وكالة: خلاف بين كندا وإيران بشأن جهة تحليل الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية

قالت وكالة "رويترز" للأنباء إن هناك خلافا بين تركيا وإيران بشأن تحليل الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية التي تحطمت قرب طهران قبل أسبوعين، ما أسفر عن مقتل 176 شخصا.
Sputnik

وأشارت الوكالة إلى أن "هناك حالة من الإحباط العالمي من رفض إيران إرسال الصندوقين إلى الخارج لتحليل بياناتهما، بعدما طلبت إيران أجهزة من السلطات الأمريكية والفرنسية حتى يتسنى لها تفريغ محتويات صندوقي الطائرة الأوكرانية الأسودين"، وأكدت الوكالة أن هذا الطلب "زاد الإحباط العالمي".

بعد اعتراف إيران بإسقاط الطائرة... رئيس أوكرانيا: ننتظر دفع التعويضات

وورد في تقرير هيئة الطيران الإيرانية أن "الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسويد وأوكرانيا وكندا، قدمت أسماء لممثلين عنها لمعرفة نتائج التحقيقات باستثناء أفغانستان، الدولة الوحيدة المعنية التي لم تقدم ممثلا عنها".

وأعلن التقرير أن الطائرة الأوكرانية أصيبت بصاروخين "TOR-M1" أطلقا باتجاهها من الشمال، مشددا على أن "تحطم الطائرة أدى إلى تضرر الصندوق الأسود وتعطل جهاز تسجيل الصوت في قمرة القيادة وانفصال الذاكرة عنه".

وجددت إيران التأكيد، أمس الاثنين، على أن عملية التحقيق في كارثة إسقاطها طائرة الخطوط الأوكرانية عن طريق الخطأ سوف تستغرق وقتا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في المؤتمر الصحفي الأسبوعي، إن "إعلان نتيجة التحقيق في الطائرة الأوكرانية ربما يأخذ بعضا من الوقت بسبب كثرة تفاصيل الموضوع"، مضيفا أن "الجمهورية الإسلامية هي المعني الوحيد حاليا بدراسة أبعاد حادثة الطائرة الأوكرانية، وعلى الآخرين عدم تسييسه".

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي فقدت بلاده 57 من رعاياها في الحادث إنه ليس لدى إيران القدرة على قراءة بيانات الصندوقين وطالبها بإرسالهما لفرنسا.

ودعت أوكرانيا إيران مرارا إلى إعادة الصندوقين الأسودين لطائرة الخطوط الدولية الأوكرانية، وهي أمريكية الصنع ومن طراز بوينغ 737، والتي قالت طهران إنها أسقطتها بطريق الخطأ في الثامن من يناير/ كانون الثاني.

وصدرت عن إيران إشارات متضاربة بشأن ما إذا كانت سترسل الصندوقين الأسودين للخارج، ففي الوقت الذي أعلنت منظمة الطيران الإيرانية، السبت، أن الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية المنكوبة، سوف يتم تسليمه إلى كييف ‏لتحليل معلوماته، وقال مدير قسم الكوارث في منظمة الطيران الإيرانية، حسن رضائیي فر، في تصريحات لوكالة "تسنيم" الإيرانية، "سوف يتم تحويل الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية المنكوبة إلى الجانب الأوكراني ‏لتحليل معلوماته".

ونقلت وكالة "إرنا" عن حسن رضائيي فر، المسؤول عن التحقيق في الحوادث الجوية في إيران، القول: "نحاول فحص الصناديق السوداء هنا في إيران. وإلا، فإن خياراتنا هي أوكرانيا وفرنسا، لكن لم يتم اتخاذ قرار حتى الآن لإرسالهما إلى دولة أخرى".

وسيزيد أي تأخير آخر في إرسال الصندوقين للخارج من الضغوط الدولية على إيران التي قال جيشها إنه أسقط الطائرة دون قصد وسط حالة من التأهب في البلاد بعد ضربة إيرانية استهدفت قوات أمريكية ردا على هجوم أمريكي أسفر عن مقتل قائد إيراني كبير.

وظلت إيران لأيام تنفي دورها في إسقاط الطائرة وشهدت احتجاجات في الشوارع نتيجة لذلك.

وقالت هيئة الطيران المدني الإيرانية في ثاني تقاريرها الأولية عن الكارثة الذي صدر في وقت متأخر من مساء الاثنين: "إذا توفرت الإمدادات والأجهزة الملائمة فمن الممكن استخراج المعلومات وإعادة بنائها خلال فترة قصيرة".

وقالت إنها أرسلت قائمة بالأجهزة التي تحتاجها إيران إلى المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل ومكتب تحقيقات سلامة الطيران المدني في فرنسا (بي.إي.إيه).

رئيس أوكرانيا: معلومات من أمريكا ستساعد التحقيق في تحطم الطائرة

وقالت الهيئة: "حتى الآن، لم يصدر عن هذين البلدين رد إيجابي على إرسال الأجهزة"، مضيفة أن صاروخين سطح/جو من طراز تور-إم1 انطلقا بعد دقائق من إقلاع الطائرة الأوكرانية من طهران.

وأشارت الهيئة إلى أنها لا تملك الأجهزة المطلوبة لتفريغ البيانات من ذلك النوع من الصناديق الخاصة بالطائرة المنكوبة.

وقال ترودو إنه يتعين تفريغ البيانات على الفور.

وقال في مؤتمر صحفي في وينيبيج في مانيتوبا: "هناك حاجة لوجود خبراء مؤهلين لإنجاز ذلك لكن الأمر متعلق أيضا بتوافر التكنولوجيا والمعدات اللازمة وهذا ليس متاحا في إيران".

وأضاف ترودو: "هناك توافق واسع النطاق في المجتمع الدولي على أن فرنسا ستكون المكان الأمثل لإرسال الصندوقين... ونحن سنواصل الضغط على إيران لتفعل ذلك فحسب".

كما قال ترودو إن رفض إيران الاعتراف بحاملي الجنسية المزدوجة يشكل تحديا لجهود مساعدة ودعم أسر الضحايا الكنديين إذ لدى كثيرين منهم صلات وثيقة بإيران.

وتواجه إيران منذ سنوات عقوبات أمريكية تقيد قدرتها على شراء طائرات حديثة ومنتجات مزودة بتكنولوجيا أمريكية. والعديد من طائرات الركاب المستخدمة في إيران يعمل منذ عقود.

وأُسقطت طائرة ركاب من طراز "بوينغ737" تابعة لشركة "خطوط الطيران الدولي الأوكرانية"، فجر يوم 8 يناير/ كانون الثاني، بصاروخ إيراني بالخطأ، بعد إقلاعها بدقائق من مطار الإمام الخميني الدولي في طهران، وكانت متوجهة إلى كييف، ما أسفر عن مصرع 176 شخصا من جنسيات مختلفة.

وأقر قائد القوة الجوفضائية بالحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زادة، في 11 يناير/ كانون الثاني، بمسؤولية الحرس عن سقوط الطائرة بقصفها عن طريق الخطأ، مؤكدا أن الواقعة حدثت في أجواء التأهب لحرب غير مسبوقة مع الولايات المتحدة.

مناقشة