أول تعليق من المغرب على تصريحات رئيس الجزائر بشأن أزمة الصحراء

أعلنت الحكومة المغربية، اليوم الخميس، أن المملكة لم تتخذ موقفا رسميا بعد بشأن تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حول الصحراء الغربية، مؤكدة أن المملكة ستفعل ذلك في الوقت المناسب.
Sputnik

قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، الحسن عبيابة،  في الندوة الصحفية، التي أعقبت اجتماع المجلس الحكومي، اليوم الخميس "بالنسبة لموقف الجزائر من المغرب، تعرفون أن المغرب له سياسة هادئة ومتأنية"، وفق صيحفة "اليوم24" المغربية.

الرئيس الجزائري المنتخب يعلق على الأزمة مع المغرب
وأضاف عبيابة "المغرب يمد يده بهدوء في إطار سياسة الجوار، وفي إطار ما هو مشترك من تاريخ، وبالتالي لنا من الحق بأن نتخذ ما يجب، وليس هناك موقف رسمي بهذا الخصوص."

وتابع المتحدث نفسه "سياسة المغرب هادئة، لم يقل شيئا، وفي المكان المناسب يمكن للمملكة المغربية أن تصرح بالموقف المناسب، وهذا الموضوع يجب التأني فيه."

فوكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في أول خطاب رسمي له بعد تنصيبه رئيسا للجزائر، قال إن نزاع الصحراء "مسألة تصفية استعمار، وهي قضية بيد الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي".

ورغم أن نبون أشار إلى أن "نزاع الصحراء ينبغي أن يظل بعيدا عن تعكير صفو العلاقات الأخوية مع الأشقاء المغاربة"، إلا أن تصريحاته وصفت بـ"العدائية".

الصحراء الغربية منطقة شاسعة تقع شمال غربي أفريقيا ومساحتها حوالي 266 ألف كيلومتر مربع، ويدير المغرب نحو 80 في المئة منها والباقي تديره جبهة البوليساريو.

وتشير التقديرات إلى أن عدد السكان حوالي نصف مليون، يتوزعون على المدن الرئيسية في المنطقة، التي خضعت للاستعمار الإسباني في الفترة الممتدة من 1884 إلى 1976 وبعد خروجه تنازع عليها المغرب وجبهة البوليساريو.

واسم البوليساريو انتقاء للحروف الأولى لعبارة اسبانية تعني: "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب"، وتأسست الجبهة في 20 مايو/ أيار 1973 بهدف إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية.

"البوليساريو" تهدد المغرب برد حازم وتوجه رسالة إلى مجلس الأمن

وصعدت الجبهة من وتيرة عملياتها وقامت بالتحريض على المظاهرات المطالبة بالاستقلال، بينما اتجه المغرب وموريتانيا إلى محكمة العدل الدولية.

وأعلنت ما بين 1975 و1976 تأسيس "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، وشكلت حكومة في منطقة تندوف بأقصى الجنوب الجزائري.

وتقول الجزائر إن دعمها للبوليساريو مسألة مبدأ مثل دعمها لنيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا من قبل ودعمها للقضية الفلسطينية، بينما يرى بعض المراقبين أن العلاقة بين الجزائر والجبهة باتت تاريخية.

وكانت منظمة الوحدة الأفريقية أول من بادر للبحث عن تسوية للقضية، وخاصة في مؤتمرها التاسع عشر المنعقد بأديس أبابا عام 1983. لكن انسحاب المغرب عام 1984 من المنظمة عندما اعترفت بـ"الجمهورية العربية الصحراوية" عرقل مساعيها.

واستمر غياب المغرب عن المنظمة حتى عاد إلى عضوية الاتحاد الإفريقي في يوليو/تموز عام 2016 رغم استمرار اعتراف الاتحاد بالجبهة، لكن عودة المغرب كان لها أسبابها المرتبطة بالواقع السياسي والاقتصادي للمنطقة.

ومنذ عام 1988 طرحت الأمم المتحدة حلولا متنوعة للقضية شملت الاستفتاء‏ الذي كان مطروحا خلال ثمانينيات القرن الماضي والذي كان سيؤدي إلى أحد خيارين، الأول الانضمام للمغرب‏ وهو أمر ترفضه البوليساريو ، والثاني الانفصال عنه وتكوين دولة الصحراء الغربية المستقلة وهو أمر غير مقبول للمغرب.

وقد وضعت الأمم المتحدة الترتيبات الكاملة لتنظيم عملية الاستفتاء بدءا بإقرار وقف إطلاق النار بين الجانبين عام 1991، لكن عملية الاستفتاء تعطلت بسبب عدم الاتفاق على من يحق له المشاركة فيه.

وكان هناك اقتراح منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا واسعا تحت الإدارة المغربية، فرفضت البوليساريو الاقتراح‏‏ وتضامنت معها الجزائر في حين وافق المغرب.

زعيم البوليساريو: الانفصال أو الحرب

وطرح كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة خيار التقسيم حلا رابعا عام ‏2002 على أن يكون للمغرب الثلثان وللبوليساريو الثلث، فرفض المغرب.

وفي عام 1991، بدأت الأمم المتحدة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية.

وهدد المغرب في عام 2016 بعدم السماح لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة العاملة في الصحراء الغربية بعد أن استخدم الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، خلال زيارته لمدينة تندوف، تعبير "الاحتلال" في إشارة إلى ضم المغرب لمنطقة الصحراء بعد انسحاب الاستعمار الاسباني عام 1975.

وقد عبرت الولايات المتحدة مرارا عن مساندتها للخطة التي طرحها المغرب لمنح الصحراء الغربية حكما ذاتيا، معتبرة الخطة "واقعية وذات مصداقية".

وكانت الرباط قد طرحت في عام 2007 خطة تمنح الصحراء بموجبها قدرا كبيرا من الحكم الذاتي ولكن مع الاحتفاظ برموز السيادة المغربية كالعلم والنشيد الوطني والعملة المغربية.

مناقشة