تجدد التظاهرات في النجف وسط العراق بعد ليلة دامية

أكد شهود عيان لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن الآلاف من المتظاهرين توافدوا إلى ساحة الصدرين، في النجف، وسط العراق، لمواصلة الاحتجاجات بعد قمعها بالرصاص الحي مساء أمس الأربعاء.
Sputnik

وانطلق المتظاهرون من مجسرات ثورة العشرين في وسط النجف، نحو ساحة الصدرين، استنكارا للعنف المفرط باستخدام ما يطلق عليهم "أصحاب القبعات الزرقاء" التابعين لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الرصاص الحي لتفريق المحتجين، حتى وقت متأخر من ليلة أمس، ما أسفر عن مقتل ثمانية، وإصابة العشرات بجروح.

وخرجت مسيرات حاشدة تضم الآلاف من الشباب، والفتيات، من طلبة الجامعات، والمعاهد، في محافظات الوسط، والجنوب، ومنها في البصرة، والعاصمة بغداد، مؤيدة لمحتجين في النجف، وتنديدا ً بقمع التظاهرات، وقتل المتظاهرين بالرصاص الحي.

وأفاد شهود عيان لـ"سبوتنيك"، مساء أمس الأربعاء، بمقتل ثمانية متظاهرين، وإصابة أكثر من 100 بجروح بينهم حالاتهم خطرة جداً، إثر الرصاص الحي الذي استخدمه أتباع زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لقمع المظاهرات في محافظة النجف، وسط العراق.

وحسب الشهود، أن ثمانية متظاهرين قتلوا إثر الرصاص الحي، الذي استخدمه عناصر تابعين لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لتفريق المتظاهرين من ساحة الصدرين، وسط النجف، جنوبي العاصمة بغداد.

وأكد الشهود من داخل محافظة النجف، والذين تحفظوا عن كشف أسمائهم، أن عناصر من سرايا السلام، وما يطلق عليهم بـ"أصحاب القبعات الزرقاء"، اقتحموا ساحة الصدرين في النجف، واستخدم الرصاص الحي المباشر لتفريق المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل ثمانية، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح.

ونوه مصدر طبي، لـ"سبوتنيك"، إلى أن عدد من الجرحى وصلوا إلى مستشفى النجف العام، وحالاتهم خطرة جداً، إثر الرصاص.

وكشف الشهود من داخل ساحة الصدرين، عن قيام عناصر السرايا وأصحاب القبعات الزرقاء التابعين لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بإحراق خيم الاعتصام، والاستيلاء على الساحة بالكامل الأمر الذي دفع المتظاهرين إلى الانسحاب ونقل الجرحى، وجثث القتلى.

ورووا، أن الهجوم الذي شنه أتباع الصدر، سبقه انقطاع تام للتيار الكهربائي عن ساحة الصدرين، ليعقبه إطلاق رصاص حي كثيف نحو المتظاهرين.

وأكملوا، كما قام عناصر الصدر، بملاحقة المتظاهرين بين الأزقة في حملة اعتقالات عشوائية طالت العشرات من الشباب، لافتين إلى أن الرصاص الحي، والاعتقالات لازالت مستمرة حتى الآن.

كما شهدت ساحات الاعتصام، في بابل، والنجف، يوم أمس الثلاثاء، هجوم مماثل على يد أتباع الصدر، لقمع المتظاهرين باستخدام الرصاص الحي، ما أسفر عن وقوع قتلى، وجرحى من المحتجين.

كما تعرض الطلاب، والطالبات الذين نظموا مسيرة احتجاج واسعة في ساحة التحرير، وسط بغداد، للاعتداء بالضرب على يد أتباع الصدر أيضا ً، حسب شهود عيان.

توافد عشرات الآلاف من المتظاهرين وطلبة الجامعات، والمعاهد، منذ الأحد الماضي، 2 شباط/فبراير، إلى ساحة التحرير، وسط بغداد، تنديدا بعمليات القمع التي باشر بها أتابع رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، منذ مساء السبت، باستخدام العصي، والهراوات.

وصدحت أصوات المتظاهرين الذين امتلأت ساحة التحرير، بهم بعدما كانت فارغة حتى وقت مبكر من الأحد، بعبارات ضد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر بالتزامن مع تغريدته التي دعا فيها القوات الأمنية إلى إنهاء مظاهر الاحتجاج، واصفا قطع الطرق من قبل المحتجين، بالإرهاب.

وارتفع صوت المتظاهرين، والطلاب بعبارات ضد زعيم التيار الصدري، وأتباعه، منها : "شلع قلع، والكالها وياهم"، و"ذيل لوكي لا تركب الموجة"، و"محد قادها ..ثورة شبابية"، وهاتف أخر "شبابك يا وطن متطلع بتغريدة".

وأفاد شهود عيان من داخل ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، لـ"سبوتنيك"، الأحد الماضي، بتعرض العشرات من المتظاهرين للاعتقال، والتعذيب في داخل الساحة، ومبنى المطعم التركي، والمناطق القريبة، على يد ما يسمون بـ"أصحاب القبعات الزرق" التابعين للتيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين، مقتدى الصدر.

وأكد الشاهد عيان، مثنى حسين، لـ"سبوتنيك"، أن أصحاب القبعات الزرقاء، استولوا على مبنى المطعم التركي قبالة ساحة التحرير، واعتقلوا العشرات من المتظاهرين، وتعذيبهم في داخل طوابق المطعم، وفي مرآب ساحة الآمة.

وأضاف حسين، أن أتباع الصدر، استولوا بالقوة، وتحت التهديد بالضرب، والاعتقال، مساء السبت الماضي، على منصة مبنى المطعم التركي التي كان يتخذها المتظاهرين منبرا ً لإعلان بياناتهم، ومواقفهم.

وأكمل، كما حمل أصحاب القبعات الزرقاء، العصي، والسكاكين، معهم في تفريق المتظاهرين وضرب كل من ينادي ضد رئيس الحكومة الجديد، محمد توفيق علاوي.

وتناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لأصحاب القبعات الزرقاء، وهم يحملون العصي الكبيرة التي يطلق عليها شعبيا "تواثي"، ومن بينهم من قام بإشهار سلاح أبيض، بعد سيطرتهم التامة على مبنى المطعم التركي الذي أنزلوا منه جميع صور الضحايا المتظاهرين الذين قتلوا إثر عمليات القمع بالرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، طيلة الأشهر الماضية، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحتى الآن.

وسرعان ما أطلق الناشطون، والمتظاهرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملات رفض واستنكار ضد تحول أصحاب القبعات الزرقاء من حامين إلى قامعين بالعصي، والتعذيب، بعد تمرير مرشح التسوية، محمد توفيق علاوي، لرئاسة الحكومة الذي كلف يوم أمس من قبل رئيس الجمهورية، برهم صالح، وسط رفض شعبي واسع في عموم محافظات الوسط، والجنوب، وساحة التحرير حيث خرجت مسيرات احتجاج حاشدة ترفض علاوي.

وفي وقت متأخر من ليلة السبت الماضي، أفاد شهود عيان، لـ"سبوتنيك"، بإن أعداد كبيرة من عناصر "سرايا السلام" اقتحموا ساحة التحرير، وسط بغداد، يحملون العصي، واعتدوا بالضرب على المتظاهرين، كما استولوا على مبنى "جبل أحد".

وأكد الشاهد حيدر حسين، وهو من المتظاهرين الملازمين لساحة التحرير، وسط بغداد، في تصريح لـ"سبوتنيك"، إن عناصر سرايا السلام اعتدوا بالضرب على المتظاهرين الذين نفذوا مسيرة حاشدة ضد تكليف محمد توفيق علاوي، رئيسا للحكومة.

وأوضح حسين، أن عناصر السرايا اقتحموا ساحة التحرير، بأعداد كبيرة، ويحملون معهم العصي "التواثي" التي استخدموها في تفريق المتظاهرين بمسيرتهم الحاشدة ضد رئيس الحكومة الجديد المرفوض من قبل الساحة.

وأضاف، كما استولى عناصر السرايا على مبنى المطعم التركي "جبل أحد" الذي كان يسيطر عليه المتظاهرين منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبالة ساحة التحرير، بمحاذاة الجسر الجمهوري المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تتخذها الحكومة الاتحادية، مقر لها، وسط بغداد.

وكشف حسين، عن قيام عناصر السرايا، برمي أحد المتظاهرين الملازمين لمبنى المطعم، من الطابق الرابع إلى الأرض، منوها إلى أن الوضع متوتر حاليا ً في ساحة التحرير.

ورفض المتظاهرون، في بغداد والبصرة والنجف وذي قار القرار القاضي بتكليف، محمد توفيق علاوي بمهام رئاسة الوزراء، حيث ردد البعض عبارة "مرفوض محمد علاوي".

ويواصل المتظاهرون في العاصمة بغداد، وعموم محافظات وسط، وجنوبي العراق، احتجاجاتهم الشعبية منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحتى الآن، لحين تلبية مطالبهم وعلى رأسها اختيار رئيس مستقل لحكومة مؤقتة تمهد لانتخابات مبكرة تحت إشراف دولي.

مناقشة