راديو

ماذا وراء استراتيجية بريطانيا الجديدة في أفريقيا؟

تحت شعار "الاستثمار في أفريقيا"، انطلقت اليوم في لندن قمة اقتصادية بين بريطانيا وأفريقيا، يجتمع خلالها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع 16 من القادة الأفارقة، بهدف توسيع دائرة الشركاء التجاريين للمملكة المتحدة التي تستعد للخروج من الاتحاد الأوروبي نهاية الشهر الجاري.
Sputnik

السيسي يطالب بفتح الأسواق البريطانية أمام المنتجات الأفريقية... فيديو
يحضر القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورؤساء كينيا، ونيجيريا، وغانا، ويتم خلالها توقيع عدة اتفاقيات تجارية مهمة  للجانبين. 

بمشاركة 53 دولة يأمل جونسون في أن تؤمن "قمة لندن" صفقات استثمارية كبرى في مجالات متعددة كالطاقة وصناعة البتروكيماويات.

وتحتل بريطانيا حاليا المرتبة الرابعة من حيث عدد المشروعات في أفريقيا، بأجمالي قيمة تتجاوز 72 مليار دولار، وتشير مراكز أبحاث اقتصادية إلى أن بريطانيا تعتزم أن تكون المستثمر الأول في القارة السمراء بحلول 2022.

وتأتي هذه القمة بعد أشهر قليلة من قمة روسية أفريقية في منتجع سوتشي، شهدت توقع أكثر من 50 اتفاقية وبروتكول تعاون بقيمة تقترب من 13 مليار دولار، كما شهدت توثيقا للعلاقات الاقتصادية والسياسية بين موسكو والقارة السمراء في أطار استراتيجية روسية للتنمية الاقتصادية.

قال الخبير الاقتصادي د. مصطفى البارزكان إن "بريطانيا بصدد إعادة رسم علاقاتها التجارية مع جميع الدول، بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، لذا فإن مؤتمر لندن 2020 الاستثماري مع أفريقيا يأتي في وقت مناسب للاقتصاد، وهناك مجالات كثيرة أمامها في أفريقيا خاصة في شركات النفط والغاز في كل من نيجيريا ومصر ، إلا أن انتشار الفساد في القارة يمثل عقبة تحاول بريطانيا حلها من أجل استدامة علاقاتها مع هذه الدول" 

وأكد البارزكان أن بريطانيا "لن تتمكن من منافسة الوجود الصيني والروسي في أفريقيا أمنيا وعسكريا،  لكن العلاقات الاقتصادية هي الأهم بالنسبة لبوريس جونسون الآن " 

قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية د. مختار غباشي إن "بريطانيا كغيرها من القوى الدولية تسعى للتعاون مع القارة البكر التي تضم 55 دولة، وتعد ساحة تسويق كبيرة ومصدرا لجلب المواد الخام، وكتلة تصويتة دولية هائلة، يمكن استخدامها بحكم العلاقات الاقتصادية، وقد رأينا عددا من القمم  بين القوى الدولية وأفريقيا تسعى لارتباط خاص مع القارة، بعنوان معلن هو الاستثمار لكنه تنافس بين القوى الإقليمية، والذي يمكن أن توظفه أفريقيا لمصلحتها عن طريق المفاضلة بين ما تقدمه هذه القوى". 

وأكد غباشي أن "مقاربة روسيا في علاقتها مع أفريقيا من خلال قمة سوتشي حاولت أن تغير من  معادلة العلاقة القائمة على الانتفاع بالأسواق والمواد الخام والكتلة التصويتية باتجاه الشراكة في التنمية وإقامة البنى الأساسية مقابل امتيازات تمنحها الدولة، وهو ما فعلته مصر أيضا عندما فازت بإنشاء أكبر سد في تنزانيا بإرادة سياسية من الدولة الأفريقية، وهذا ما بدأت تدركه مؤخرا دول القارة"

قالت مديرة البرنامج الافريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية د. اماني الطويل إن "بريطانيا تسعى الآن لتقديم نفسها بشكل مستقل عن القارة الأوروبية، وهناك تنافس بين الكثير من القوى الكبرى على أفريقيا، ولا يمكن أن تحل قوة محل الأخرى في هذه القارة التي أصبحت ملعبا للمتنافسين، والرابح هو من يستطيع أن يقدم شروطا أفضل، ومالم تبلور القارة رؤية جماعية وموقفا موحدا وتعلي للمصالح الوطنية ستخسر في هذا السباق الذي اعتبره موجة ثانية من الاستعمار بشكل آخر" 

وأكدت الطويل أن "النخب الأفريقية أصبحت الآن أكثر وعيا بمصالح القارة خاصة النخب الشابة التي تعي بشكل كبير طبيعة النهب الاستعماري الذي جرى في الماضي لأفريقيا".

إعداد وتقديم: جيهان لطفي  

مناقشة