الممثل الشخصي للرئيس الفلسطيني: لا يوجد حاكم عربي يستطيع إعلان قبول "القدس عاصمة إسرائيل"

وصف الممثل الشخصي للرئيس الفلسطيني الدكتور نبيل شعث، خطة الرئيس الأمريكي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بـ"صفعة ترامب"، مشيرا إلى أنها تهدف إلى اغتصاب الأراضي الفلسطينية وتصفية القضية برمتها.
Sputnik

وقال الدكتور شعث، في حوار مع "سبوتنيك": "ما حدث مسرحية سخيفة وترويج لمشروع شرير، لا يمكن أن يرقى لمبادرة سلام، مؤكدا أن الموقف الفلسطيني بات موحدا خلف الرئيس محمود عباس وموقفه الرافض لهذه الصفقة".

على خلفية "صفقة القرن"...عباس يبعث برسالة "حادة" إلى نتنياهو
وأكد شعث أن "حضور ممثلين عن دول عربية مثل سلطنة عمان والبحرين والإمارات مؤتمر إعلان صفقة ترامب، لا يعني بالضرورة موافقتهم على هذه الصفقة، مبينا أن هناك تحركا فلسطينيا لتوحيد الصف العربي نحو رفض هذه الصفقة، يبدأ من اجتماع وزراء الدول العربية في القاهرة، السبت المقبل.

وإلى نص الحوار..

- بداية... كيف ترى البنود التي تتضمنها خطة ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة باسم صفقة القرن؟

أرى أن صفقة "ترامب – نتنياهو"، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، مشروع شرير يريدون من خلاله اغتصاب أراضينا، وتصفية القضية الفلسطينية، برمتها بعد كل هذا النضال الوطني.

وما حدث كان مسرحية سخيفة للغاية، لأن ترامب، الذي يدّعي أنه يريد مشروعا للسلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين يأتي بالطرف المعتدي، الذي يحتل وينتهك أراضينا ليشرف معه على شرح بنود المشروع والصفقة أمام العالم، حقا كان شيئا قبيحا للغاية.

- هناك موقف فلسطيني موحد.,. هل من الممكن أن نشهد نهاية للانقسام الفلسطيني؟

عقب إعلان "صفقة القرن"... الطيران الإسرائيلي يقصف مواقع بقطاع غزة
بالطبع الموقف الفلسطيني كان واضحا وموحدا بالكامل، ونرجو أن يساعدنا ذلك في استعادة الوحدة الوطنية ما بين الضفة وقطاع غزة، وما بين حركة حماس وحركة فتح ومنظمة التحرير.

- وما مظاهر هذا السيناريو من وجهة نظرك؟

شهد الاجتماع، الذي عقدته القيادة الفلسطينية أمس للرد على إعلان ترامب لصفقة القرن حضور ممثل عن حركة حماس، وكذلك حضور ممثلين عن حركتي الجهاد والجبهة الشعبية، وكان هناك اتجاه واضح لكل الحاضرين في الاجتماع، وهو الوقوف خلف الرئيس محمود عباس أبو مازن في موقفه الرافض لما يمكن أن نطلق عليه نحن "صفعة القرن"، وأعتقد أنه آن الآوان، للحديث عن توحيد الصف من خلال إجراء الانتخابات.

- وكيف يمكن أن تسهم الانتخابات الفلسطينية في مواجهة صفقة كهذه؟

أرى أنه من الضروري الآن أن نضغط على المجتمع الدولي من أجل السماح لشعبنا في مدينة القدس المحتلة بالمشاركة في انتخابات ديمقراطية، تشمل الضفة والقدس وقطاع غزة، حتى نتمكن من تشكيل حكومة وطنية قائمة على أساس انتخابي يمكنه أن يساعد في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

- لكن هناك من يرى أن صفقة ترامب قد تزيد من الانقسام الفلسطيني؟

لا... أنا أعتقد أن المشروع، الذي أثاره ترامب قد يساعد في إجراء انتخابات يشكل من خلالها حكومة وطنية تجمع الصف الفلسطيني، وذلك بعد أن أبرزت هذه الصفقة الخطر الأمريكي في المنطقة بشكل واضح، وأصبحت هذه المخاطر جلية لكل الفلسطينيين في مختلف بقاع فلسطين.

- يقول البعض إن ترامب ونتنياهو يحاولون بهذه الصفقة حصد المزيد من المؤيدين لهم في الانتخابات المقبلة؟

بدون شك، هذا ما رأيناه خلال الاستعراض، الذي قدمه ترامب ونتنياهو بوجود هذا العدد الكبير من المناصرين لإسرائيل، وهم يصفقون ويرقصون في مسرحية هزلية، لا يمكن أن ترقى لعملية سلام في الشرق الأوسط.

أول تعليق إسرائيلي على تصريح ظريف حول "صفقة القرن"
- كيف ستبدأ فلسطين في التحرك لمواجهة صفقة ترامب؟

أعتقد أن التحرك سيكون عربيا، خصوصا أن الموقف العربي تجاه هذه الصفقة يحتاج إلى حراك، ونحن بدأنا ذلك الحراك عبر اجتماع من المقرر أن ينطلق، السبت المقبل، في القاهرة، يجمع وزراء خارجية الدول العربية، ومن المقرر أن يحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذا الاجتماع.

- ما الذي ستقدمه فلسطين في هذا الاجتماع للبدء في مواجهة مشروع ترامب؟

في هذا الاجتماع ستتحرك فلسطين لشرح طبيعة مشروع ترامب ونتنياهو الحقيقي، وسنوضح للأشقاء العرب سبب موقفنا الرافض، وسنؤكد أننا نريد عملية سلام، لكن لا نريد عملية سلام ترامب المنحازة، نريد رباعية، ونريد القانون الدولي، ونطالب بالعودة إلى الاتفاقات السابقة، والمرجعية المتفق عليها، ولا نريد اتفاقا يغتصب أرضنا وقدسنا وينهب حقوقنا وحقوق الشعب الفلسطيني، ويدعي أن ذلك طريقا للسلام، في النهاية سنشرح كل ذلك للأشقاء العرب في الاجتماع، ونرجو أن نحصل على دعمهم.

الممثل الشخصي للرئيس الفلسطيني: لا يوجد حاكم عربي يستطيع إعلان قبول "القدس عاصمة إسرائيل"

- حضرت الإمارات والبحرين وسلطنة عمان خلال إلقاء ترامب تفاصيل الصفقة... برأيك هل هذا الحضور يعد موافقة ضمنية للصفقة؟

أعتقد أن بالرغم من كل الضغوط الأمريكية، وكل التهديد الأمريكي بإيران، كنا نتمنى من هذه الدول عدم تلبية الدعوة الأمريكية والذهاب لحضور مؤتمر الإعلان عنها في البيت الأبيض، لكن رغم كل ذلك هناك فارق كبير بين حضور تلك الدول للمؤتمر، وبين أن يقولوا إنهم موافقون للتخلي عن القدس، لكي تصبح العاصمة الموحدة لإسرائيل.

- في المقابل... هل يمكن التوقع بأن تعلن أي دولة عربية دعمها لصفقة ترامب هذه؟

 أشك أن هناك أي قائد عربي يستطيع أن يقول إنه يدعم هذه الصفقة ويؤيد أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل أمام شعبه حتى وليس أمامنا نحن الفلسطينيون، والمعركة باتت معركة شعوب، وهناك حدود للحكام حتى الديكتاتوريين منهم، لديهم في النهاية حسابات عما يمكن لشعوبهم أن يتقبلوه، وما لا يمكن أن يتقبلوه تحت أي ظرف من الظروف.

- هناك الكثير من التقارب العربي الإسرائيلي... كيف نجحت أمريكا في فعل ذلك الأمر؟

نعرف أن أمريكا استخدمت إيران لتهديد هذه الدول، ومحاولة إقناعها بأن التفاهم مع إسرائيل أفضل، وأن العدو هو إيران، وللأسف الشديد هذا الموقف تم قبوله من بعض الأشقاء العرب، لكن عليهم الآن أن يعيدوا حساباتهم، نحن لا نتدخل في علاقتهم مع إيران، هم أحرار في ذلك، لكن يجب ألا يكون هذا على حساب فلسطين، وهذا ما سنشرحه للأشقاء العرب بوضوح خلال الاجتماع المقبل.

حقائق صفقة القرن... أهم 7 بنود في خطة ترامب للشرق الأوسط
- ما هو تقييمك لمواقف بعض القوى الكبرى في العالم لهذه الصفقة؟

هناك بعض الأدوار الواضحة، فقبل قليل كنت أتحدث مع السفير الروسي ومستشاره، وقبل أيام التقى الرئيس محمود عباس أبو مازن مع الرئيس فلاديمير بوتين، وأعتقد أن الموقف الروسي واضح، وأنه لا يقبل بصفقة القرن، وموقفه من القضية الفلسطينية واضح، كما أن السعودية أصدرت بيانا بالأمس، قالت فيه إنها لن تغير موقفها، وأنها لن تتخلى عن حقوق الشعب الفلسطيني وإلى غير ذلك.

وفيما يخص الموقف الأوروبي، طبعا الدعم الأوروبي مفيد ومهم، والرئيس أبو مازن التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضا، وولي العهد البريطاني وغيره من المسؤولين الأوروبيين، لكن حتى الآن لم يتضح موقف أوروبا بعد، فهذه الدول لم تتبن صفقة القرن بالتأييد لكنها لم تعارضه أو تهاجمه أيضا.

- في ظل الرفض الفلسطيني للصفقة... هل يمكن لأمريكا وإسرائيل تمريرها رغما عنكم؟

لا يمكن لأمريكا وإسرائيل تنفيذ أي شيء يتعلق بالموقف الفلسطيني، لكن هم يستطيعون عن طريق زيادة الدعم لإسرائيل اغتصاب المزيد من الأراضي، واغتصاب القدس ولو مؤقتا، لكن من المؤكد أنهم لن يتمكنوا من اغتصاب موافقة فلسطينية على عمليتهم للسلام في الشرق الأوسط، لن يستطيعوا أن يجبرونا على القبول بالهيمنة الأمريكية على هذه المنطقة.

حوار: وائل مجدي

مناقشة