الناتو يشكو من "عدوانية" روسيا... لها مبرراتها

التقى رئيس أركان الجيش الروسي في هذا الأسبوع بقائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا.
Sputnik

كان لقاء الجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، والجنرال تود وولترز، قائد قوات الناتو في أوروبا، لقاء جديدا من اللقاءات بين ممثلي روسيا والناتو التي تستضيفها العاصمة الأذربيجانية، باكو، منذ عام 2017 عندما أدرك الغرب أنه من المستحيل مواصلة قطع كل العلاقات مع روسيا.

حكم الإعدام على التعاون

أعلن الناتو قطع العلاقات مع روسيا في عام 2014 بعدما عادت شبه جزيرة القرم إلى أحضان الوطن الروسي. وأصدر الناتو بذلك حكم الإعدام على التعاون مع روسيا في كل المجالات ولا سيما المجال العسكري. وبات ما يصدره الناتو من بيانات بشأن روسيا يشبه البيانات الصادرة خلال الحرب الباردة.

تنطوي هذه القطيعة على أمرين، على الأقل، في غاية الخطورة أولهما وقوع حوادث خطيرة على "خط التماس"، وهي حوادث تنتج عن تمدد الناتو وتوسيع رقعة وجوده على مقربة مباشرة من روسيا أو تكثيف الحلف حشوده العسكرية قرب الحدود الروسية، وعلى الأخص في بولندا وليتوانيا اللتين أصبحتا مقرا لقيادات الناتو "النائمة" التي يمكن "إيقاظها" في أي وقت حتى تتولى قيادة القوات الحقيقية. ويحدث نفس الشيء في الجناح الجنوبي للناتو في رومانيا وربما في بلغاريا. وطبيعي أن ذلك يثير قلق روسيا.

والأمر الخطير الثاني هو وقف كامل لتعامل خبراء الناتو وروسيا حتى بشأن التدريب على إنقاذ السفن والغواصات المنكوبة. ولا يوجد تبادل المعلومات والخبرات في مجال البحث العلمي ولا سيما في مجال الرقابة على السلاح الجرثومي.

الحوادث

وتركز اجتماعات باكو على مناقشة الحوادث التي يقع معظمها في البحر الأسود وبحر البلطيق. وتنتج حوادث البحر الأسود عن وجود وفرة زائدة عن اللزوم من سفن الناتو الحربية وهو ما تضطر روسيا إلى الرد عليه.

ويجد الناتو الرد الروسي عدوانيًا، ويشكو بحارة وطيارو الناتو من "عدوانية الروس" التي تتجلى، مثلا، في تحليق الطائرات الروسية فوق سفن الناتو على ارتفاعات منخفضة جدا.

والواقع أن "عدوانية" الروس لها مبرراتها، إذ لا يرون مفرا من التصرف على هذا النحو لإقناع الطرف الآخر بأن الإبحار أو التحليق إلى هنا لا يجوز. ويشرح الجنرال غيراسيموف ذلك لممثلي الناتو كلما سمعهم يشكون من "عدوانية الروس".

وهناك أمور أخرى تتطلب التنسيق بين الناتو وروسيا مثل بقاء عسكريي الناتو في سوريا. وفي الحقيقة لا يوجد سبب أو مبرر قانوني لوجودهم في ذلك البلد، ولكن هذا لا يلغي حاجة الموجودين إلى الحماية.

الآمال غير المبررة

وهكذا توجد الأسباب لاجتماعات باكو، ولكن لا داعي لتعليق آمال سياسية كبيرة على هذه الاجتماعات، إذ لا يُتوقع أن تمهد الاجتماعات العسكرية لاستئناف العلاقات السياسية بين الناتو وروسيا لأن هذا يحتاج إلى قرار قيادة الحلف السياسية التي قررت قطع العلاقات مع روسيا وتبقى، برأي صحيفة روسية، أقوى من القيادة العسكرية.

مناقشة