العراقيون يتحدون المجتمع الدولي بمحاكاتهم للموت... صور

مثل قطرة مطر مبعثرة... هكذا أصبح رأس الفتى العراقي الذي لم يكمل عامه الـ16، حسين الدراجي، إثر قنبلة غاز مسيل للدموع اخترقت أحلامه سارقة منه روحه التي خلدها المتظاهرون وسط ساحة التحرير، في رسمة تتحدى الموت، والمجتمع الدولي، والعالم.
Sputnik

طبعت على جدار كبير من نفق التحرير، ابتسامة "الدراجي" الذي قتل مطلع نوفمبر الماضي، بطريقة بشعة وثقتها المتظاهرون الذين كانوا بجانبه بتسجيل مصور، بالقرب من الجسر الجمهوري الذي طالما أطلقت منه قوات حفظ الشغب القنابل والرصاص، عند بوابة المنطقة الخضراء التي تتخذها الحكومة العراقية، مقر لها.

بالصور...مدينة الأشباح في العراق
الدراجي، ومن قبله الناشط صفاء السراي المعروف أيضا بـ"ابن ثنوة".. أمه ثنوة التي دفن بجوارها، بعدما اخترقت رأسه قنبلة غاز أيضا، والمئات غيرهم الذين اخترقت جماجمهم بمختلف أنواع القنابل في ساحة التحرير، وقرب جسور الجمهوري، والسنك، والأحرار الذي أخذ الكثير من أرواح الشباب.

صفاء الذي لمعت عيناه وهما تضيئان نفق التحرير، غرس بعد مقتله في قلوب المتظاهرين، تحديات حطمت كل الرهانات، والتوقعات بفشل الثورة وعودة الشباب إلى بيوتهم، لتزداد أعدادهم بإنتفاضة تعتبر الأولى في تاريخ العراق بقيادة الشعب دون تدخل سياسي، أو حزبي، أو مذهبي، وعقائدي.

ويشارك العراقيون، من طريقة الموت التي وصفت بالبشعة، والشنيعة، المتبعة من قبل قوات الأمن، في قمع الثورة الشعبية، منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وحتى ديسمبر/ كانون الأول الجاري، في تحد لالتفات العالم إليهم، لاسيما المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، على رأسها "العفو الدولية".

العراقيون يتحدون المجتمع الدولي بمحاكاتهم للموت... صور

تخيل أن تقتلك رصاصة بحجم علبة الصودا.. عبارة رفعها العراقيون، بتحديهم، مع صورهم وهم يحاكون بعلب المشروبات الغازية، والطاقة، والصودا الموجهة نحو أصداغهم، طريقة الموت الذي يقطف أرواحهم، بقنابل الغاز.

وأطلق تحدي "علبة الصودا العراقية" من قبل الناشط الأمريكي "جون فيلسون"، لنقل صور الموت الذي يستهدف العراقيين في ثورتهم الشعبية، موجها نداء إلى منظمتي العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، للمشاركة في هذا التحدي.

وأضاف المصدر، أما عدد المصابين خلال الفترة الزمنية المذكورة، فقد ارتفع إلى 19136 مصابا، من المتظاهرين، والقوات الأمنية.

ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، احتجاجات واسعة للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة، في أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سقوط صدام حسين عام 2003.

مناقشة