على بعد خطوة... تحذيرات من صدام وشيك بين الدول الداعمة للأطراف في ليبيا

تحركات متسارعة على الساحة الليبية في الأيام الأخيرة، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة المعارك في العاصمة طرابلس.
Sputnik

آخر التطورات على الساحة الليبية طالبت فيها حكومة الوفاق، اليوم الجمعة، رؤساء خمس دول من بينهم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وإيطاليا وتركيا والجزائر بتفعيل اتفاقيات التعاون الأمني.

مسؤول ليبي: رسائل إيطاليا لحكومة الوفاق "مشوشة" ولا ترضينا
وبحسب بيان الحكومة عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" إن "رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج وجه الخميس رسائل إلى رؤساء خمس دول هي الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وإيطاليا والجزائر وتركيا".

مطالبة الوفاق بتفعيل الاتفاق الأمني طرحت العديد من التساؤلات خاصة، أن الرئيس التركي سبق وأكد استعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا حال طلب حكومة الوفاق، وهو ما وقع فعليا، أمس الخميس، ليفتح المشهد على دائرة أوسع من الصراع الدولي الدائر في ليبيا.

في البداية يقول محمد معزب عضو المجلس الأعلى للدولة بليبيا إن حكومة الوفاق تستمد شرعيتها من الاتفاق السياسي.

ويوضح في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن نص المادة 30 من الاتفاق السياسي تمنح حكومة الاتفاق الوطني السيطرة على كامل التراب الليبي والحدود البحرية، وتوفير الأمن والسيطرة، فيما تعطي المادة 57 من الاتفاق السياسي الحق لحكومة الوفاق طلب الدعم من الأمم المتحدة ومنظمات الدعم لتعزيز الاستقرار الأمني.

ويشير أن حكومة الوفاق لديها الحق في عقد الاتفاقيات مع أي دولة بما يعزز من الأمن والاستقرار في العاصمة والموانئ النفطية والمطارات.

وتابع معزب أن:

"البيان المنشور الذي نص على تفعيل الاتفاق الأمني وطلب الدعم يحتمل تفسيره بأكثر من وجه، حيث يمكن أن يقتصر على الدعم الفني واللوجستي، ويمكن أن يصل إلى الدعم العسكري الكامل، خاصة أنه غير محدد".

وأوضح أن التصعيد الذي وقع ليلة الخميس بقصف مصراته سيدفع حكومة الوفاق بمباشرة الاختصاصات الموكلة إليها بحماية المطارات، وأنها لم يعد أمامها سوى المطالبة بالمساندة في صد العدوان.

ما مدى إمكانية تطبيق وقف إطلاق النار في ليبيا؟
وشدد على أن الدول الداعمة لمعسكر "حفتر" تتواجد على الأرض بمعداتها وآلياتها، كما أن هناك بعض المرتزقة يحاربون إلى جواره، وأن الشعب يرحب بقيام حكومة الوفاق بأي خطوة للمحافظة على العاصمة.

قوات أجنبية

من ناحيته قال سعد الجازوي عضو البرلمان الليبي، إن حكومة الوفاق من شأنها الحفاظ على سيادة ليبيا، خاصة أن البلاد تتعرض لعدوان من دول عدة في الوقت الراهن.

وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، الجمعة، أن حكومة الوفاق من حقها أن تتخذ كافة السبل للحفاظ على ليبيا ووقف العدوان، بحسب قوله.

يقول أن القوات التي تقاتل الوفاق على تخوم طرابلس هي قوات متعددة الجنسيات، وأن هناك أسلحة من دول أخرى.

ساحة للصراع الدولي

على الجانب الأخر قال محمد العباني، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الليبي الجامع، أن ليبيا أصبحت ساحة للتنافس الدولي في الوقت الراهن.

وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن بعض دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها فرنسا وكذلك بعض الدول العربية لن تسمح لتركيا بإرسال قوات عسكرية على الأرض.

وأوضح أن تركيا أو أي دولة أخرى قد لا تغامر بإرسال جنودها إلى ليبيا في معارك قد تعود عليهم بالخسائر، إلا أن الأمر يتعلق بالتسليح والمعدات، وهو مستمر منذ فترة طويلة.

وشدد على أن الدول الداعم لكل طرف تعمل على منع سيطرة الطرف الأخر، وأن هذه الدول تدافع عن مصالحها بقوة خلال الأيام الأخيرة.

البعثة الأممية ... تفاقم الأزمة الليبية سببه التدخلات الخارجية
وأشار إلى أن الاستعانة بقوى ودول أخرى من أجل الحفاظ الممتلكات والأرواح هي موكلة للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا. 

تحذيرات أممية

في ذات الإطار أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، اليوم الجمعة، عن أسفها للتطورات الأخيرة والتصعيد العسكري المتفاقم والتدخل الخارجي في ليبيا.

وتتهم حكومة الوفاق مصر والإمارات بتقديم الدعم العسكري للجيش الليبي، فيما يتهم الجيش الليبي تركيا وقطر بتقديم الدعم لما يصفها بالمليشيات.

وقالت البعثة، في بيان صحفي عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك": "تأسف البعثة للتطورات الأخيرة وللتصعيد العسكري المتفاقم، والتدخل الخارجي المتنامي في ليبيا ولقيام الأطراف بتبادل التخوين وتعريض وحدة ليبيا للخطر".

وأكدت البعثة الأممية للدعم في ليبيا خلال بيانها : أنها "مؤمنة بحتمية الحل السياسي وماضية قدما في مسعاها الحثيث لترميم الموقف الدولي المتصدع من ليبيا، ولحث الليبيين للعودة لطاولة التفاوض في سبيل حقن الدماء الزكية، ووقف التقاتل بين الأخوة، وكبح التدخل الخارجي، ووقف إنزال المزيد من النوائب بالمدنيين الآمنين".

مناقشة