في المغطس بالأردن... عراقيون يصلون من أجل مستقبل أفضل وأكثر أمنا

تجمع مئات الزوار المسيحيين في (بيت عنيا عبر الأردن)، وهو موقع يُقال إنه المغطس أو المكان الذي عُمِد فيه المسيح، وذلك يوم الجمعة (10 يناير كانون الثاني) بمناسبة الحج السنوي للمنطقة.
Sputnik

العراق يرفض استخدام أراضيه لتصفية الحسابات ويعتزم استدعاء سفير إيران
وكان بين الحجاج للمغطس هذا العام أُسر عراقية لاجئة فرت من الاضطرابات التي يعانيها بلدهم.

ومن بين أفراد هذه الأُسر امرأة تدعى هالة يوسف قالت إنها غادرت بغداد قبل خمسة أشهر بعد تلقيها العديد من التهديدات، وأضافت أن صلاتها هذا العام كانت من أجل بلدها ليشهد بعض الاستقرار والأمن.

وقالت لتلفزيون "رويترز": "طبعا كل أمنياتنا نحن العراقيون، وين ما رحنا، يعني هي أمنية كثير كثير بسيطة، يعني قد ما تتصورين بسيطة، حتى الحلم اللي كل البشر لازم يحلموه، هذا شافوه كثير علينا ما باعرف ليش؟. مع إنه هو بسيط الحلم جداً، هو الأمن اللي عمرنا نحن العراقيين ما حسينا فيه، ما كان فيه أبدا حرية، خصوصا يعني من بعد 2003 الأوضاع صارت كثير صعبة، ساءت من كل النواحي".

وعانى العراق على مدى عشرات السنين حروبا وعقوبات وصراعا طائفيا إضافة إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة له عام 2003.

وفي الآونة الأخيرة، وقع العراق بين مطرقة وسندان صراع طويل بين إيران والولايات المتحدة بعد أن قتلت أمريكا القيادي العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في ضربة جوية بطائرة مُسيرة يوم الثالث من يناير كانون الثاني ببغداد. وردت إيران يوم الأربعاء بإطلاق صواريخ على قاعدتين في العراق تستضيفان قوات أمريكية.

وقال زائر عراقي يدعى كمال يشوع، وهو لاجئ في الأردن أيضا، إنه يأمل أن يتوقف التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للعراق.

وأضاف "إن شاء الله يتحسن الأمن، ويرجع العراق له سيادة ويبقى ايد وحدة وما حد يتدخل بشؤونه الداخلية. هذا اللي نريده إحنا، هسا (الآن) كلها تتدخل بشؤون العراق".

من جانبه قال الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام إن الاضطرابات في العراق وسوريا تتسبب في هجرة جماعية للمسيحيين من الشرق الأوسط.

وأضاف "نقول مع الأسف إنهم يهاجرون، ليس فقط من بلدهم العراق وإنما من الشرق الأوسط، يعني على الأقل لما كانوا في الأردن كنا نقول إن لدينا مسيحيين في الشرق الأوسط بهذه الأعداد. لكن الآن هم يهاجرون، خاصة إلى أمريكا، إلى أستراليا أيضاً أعداد غفيرة من إخوتنا المهجرين العراقيين ذهبوا إلى أستراليا. يعني ماذا نقول؟. نقول نأمل لهم التوفيق في حياتهم الجديدة ولكن نريد الحفاظ على التعددية الراقية في منطقة الشرق الأوسط، كمسيحيين ومسلمين عشنا مع بعض ونريد أن نبقى مع بعض بإذن الله".

وتقع المعمودية، أو المغطس، على الضفة الشرقية لنهر الأردن، على بعد نحو تسعة كيلو مترات شمالي البحر الميت.

واكتسب المغطس أهمية خاصة عند الزوار المسيحيين في أعقاب اكتشاف حفريات على نطاق واسع به في منتصف تسعينيات القرن الماضي لأطلال كنائس وأحواض خاصة بالمعمودية وكهوف.

مناقشة