تغريدة طالب تثير مخاوف الإعلام الأمريكي على أمنه الفضائي من روسيا

يتجاوز التنافس العسكري الروسي الأمريكي حدوده على الأرض، ليبلغ حدود الفضاء، خاصة بعد إطلاق روسيا لقمرها الصناعي الجديد "Cosmos-2542"، وانطلاق صيحات الهلع المبالغ بها من قبل وسائل الإعلام الأمريكية بشكل مثير للجدل.
Sputnik

تبدأ الحكاية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما تم إطلاق القمر الروسي "Cosmos-2542" من مطار "بليستسك" الفضائي، وأعنت روسيا أن مهام القمر الجديد تتلخص بمراقبة أداء الأقمار الصناعية الروسية والمسح الفضائي للأرض. وقبل أسبوعين انطلقت ردود أفعال أمريكية معتبرة أن القمر الروسي الجديد يمثل خطرا عاى القمر الأمريكي "USA-245" الذي انطلق في أغسطس 2013 .

وقالت وزارة الدفاع الروسية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي "الغرض من التجربة هو مواصلة العمل على تقييم الحالة الفنية للأقمار الصناعية الروسية".

ونشر طالب الدراسات العليا في جامعة بوردو، مايكل تومسون، وهو متخصص في العلوم الديناميكية الفلكية، تغريدة عبر حسابه الشخصي على التويتر في 31 كانون الثاني/يناير، كتب فيها: "إن القمر الروسي زامن مداره مع مدار القمر الثاني الأمريكي واقترب منه لمسافة تتراوح بين 150 و300 كم".

​وانطلقت على أساس تغريدة الطالب ردود أفعال الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية، معتبرة أن روسيا تتجسس على المعلومات الفضائية الأمريكية، وأن التقارب بين القمرين الصناعيين يمثل خطرا على خصوصية القمر الصناعي الأمريكي في حالة السلم، كما يعتبر استعداد للهجوم في حال حدوث حرب مفاجئة. وعنونت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية "يبدو أن القمر الصناعي الروسي يطارد القمر الصناعي الأمريكي"، كما عنونت صحيفة "thedailybeast" الأمريكية "لماذا يلاحق الروس القمر الصناعي الأمريكي بشكل سري ومفاجئ؟".

كل هذا الهراء ينم عن جهل الصحف الأمريكية في العلوم الفضائية، فبحسب ما ذكر موقع "geospatialworld" المختص في علوم الفضاء، يوجد نحو 5000 قمر صناعي تتبع لدول مختلفة، وجميعها لديها إمكانية أن تسجل معلومات تفصيلية لبعضها بغض النظر عن المسافة بينها.

وفي هذا الخصوص، أوضح الباحث في الأكاديمية الروسية لعلوم الفضاء، ناثان إيسموتن، في تصريحات حصرية لـ"سبوتنيك"، أن وسائل الإعلام بالغت في وصف الحالة الفضائية، وأن هذا التقارب أمر طبيعي ولا يمثل أي خطورة على أي طرف من الأطراف.

الدفاع الروسية تحصل على قمر صناعي جديد

وقال إيسموتن: "فيما يتعلق بالمراقبة، سأقول إن الجميع يراقبون الجميع، هذا شيء طبيعي في الفضاء، كما أن كل الأقمار الصناعية التي تسبح في الفضاء الخارجي تقع مباشرة في مجال رؤية الآخرين ببساطة، بالإضافة إلى ذلك، جميع الكائنات الموجودة في الفضاء القريب من الأرض موجودة في سجل خاص، ومدارها معروف للجميع أساسا، وهذا القمر كما يبدو للاستطلاع فقط، وهو ليس بالغ الأهمية، لقد تم إطلاق الكثير من الأقمار المشابهة دائمًا بشكل متكرر، وهذا ينطبق على حد سواء على الأقمار الأمريكية والروسية وغيرها".

وأكد إيسموتن "لا يوجد شيء معروف عن القدرات الإضافية للقمر الصناعي، لكن من المؤكد أن ليس لديه ولا يمكن أن يكون له وظائف خطرة، فهذا محظور بموجب قانون الفضاء الدولي".

وعن إمكانية تغيير مساره إن لزم الأمر أوضح الباحث الروسي "يمكن تغيير مسار القمر بسهولة، ولكن ليس في حدود كبيرة جدًا، ولكن لا أعتقد أن الجانب الأمريكي مضطر للخروج من المجال، وكل هذه العمليات الاستراتيجية في الفضاء موجودة أساسا منذ بداية تطويرها".

يذكر أن الجانب الأمريكي لم يعلق على الموضوع بشكل رسمي أبدا، وكل ردود الأفعال الصحفية كانت مبنية على أساس تغريدات الطالب مايكل تومسون على التويتر. وتناولت بعض وسائل الإعلام المقال بترجمته الحرفية دون التدقيق بصحة المعلومات المطروحة أساسا.

مناقشة