس السوري بشار الأسد في اليوم السابق، والذي اتهم فرنسا "بدعم الإرهاب"، وقال إيمانويل ماكرون للصحافة بعد استقباله الأمين العام لحلف الناتو: "لقد كنا ثابتين منذ البداية"  نقاتل ضد عدو واحد "داعش" (المحظور في روسيا) في سوريا، بحسب "ماتش".

على رأسها "بلاد العطور" دول أوروبية ترفض استقبال مواطنيها "الدواعش"
تعليقات الناس كانت برأي مختلف!

وبرصد مجموعة التعليقات التي قام بها المواطنيون على خبر انتشار القوات الفرنسية في عدد من الدول في صحيفة "بورت" الفرنسية، يمكن ملاحظة عدم رغبتهم بتواجد قوات فرنسية خارج الحدود.

فعلى سبيل المثال، علق شخص باسم فرانسيس في "التضحية بهم من أجل الشركات، من أجل اليورانيوم أو الأوساخ النووية الأخرى، ليس لبلدهم ، ولكن من أجل رجال الأعمال!".

وعلق شخص باسم، أسمال في "من قال لهم أن يذهبوا إلى هناك؟"، وعلق شخص آخر باسم أدام دي "انهم هناك لاستغلال الثروات في هذه البلدان.. وأي ثورة (السترات الصفراء) وتعتبرها جهادية وإرهابية لقد كذبتم بما فيه الكفاية، نحن لسنا مخدوعين"، وقال شخص باسم تاتوف في "لقد ألقينا القنابل وعدنا إلى فرنسا!".

مقتل الجنود في مالي فجر المشكلة

وأتت حادثة مقتل جنود فرنسيين ( 13 جندي) في تصادم طائرتين في الظلام بعد استدعائهم لتقديم دعم جوي، لتصب الزيت على النار. 

فقال شخص باسم، موه إتش "الخاسرون الوحيدون للجنوده المساكين هم زوجاتهم وعائلاتهم وأصدقائهم، ومن المؤسف أنهم لم يدافعوا عن فرنسا ولكن دافعوا عن مصالح الشركات متعددة الجنسيات التي تنهب تلك البلدان" بينما تساءل آخر  "ماذا تفعل فرنسا في أفريقيا؟".

وعلقت فيرشكيتن إل "الطريقة للتدخل بشكل انتقائي في ليبيا أو مالي وفي سوريا أو فلسطين، ليست جديدة، لكن يجب أن نتمسك بهذا النفاق العام .. لقد انتهت سياسة (فرنسا-إفريقيا) المنحازة بقيل لنا .. ساشكيكم إلى سانتا كلوز".

وعلق آخر باسم فينسينت دي  "فرنسا ليست في حالة حرب ، لكنها تخوض الحرب وتقتل أطفالها!!".

وعلق شخص باسم بيرنارد جي "الجنود الفرنسيون يتصرفون في كل مكان للدفاع عن مصالح الفاشيين في الحكومة وبهدف نهب إفريقيا، ساركوزي تذكير بأنه لم ينته من عمله الشنيع".

المناطق التي تنتشر فيها القوات الفرنسية خارج حدودها

وبحسب صحيفة "بورت" يشارك الجنود الفرنسيون في عمليتين خارجيتين ، يطلق عليهما "opex". أولها عملية "برخان" حشدت لها فرنسا 4500 جندي في موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، بحجة محاربة الإرهاب من مصدره.

والثانية هي عملية "شامال" وينفذها حوالي 1000 جندي فرنسي في سوريا والعراق، بحجة محاربة داعش خارج الحدود.

فرنسا أكبر دولة صدرت إرهابيين "دوعش" إلى سوريا!

وبحسب المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب تتصدر فرنسا قائمة الدول الأوروبية الأكثر تصديرا للمقاتلين الأجانب، أغلبهم انضم إلى صفوف تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا، ويقدر عددهم بـ (1200) إرهابي، أغلبهم يقاتل في سورية.

ورفضت أكبر محكمة إدارية في فرنسا طلب "متطرفين فرنسيين" في سوريا العودة إلى البلاد في 24 أبريل/ نيسان  2019، بحجة أن "المحكمة لا تتمتع بسلطة قضائية بخصوص قرار يتعلق بالدبلوماسية الفرنسية".

(المقال يعبر عن رأي كاتبه)

مناقشة