أعياد الميلاد تنبض بضحايا الثورة الشعبية في العراق... فيديو وصور

تزينت شجرة ميلاد عملاقة تنافس بطولها، نصب الحرية الكائن في ساحة التحرير، وسط العاصمة العراقية، بغداد، بإكسسوارات عيد مختلفة عن العالم بأسره، تنوعت بها وجوه، وأعمار الضحايا المتظاهرين الذين فقدوا أرواحهم ما بين الرصاص، والقنابل المخترقة للجماجم، والاغتيالات التي تستهدف المشاركين في الثورة الشعبية الكبرى.
Sputnik

وهذه الشجرة التي كانت الأكبر في ساحة التحرير التي تحتضن المظاهرات الشعبية منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، وحتى الآن، نصبت قبالة شجرة أخرى تجملت بقصاصات لصور الضحايا ونعوشهم المصغرة المغطاة بالعلم العراقي، تحرسها القديسة مريم العذراء.

ويواصل المتظاهرون في ساحة التحرير، وحديقة الأمة، وعلى طول المساحة التي يسيطرون عليها من الجسر الجمهوري المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تتخذها الحكومة مقرا لها، وسط بغداد، تزيين سرادق الاعتصام، بالبالونات الذهبية لعام 2020، والنشرات الضوئية، والورقية اللامعة، مع أشجار الميلاد التي جميعها حملت الضحايا براحات أغصانها.

ووثقت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، تحضيرات المتظاهرين لأعياد الميلاد، والاحتفاء بالسنة الجديدة على طريقتهم الخاصة، وسط الأناشيد الوطنية التي يصدح صوتها عبر مكبرات الصوت من إذاعة التحرير التي تبث أيضا الأغاني العراقية الشهيرة لكاظم الساهر تحديدا.

وعند الجسر الجمهوري الذي شهد مقتل المئات من المتظاهرين، وإصابة الآلاف منهم بجروح، متفاوتة منها التي تسببت لهم العوق الدائم، والاختناق، وأثار إصابات بليغة، نصبت شجرة ميلاد بلون البنفسج محملة بقصاصات على أشكال قلوب، ونجوم، ودوائر، يظهر فيها الضحايا بأجمل طلاتهم، وابتساماتهم.

وشكل المتظاهرون، برايات العلم العراقي، من الأكبر حجما وحتى أصغرها، شجرة ميلاد رفرفت مثل طاووس نادر، في الباحة المستديرة قبالة نصب الحرية، ومبنى المطعم التركي "جبل أحد".

ويتضامن العراقيون في أحياء أعياد الميلاد مع المكون المسيحي الذي أعلن بدوره إلغاء الاحتفال لأجل الضحايا المتظاهرين الذين قتلوا خلال مشاركتهم في المظاهرات، إثر استخدام قوى الأمن الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، بشكل مكثف لاسيما في الشهر الأول من انطلاق الثورة في أكتوبر الماضي.

وتحدث الناشط المدني، الشاعر عن المكون المسيحي، جميل الجميل، لـ"سبوتنيك"، أن العائلات المسيحية لن تحتفل بالعيد، والعديد منها لم تشتري الزينة للأشجار، بل قامت بتزيينها بصور ضحايا المظاهرات، وإرسال أموال الهدايا، مساعدات للمتظاهرين الملازمين لساحات الاعتصام.

وكشف الجميل، أن حجم الدعم المالي الذي قدمته العائلات المسيحية من داخل، وخارج العراق، من تبرعات للمتظاهرين، بلغ 15 ألف دولار أمريكي، تم شراء ملابس، وأغطية، وأفرشة، ومادة بنزين لعجلات التك تك، وطعام، ومستلزمات طبية للجرحى، وغيرها العديد من المواد اللازمة.

وكان البطريرك الكاردينال، لويس روفائيل ساكو، قد أعلن في الثالث من الشهر الجاري، إلغاء مظاهر الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح، ورأس السنة الميلادية في العراق احتراماً للضحايا "القتلى، والجرحى" المتظاهرين في محافظات وسط، وجنوبي البلاد.

ورصدت "سبوتنيك"، إقبالا ضعيفا على محلات، وبسطات بيع أشجار الميلاد، والزينة الخاصة بها، ودمى، ومجسمات بابا نوئيل، في العاصمة بغداد، وباقي مدن البلاد، لاسيما في الوسط، والجنوب الذي لازالت منتفضا مع التحرير، لحين تلبية المطالب.

مناقشة