كورونا يتخطى "سارس" ويهدد اقتصاد العالم

كشفت الاحصائيات الدولية، عن حجم الخطر الذي سينتج عن استمرار انتشار فيروس "كورونا" الجديد دون إيجاد حلول، وأشارت التقارير إلى أن الاقتصاد العالمي سوف يتأثر بشكل غير مسبوق، وتخطى ما حدث في العام 2003، وقت ظهور فيروس سارس "الجمرة الخبيثة".
Sputnik

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الخميس، أن فيروس "كورونا" الجديد، قتل حتى الآن 213 شخصا بالصين، في حين تجاوزت عدد حالات الإصابة حول العالم 8100، ليتخطى بذلك إجمالي حالات الإصابة من وباء سارس عامي 2002 و2003 ويودي بحياة 213 شخصا جميعهم في الصين.

فيروس كورونا يخفض أسعار النفط
ونظرا لأهمية الصين المركزية للتجارة الدولية، باعتبارها دولة مصدرة وموردة على نحو متزايد، فإن الشركات في جميع أنحاء العالم تشعر بالقلق حيال هذا الوضع.

تأخر الحلول

قال الدكتور وضاح الطاها، العضو الاستشاري في المعهد البريطاني للاستثمار في دبي لـ"سبوتنيك"، إن "كورونا أصبح يهدد الاقتصاد العالمي في كل يوم يمر دون إيجاد حلول، وأن المتابعة اليومية لتطور وانتشار المرض وتفشى المرض وعدم وجود بوادر تشير إلى قرب التوصل إلى لقاح أو مصل، يقلل من تأثير هذا الفيروس أو يخلق نوع من المناعة".

وأشار العضو الاستشاري، إلى أن "هناك تأثيرات جسيمة تتزايد مع مرور الوقت، وتلك التأثيرات السلبية للمرض أدت إلى اتخاذ إجراءات صارمة ومتزايدة منذ الأسبوع الماضي تجاه الصين، إذ كانت شركات الطيران التي أوقفت رحلاتها إلى الصين الأسبوع الماضي محدود، أما الآن معظم دول العالم أوقفت رحلاتها إلى الصين، كذلك دول مهمة أوقفت الزيارات من وإلى الصين، وهذا بدوره ينعكس على الاقتصاد".

القطاع الأكثر تضررا

وأضاف "الطاها"، أن "القطاع الأكثر تضررا والذي يعاني بشكل كبير عالميا الآن، هو القطاع السياحي، إذ تشكل السياحة رقما أساسيا في الناتج المحلي الإجمالي لعدد من دول العالم، مثل اليابان وإسبانيا وحتى في الصين، وبعض الدول الآسيوية، مثل ماليزيا وأندونيسيا وتايلاند، فتلك الدول تأثرت بشدة، وأعتقد أن الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الصيني وبشكل خاص القطاع الصناعي والذي لحقه الكثير من الضرر وبخاصة قطاع التصدير، وتقوم بعض القطاعات الآن بنقل مصانعها خارج الصين، خشية انتقال المرض عبر الصادرات".

معدل النمو الصيني

وتابع العضو الاستشاري:

"أعتقد أن معدل النمو الصيني، إذا استمر وضع "كورونا" دون حل خلال الشهر الجاري، سوف ينخفض بشكل أكبر من 2%، وهو المعدل الذي انخفض به وقت انتشار مرض الجمرة الخبيثة"سارس" في 2003 ما يشكل تأثيرا جسيما جدا على الصين بشكل خاص".

وأوضح أن المرض سوف يلقي بظلاله الاقتصادية على العديد من دول العالم، وبشكل خاص بالنسبة لقطاع السياحة، إذ تشكل نسب السياحة الصينية داعما رئيسيا للعديد من الدول، في مقابل ذلك هناك صناعات طبية ودوائية استفادت بشكل كبير وخصوصا صناعة "الكمامات" والتي ارتفعت بشكل كبير عبر شركاتها المدرجة في بورصات العالم والتي وصلت لأكثر من 500%".

كورونا يتخطى "سارس" ويهدد اقتصاد العالم

أسعار النفط

وقال الدكتور محمد الصبان المستشار النفطي الدولي لـ"سبوتنيك"، إن "مع إنتشار فيروس "كورونا" الجديد في أكثر من 22 دولة، ووفاة الكثيرين وفقا للاحصائيات الرسمية غير الدقيقة حتى الآن، فإن تأثير المرض على سوق النفط سيكون عبر تجميد الرحلات البحرية وضعف الطلب في سوق النفط في دول العالم وبالذات في الصين بجانب الكثير من العوامل التي تؤثر في الطلب العالمي على النفط".

الطلب العالمي

4 دول فقط في الشرق الأوسط لديها إمكانيات مختبرية للكشف عن كورونا
وأشار الصبان، إلى

"أن التوقعات تشير إلى انخفاض معدل النمو في الصين خلال الفترة القادمة إلى أقل من 5% نتيجة هذا الفيروس في الربع الأول من العام الحالي 2020، وبالتالي سوف يؤثر هذا على الطلب العالمي على النفط، إذ أن معظم الزيادات في الطلب تأتي من الصين المحرك الرئيسي للاقتصاد العالمي وبقية الدول الصاعدة مثل الهند وغيرها".

طوارىء في "أوبك"

وأوضح المستشار النفطي إلى أن تأثر الاقتصاد الصيني بهذا المرض، بكل تأكيد سيؤثر على معدل الطلب العالمي على النفط بما يقدر بأكثر من 250 ألف برميل يوميا في الربع الأول من العام، وهذا بالنسبة للصين فقط دون دول الجوار.

وذكر الصبان، أن هناك حالة استنفار في منظمة "أوبك بلس" لعقد مؤتمر مبكر للمنظمة هذا الشهر والذي كان مقرر عقده الشهر القادم نظرا للتدهور الكبير الذي حدث لأسعار النفط خلال الأسابيع الماضية، وتسود حالة من القلق بعد أن أصبحت الرؤية لحصار الفيروس غير واضحة.

ولفت الصبان إلى أن الاجتماع القادم لـ"أوبك بلس"، سيبحث بكل تأكيد وسائل تخفيض كميات الإنتاج في الدول الأعضاء، لوقف نزيف أسعار النفط والتدهور الحادث في السوق هذه الأيام، حيث تجاوز سعر النفط 65 دولار قبل كورونا، والآن أقل من 58 دولار.

التأثير التجاري

ونشرت مجلة "ذا ويك" الأمريكية تقريرا للكاتب وليام غريتن، قال فيه إن التأثير التجاري لفيروس "كورونا" أصبح وخيما بشكل متزايد الأيام الأخيرة، حيث أوقفت الشركات الكبرى عملياتها التجارية في الصين.

أخطر الفيروسات

ويعد فيروس "كورونا" من أخطر الفيروسات التي ضربت العالم خلال الأيام الماضية، إذ تسبب فى ذعر عالمى بعد تزايد حالات الإصابة وانتقالها سريعا من بلد لآخر، منذ ظهوره لأول مرة فى مدينة ووهان فى الصين.

 ويسبب الفيروس الجديد انتشار الالتهاب الرئوى، وانتقل إلى البشر من الحيوانات، وبالتحديد فى سوق ووهان للمأكولات البحرية، ولكنه أصبح ينتقل بين البشر، وتتشابه أعراض فيروس كورونا مع أعراض الأنفلونزا.

مناقشة