رئيس حزب "جيل جديد" الجزائري لـ"سبوتنيك": يجب تحويل الحراك إلى قوة سياسية مهيكلة

أحدثت تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الداعية للحوار ولطي خلافات الماضي، ردود أفعال واسعة ومتباينة في الساحة السياسية الجزائرية وداخل الحراك الشعبي، حيث أبدى رئيس حزب "جيل جديد"، أحد المواظبين على المسيرات منذ بداية الحراك سفيان جيلالي، استعداده للمشاركة في الحوار، في حال تحققت مجموعة من الشروط.
Sputnik

الجزائر - سبوتنيك. قال رئيس حزب "جيل جديد" سفيان جيلالي في حوار مع وكالة "سبوتنيك": "الجميع يعلم أن الرئاسيات لم تجر في الشفافية اللازمة، والبلد اليوم يعيش أزمة حادة، انقطعت فيها الثقة بين المواطن والسلطة، وفي نفس الوقت هناك خلط بين السلطة والدولة في الوعي الجمعي للناس".

كاتب جزائري: الحكومة الحالية مؤقتة تمهيدا لتشكيل حكومة يونيو المقبل
وأضاف "المواطن يرفض كل ما هو قادم من طرف الدولة، وهذا يمكن وصفه بنوع من العصيان المدني المعنوي" لكن ورغم ذلك يوضح المترشح المنسحب من رئاسيات 2014 "انهار نظام بوتفليقة، وسُجن أغلبية الفاعلين فيه بسبب ملفات فساد ثقيلة، الشيء الذي زاد من رفض المواطنين للسلطة الحالية".

وعن مطالب الحراك يضيف محدثنا "الشعب عبر حراكه، طالب بتغيير النظام، ما يعني مغادرة جميع رجالات النظام السابق، وأيضاً إحداث تغييرات عميقة في تنظيم الدولة، وهذا بإرجاع الخيار الشعبي والقانون إلى مكانهما الأصلي في تسيير الدولة" مضيفاً "بعد مغادرة بوتفليقة مجبراً، استعاد الجيش السلطة، وشرع في تفكيك النظام وفي نفس الوقت لم يرغب الجيش في فقدان السيطرة على التغيير القادم" لهذا يجب رؤية مجيء الرئيس عبد المجيد تبون يواصل رئيس جيل جديد " كانطلاق مسار إعادة تكوين نظام جديد، وعلى المعارضة أن تأثر في هذا المسار، باتجاه دولة القانون، ومبادئ الديمقراطية".

وعن الخيارات المتاحة أمام الحراك حالياً يضيف جيلالي" الحراك يملك ثلاث إمكانيات؛ رفض الحوار ورفض كل تعامل مع السلطة الجديدة، ما يعني توجهاً للعصيان المدني، أوالاستسلام والعودة لوضعية ما قابل بداية الحراك الشعبي، يعني ترك القضايا السياسية لزمرة من المنتفعين، أو أخيراً تحويل هذه الطاقة الشعبية إلى أعمال سياسية دائمة عن طريق الأحزاب السياسية، النقابات والجمعيات".

بالنسبة لنا، يواصل محدثنا "يجب أن تقوم السلطة بإشارات قوية، وهذا بإطلاق سراح كل سجناء الرأي، للشروع في حوار يجب أن يكون صريحا، وذو مضامين سياسية، هذا هو الطريق الأوحد لربط قنوات تواصل بين السلطة والمجتمع".

وأوضح أنه "يجب أن يتواصل الحراك ما لم تتبين أفق الإصلاحات بشكل واضح، لكن نتمنى أن يقوم الشباب وجميع المتظاهرين بتحويل هذا الوعي السياسي، إلى عمل منظم، ومهيكل وفعلي في الساحة السياسية".

الرئيس الجزائري: النجاح الكبير للانتخابات الرئاسية ثمرة من ثمرات
وحول إمكانية تعرض حزبه لانتقادات بسبب قبوله مبدئياً المشاركة في الحوار، قال جيلالي "نعم نحن ننتظر رفض جزء من الحراك الشعبي لاحتمال الحوار، فنحن نعيش حالياً مرحلة تتميز بعاطفة قوية. المواطنون لديهم انطباع بأن الحكومة تلاعبت بهم في هذه الانتخابات وأن أي مبادرة للصلح يمكن أن تقرأ كخيانة. في حين أن الأمر ليس هكذا على الإطلاق. رفض كل شيء ليس حلاً. المجتمع الجزائري ليس جاهزًا تمامًا لثورة عنيفة، بل هذا سيكون كارثياً"، مضيفاً "كسياسي يجب أن تتحمل في بعض الأحيان الأدوار السيئة من أجل مصلحة الوطن، وافقتُ على مبدأ الحوار مع وضع شروط قوية، مع علمي المسبق بالمخاطر السياسية التي أعرض لها نفسي وحزبي، لكن لم يعد من الممكن أن أختبأ وأراقب اتجاه الرياح، بل أتحمل وبشكل كامل مسؤولياتي".

وعن تهم البحث عن منافع شخصية التي طالت شخصه يُجيب سفيان جيلالي "في تصريحنا الذي أعلنا فيه عن موافقتنا لمبدأ الحوار، أوضحنا أننا لن نقبل أي منصب حكومي لنبين أن مقاربتنا ليست حزبية، لقد سبق وأن حددت أن الشرعية الشعبية فقط هي التي يمكن أن تدفعني إلى التفكير في المشاركة في الحكومة".

لكن وفي الجو العام الثوري الذي تعيشه البلاد، هذه الاحتياطات " لن تحميك من الاتهامات بالرغبة في الحصول على مزايا شخصية أو سياسية. لم يعرف الجزائريون سوى السياسيين المتلونين بدون ضمير، لهذا فالتعميم بديهي" يوضح جيلالي الذي عاد لمساره السياسي " أنا في المعارضة منذ 30 عامًا، رفضنا المشاركة في الانتخابات المزوّرة حيث تم توزيع المقاعد وفقًا لنظام الحصص. لماذا أذهب إلى مثل هذه العملية المحفوفة بالمخاطر الآن؟" الجواب المنطقي وهو"جيل جديد يريد تقديم حلول سياسية لأزمة ثقة وأزمة سياسية كبيرة، هذه هي الحقيقة والحقيقة الوحيدة".

وعن صعوبة تنظيم الحراك يجيب رئيس جيل جديد "هناك إمكانية كبيرة لتنظيم ولو جزء من الحراك، لكن هذا لا يمكن أن يكون في إطار منظمة واحدة ذات فكر واحد، يجب على المواطنين تنظيم أنفسهم وفقًا لمعتقداتهم السياسية ووفقًا لمصالح بعضهم البعض ، المتباينة بالضرورة ، بل قد تكون متعارضة".

ويؤكد محدثنا: "يجب أن يفهم الجزائريون أن تمثيل الحراك يجب أن يكون في النهاية في إطار مؤسساتي، وليس في إطار صراع مع الدولة، بل يجب العمل على استعادة الدولة بانتخابات حرة وشفافة، حيث وبمجرد وضع قواعد اللعبة السياسية، ستتمكن التيارات السياسية المختلفة من التعبير عن نفسها بحرية وسيتم تحويل الحراك إلى هيئة ناخبة، وبالتالي توزيع المقاعد وفقًا لخياراتها".

مناقشة