الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يواصل التفاوض على منطقة تجارة حرة مع إسرائيل ومصر

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال المؤتمر الدولي "حوار رايسينا"، في العاصمة الهندية نيودلهي، اليوم الأربعاء، إن المفاوضات ستستمر حول عملية توسيع التعاون في إطار الاتحاد الاقتصادي للمنطقة الأوروبية الآسيوية، مؤكدا إجراء مفاوضات مع إسرائيل ومصر بخصوص توقيع اتفاقية حول منطقة تجارة حرة.
Sputnik

يوضح الخبراء لـ سبوتنيك لماذا قد تكون هذه الدول مهتمة بالشراكة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ، ولما يهتم الاتحاد بتوسيع مناطق التجارة الحرة في الشرق الأوسط.

حاجة الجميع للأسواق

يعتقد المدير العام لمعهد الاتحاد  الاقتصادي الأوراسي فلاديمير ليبيوكين، أن المحرك الرئيسي للاتفاقيات هو رغبة جميع البلدان في تقديم منتجاتها في أكبر عدد ممكن من الأسواق.

وتابع يقول "لقد حانت حقبة الإنتاج المفرط لجميع السلع الممكنة، لذلك كل الدول مهتمة بتمثيل منتجاتها في أي سوق تقريبا، وإسرائيل ومصر وجميع الدول الأخرى تطالب بالاتحاد، ولكن هذا لا يعني أنها على استعداد للذهاب الى التكامل. إنهم بحاجة إلى تجارة معفاة من الرسوم الجمركية، ويحتاجون إلى سوق روسية كبيرة إلى حد ما، لذلك ليس هناك ما يثير الدهشة في هذا الاهتمام".

وتابع أن ليس كل شيء بهذه البساطة في إبرام منطقة تجارة حرة "الشيء الآخر هو أن أي دولة مهتمة في الوقت نفسه بالحد من استيراد السلع بطريقة ما، ولا تزال تستفيد من حقيقة أن بعض البلدان تدخل سوقها الوطنية. لذلك، فإن إبرام منطقة تجارة حرة مع إسرائيل أو مصر يعني بعض الشروط المتبادلة. يحصل اتحاد الاقتصاد الأوراسي أيضا على إمكانية الوصول إلى أسواق وطنية معينة في هذه البلدان بسلع معينة، لذلك يبقى أن نرى أي سلع من هذه البلدان يمكن نقلها معفاة من الرسوم الجمركية إلى أسواقنا. "

وزير الاقتصاد السوري لـ"سبوتنيك": منتجاتنا ستعبر روسيا إلى دول الاتحاد الأوراسي
وتابع يقول " يتطلب إعداد مثل هذه الاتفاقيات عملا جادا على جميع أنواع المنتجات: سوف تتنافس في السوق مع البضائع التي تنتجها دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي على سبيل المثال سوف تتنافس الخضروات من مصر في السوق مع الخضراوات لدينا، أو المستوردة من أرمينيا. وبطبيعة الحال، تهتم بلدان الاتحاد الأوراسي بأن لا تلقي المنتجات القادمة من بلدان منطقة التجارة الحرة بظلالها على المنتجات المماثلة للسوق المحلية. كل هذا عملية اقتصادية طبيعية تماما.

مصالح الاتحاد الأوراسي وروسيا

يرى فلاديمير ليبيوكين مصالح في إبرام منطقة تجارة حرة مع إسرائيل ومصر، ليس فقط في المجال الاقتصادي، ولكن أيضا في التفاعل السياسي. بالنسبة لروسيا، اليوم، من الأفضل السماح لمصر وإسرائيل بدخول سوقها وذلك لأن مصر شريك مؤكد للاتحاد الروسي في العالم العربي، وتبني علاقات اقتصادية جيدة مع دول الاتحاد الأوراسي، وإسرائيل بلد صغير لن يقوض وتيرة الإنتاج في دول الاتحاد الأوراسي مع كميات السلع الموردة. علاوة على ذلك، اسرائيل مهمة للغاية من الناحية السياسية، لذلك ، بطبيعة الحال إذا قارنا إسرائيل وفيتنام، أو إسرائيل وباكستان، فستكون إسرائيل بالطبع، مفضلة بالنسبة للاتحاد الاوراسي كشريك اقتصادي.

مصالح مصر

مانتوروف: الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومصر يوقعان اتفاقية منطقة التجارة الحرة في 2020
يعتقد الخبير الاقتصادي المصري رشاد عبده، أن المصلحة الرئيسية لمصر هي القدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية في مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني: "وستكون هناك فرص أكبر للاستثمار والتبادل التجاري والاقتصادي.  بالنسبة لمصر من الممكن أن تكون هناك استثمارات كبيرة من قبل دول الاتحاد، وسيكون تبادل تجاري واقتصادي، والسياحة ستنتعش، وسيولد ذلك فرص عمل ويتنشط الاقتصاد، وتزداد الصادرات ويتعزز الناتج المحلي، وكل ذلك سيعود بالفائدة على مصر."

المصالح الإسرائيلية

يرى رئيس قسم دراسة إسرائيل والجماعات اليهودية في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، دميتري مارياسيس، أن مصلحة إسرائيل هي في توسيع العلاقات الاقتصادية، ونتيجة لذلك، وصول البضائع الإسرائيلية إلى أسواق جديدة. وتابع في هذا الصدد: "في الآونة الأخيرة، تسعى إسرائيل جاهدة لإبرام اتفاقات حول منطقة تجارة حرة مع العديد من مجموعات التكامل الإقليمي، لذلك فإن المفاوضات حول التوقيع على منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ليست حدثا عاديا بالنسبة لإسرائيل. من ناحية أخرى، من الواضح أن أي تخفيض في الرسوم، وتسهيل حركة السلع والخدمات مفيد لكلا الطرفين: "هذا يقلل من تكاليف الشركة المصنعة، ويكثف العلاقات التجارية بين أطراف هذه الاتفاقية. هذا مفيد لدول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، أولا وقبل كل شيء، روسيا كدولة رائدة في الجمعية، كما إسرائيل أيضا وهذا سيجعل التجارة بين بلدينا أكثر كفاءة".

مناقشة