ما هدف زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي إلى لبنان؟

أكدت وسائل إعلامية أن ديفيد هيل، مساعد وزير الخارجية الأمريكي، سيصل إلى لبنان مساء الخميس، موفدا من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
Sputnik

ويتطلع المراقبون للوضع اللبناني لمعرفة الرسائل والمهمة التي يحملها هيل إلى المسؤوليين اللبنانين، خصوصا وأن البلد يعاني من أزمة اقتصادية ومظاهرات في الكثير من المناطق منذ أكثر من شهرين.

الرسائل الأمريكية

وحول المهمة التي أرسل من أجلها الدبلوماسي الأمريكي يقول المحلل السياسي اللبناني رائد المصري في حديث لوكالة "سبوتنيك": التدخل الأمريكي بدا واضحا خلال الأزمة السياسية التي يعصف بها لبنان منذ أكثر من شهرين، ومحاولة التدخل عبر خط الأزمة الحاصل، والمهمة تأتي من تعثر في تشكيل الحكومة، وأيضا من أجل ترسيم الحدود بالنسبة لآبار النفط والغاز والبدء بالاستخراج.

ويكمل المصري: ويريد الأمريكي حصة من هذا الموضوع بالتضامن والتكافل مع الإسرائيلي، وهذا هو عنوان زيارة هيل الأساسية، وبالتالي وضع الحكومة والوضع السياسي اليوم تحت الابتزاز، وتأثير النشاط الموجود في الشارع وتقديم تنازلات حول ملف النفط والغاز.

ويتابع: ومن هذه الضغوطات هو تكليف شخصية سياسية تقوم بتشكيل الحكومة، وهذا جزء أساسي من تمنع الحريري من ترشحه لتشكيل الحكومة.

أما المحلل والباحث اللبناني طارق عبود وفي لقاء مع "سبوتنيك" فيعتبر أن لهيل عدة مهام وأهداف من هذه الزيارة، ويكمل: الهدف الأول هو موضوع الأزمة السياسية الاقتصادية التي يمر لبنان فيها حاليا، والإدارة الأمريكية التي تريد تمرير مشروعها في لبنان، حيث تريد أن تلغي نتائج الانتخابات النيابية في لبنان عام 2018، وتأتي بحكومة اختصاصيين أو حكومة تكنوقراط.

ويكمل: هذا انقلاب على العملية الدستورية التي حصلت العام الماضي، الملف الثاني هو ملف النفط والغاز، وهو الملف الأساسي الذي يتناوب عليه المسؤولون الامريكيين من ديفيد ساترفيلد إلى ديفيد هي إلى ديفيد شينكر، ويريد هيل أن ينتزع مكاسب للإسرائيلين من خلال هذا الملف مستغلا الأزمة الموجودة في لبنان.

ويضيف عبود: كان المطلب الأمريكي واضح بأنهم يريدون أن يأخذوا تنازلات من الحكومة اللبنانية لصالح إسرائيل فيما يخص البلوك رقم 9، ومسألة الترسيم الحدودي.

رئيس الحكومة

وعن التدخل الأمريكي في مسألة تعيين رئيس الحكومة الذي يلبي مصلحتها، وعن الشخصية التي يسعى البيت الأبيض إلى أن يكون على رأس الوزارة اللبنانية يقول المحلل المصري: من مصلحة الولايات المتحدة أن يكون الرئيس الحريري هو رئيس الحكومة، وعندما توافقت الكتل النيابية على ترشحه، ضغطت عليه لكي ينسحب ولكي يخرج من حلبة السباق.

ويتابع: كان هناك بديل جاهز وهو الدكتور حسان دياب.وهو وزير سابق وأعتقد أن السلطة والأحزاب السياسية تسير نحو هذا التوجه.

بدوره يحدد المحلل طارق عبود الخيار الأمريكي بشخص آخر، ويقول: كان واضحا الخيار الأمريكي بطرح اسم نواف سلام، وهذا ظهر من خلال حلفاء الولايات المتحدة في لبنان، ونواف سلام كان مندوب لبنان في الأمم المتحدة، وهواه وخياراته مع الولايات المتحدة، وقد عينه الرئيس السنيورة المعروف الانتماء والهوية السياسية.

ويتابع: كانوا يريدون الالتفاف على العملية السياسية من خلال تعيين شخصية تطبق البرنامج الأمريكي في لبنان، وهذا شيء غير واقعي وحقيقي، والأمريكيون يلعبون هذه الورقة الأخيرة حيث أنهم يعرفون بأن هناك أزمة اقتصادية في لبنان متراكمة منذ 30 سنة.

البلوك رقم 9

أما فيما يخص موضوع النفط والغاز والتي تسعى الولايات المتحدة إلى حله مع لبنان والحصول على حصة من الثروات اللبنانية، وعن ردة الفعل اللبنانية حول ما سيطرحه هيل، يقول المحلل المصري: موضوع البلوك رقم 9 والحدود البحرية والبرية هو منطق سيادي، وأعتقد أنه رغم خلافنا ومعارضتنا لهذه السلطة الموجودة، موقفها يعتد به ويعتبر حول الحفاظ على السيادة اللبنانية والحفاظ على كل شبر من الأراضي اللبنانية، خصوصا ما يتعلق بالنفط والغاز.

ويتابع: هذه مسألة سيادية لا يمكن التفريط بها والسيادة أمر لا يتجزأ، أعتقد أن الرئيس بري في هذا المجال عازم وموقفه واضح، وأيضا رئيس الجمهورية ميشيل عون وكل الكتل والأحزاب لا يمكن أن تفرط بأي شبر من الأرض اللبنانية على الحدود البرية أو البحرية.

وبدوره يرى المحلل طارق عبود الأمر نفسه، ويعتبر أن مسألة البلوك رقم 9 هي أهم ما في الزيارة، ويقول: البلوك رقم 9 هو عنوان الكباش الأمريكي اللبناني، ووزيرة النفط الإسرائيلية قالت أن هناك أكثر من 600 مليار دولار في البلوك رقم 9 من النفط والغاز، ستقسم بين لبنان وإسرائيل من خلال شركة محايدة، وهم يريدون الكمية الأكبر من البلوك رقم 9.

ويختم قوله: الملف اليوم بيد الرئيس نبيه بري، وهو مفاوض شرس وعنيد ولن يتخلى عن حقوق اللبنانيين حتى لو مورست الضغوط القصوى عليه وعلى السلطات اللبنانية.

مناقشة