هل تدفع العقوبات الأمريكية الاتحاد الأوروبي لتبني سياسة الانعزال عن واشنطن؟

قال منسق العلاقات العربية الألمانية في البرلمان الألماني، عبدالمسيح الشامي، إن العقوبات الأمريكية على خطوط الغاز "التيار الشمالي 2" و"التيار التركي"، التي تنقل الغاز الروسي لأوروبا، سيدفع الاتحاد الأوروبي وخصوصا ألمانيا لتبني للانعزال عن واشنطن.
Sputnik

وأضاف الشامي "هناك شراكة كبيرة بدأت تنمو بين الاتحاد الأوروبي وروسيا وتسير في نفس الاتجاه شراكة خجولة مع الصين".

لافروف: مشروع "التيار الشمالي-2" سينفذ بغض النظر عن التهديدات الأمريكية
وأشار منسق العلاقات العربية الألمانية إلى أن تبني أمريكا لهذه العقوبات مع حلفائها في أوروبا، سيؤدي إلى نتائج سلبية.

وأوضح أن هذه العقوبات ستدفع الاتحاد الأوروبي، خاصة ألمانيا إلى تبني سياسة الانعزال عن واشنطن والانسحاب من اتفاقيات كثيرة دامت لعقود، وإبرام تحالفات جديدة مع دول تعتبرها الولايات المتحدة عدو لها.

وأعرب الشامي عن اعتقاده أن هذا هو ما تقتضيه المرحلة الحالية.

وأشار إلى أن هذه المشاريع التي بدأت تتبلور بين الجهتين (الاتحاد الأوروبي وروسيا) أصبحت قضايا مرتبطة بشكل أساسي بالاستراتيجية وبالحالة الاقتصادية، وبحل معظم المشاكل السياسية والأمنية التي بات يؤمن بها الطرفان.

ولفت منسق العلاقات العربية الألمانية إلى أن التنسيق بين روسيا والاتحاد الأوروبي والشراكة بينهما أهم بكثير من العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لأن واشنطن أصبحت تمارس سياسة الهيمنة التي تصل إلى حد الاستعمار، فمجرد طرح مثل هذه العقوبات على دولة أو قارة بمجملها تعتبر حليفة لأمريكا فهذا يعتبر خروج عن نطاق التحالف.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أن مشروع "التيار الشمالي-2" سينفذ بغض النظر عن التهديدات الأمريكية مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يفهم جيدا مصالحه التجارية.

وقال لافروف في برنامج "اللعبة الكبيرة" على القناة الأولى "المشروع يتعرض لتهديدات، وقد أكدت أنه سينفذ رغم كل ذلك. أولا أنا واثق من أن الأوروبيين يدركون مصلحتهم الاقتصادية، وثانيا، هناك اهتمام بالمشروع من وجهة نظر توفير أمن الطاقة، ثالثا: لقد تعرضوا للإذلال، فقد صدرت تصريحات بما في ذلك من برلين تؤكد وجود شعور الاعتزاز بالنفس من الشركاء الأوروبيين".

وأردف لافروف قائلا "أنا واثق من أن "السيل الشمالي-2" سوف ينفذ شأنه شأنه "السيل التركي"، الذي من المقرر أن يتم إطلاقه بعد أسبوعين أو ثلاث.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقع يوم الجمعة الماضي، على ميزانية الدفاع لعام 2020، بقيمة 738 مليار دولار، وتتضمن الميزانية إجراءات "لمواجهة روسيا" في مختلف المجالات وفرض عقوبات على "التيار الشمالي-2" والمساعدة العسكرية لأوكرانيا.

ويتضمن مشروع "التيار الشمالي-2" بناء خطين لأنابيب الغاز بطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا.

مناقشة