الجنود السوريون على خطوط التماس مع الإرهاب والحصار والطبيعة في ريف اللاذقية (فيديو)

تشكل الطبيعة في جبال ريف اللاذقية موردا يبدع الجنود السوريون في تسخيره لدعم صمودهم في مواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة، في ظروف قاسية تكرسها تضاريس الجبهات القتالية والأحوال الجوية السائدة فيها.
Sputnik

ويزيد من قساوة هذه الظروف تأثر الجنود كبقية السوريين بالحصار الاقتصادي الغربي الجائر المفروض عليهم، لتتحول خطوط التماس مع المسلحين الصينيين الذين يستوطنون الجبهات المقابلة، إلى نطاق مجابهة مع قسوة الطبيعة والإرهاب والحصار.

بمعدات روسية متطورة... "الهندسة" السورية تقتلع المفخخات المعقدة في ريف اللاذقية (فيديو)
كغيرهم من أبناء الشعب السوري يتأثر الجنود بالحصار الاقتصادي المفروض على البلاد، ففي الجبهات النائية ذات التضاريس الجبلية المعقدة والأحوال الجوية بالغة القساوة في تلك المنطقة، يتعذر في كثير من الأحيان إمداد الوحدات القتالية المرابطة باحتياجاتهم الأساسية من الغاز والمحروقات ووقود التدفئة وغيرها من المواد التي تشهد نقصا شديداً في البلاد، وخاصة مع قدوم فصل الشتاء ومع تشديد الإجراءات القسرية الظالمة المفروضة على السوريين، إلا أن يوميات المقاتلين في جبال ريف اللاذقية تؤكد أن الحياة هناك قابلة للعيش والاستمرار مع توافر الإرادة الصلبة والتصميم على دحر الإرهاب وهزيمة الإرهابيين، والقدرة على التأقلم مع أصعب الظروف، ففي تلك التضاريس المعقدة تشكل الطبيعة ومدخراتها من بقايا ومخلفات الأشجار والينابيع، وغيرها، وسيلة للبقاء لتحل مكان وسائل التدفئة وصنابير المياه وحتى الأفران المخصصة للطهو، حيث يكسر جنود الجيش السوري الحصار الاقتصادي ويسخرون الطبيعة في تشديد حصارهم على الإرهابيين.

يقول محمد، وهو أحد هؤلاء الجنود الصامدين لوكالة "سبوتنيك": إن الجيش السوري والقوات الرديفة تتعايش مع أي بيئة توجد فيها، نتيجة الإرادة التي باتت سمة حياة كل مقاتل يؤمن بالقضاء على الإرهاب أولاً وآخراً، فيتغلب على النقص في المشتقات النفطية، عبر الاستفادة من المخلفات التي تتركها الأشجار بعد العواصف وبقايا الأشجار اليابسة التي تصيبها قذائف الإرهابيين المستمرة على المنطقة، فيستخدمها كحطب للتدفئة وللطهو حيث يعتمد الجنود في طعامهم على الموائد البسيطة في المناطق الجبلية، لتشكل البطاطا وبعض الخضار الموسمية الوجبة الرئيسية ومعها البرغل والأرز، والتي تعد أطباقا دورية، إلى جانب حساء العدس المفضل في البرد الشديد وتدني درجات الحرارة.

الجنود السوريون على خطوط التماس مع الإرهاب والحصار والطبيعة في ريف اللاذقية (فيديو)

وأضاف أنه ورفاقه يعتمدون في يومياتهم على الطعام "الناشف" المخصص لهم ويقصد به الخضروات والمواد غير المطبوخة التي يحصلون عليها بشكل دوري، ويتم لاحقاً تحويلها إلى أطباق على نار الحطب، كالبطاطا المشوية والباذنجان والطماطم، وأخرى يتم طبخها إلى جانب اللحم وهي تعد أطباقا أسبوعية، كما يستفيد الجنود من مواقد الحطب الصغيرة التي توضع داخل الخيم أو الغرف، في مجالات عدة، فإضافة إلى التدفئة والطهو، تستخدم كسخانات لمياه الاستحمام كبديل عن الكهرباء التي تغيب عن كثير من جبهات القتال.

مناقشة