بعد مطالبته بالفصل بين الجنسين... كيف يواجه مقتدى الصدر ثورة نساء العراق؟

أثارت تغريدات زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر، التي تطالب بفصل النساء عن الرجال في التظاهرات ردود فعل واستنكارا شديدا، وصفها البعض بالرجعية والتخلف وفقدان الاتزان السياسي وأنها لا تمثل المنتفضين.
Sputnik

في نفس الوقت دعت الكثير من المنظمات النسائية إلى احتجاجات عارمة، الخميس المقبل، تجوب شوارع بغداد وصولا لساحة التحرير لإيصال رسالة الشارع والمرأة العراقية برفض تغريدات الصدر والإصرار على استكمال الثورة. 

تلطيخ ثوب الثورة

قالت ذكرى عبد الواحد أحد منظمي تظاهرات العراق لـ"سبوتنيك": "إن الطبيعة التي خلق عليها البشر أن الرجال للنساء والنساء للرجال في الفطرة، أما في حياة النضال والتطلع للأفضل فإن المرأة تكمل الرجل، وهذا ليس حرام وغير ممنوع شرعا، فمنذ أكثر من 14 قرنا من الزمان كانت المرأة في ميدان الحرب وميادين الحياة لم تتخلف عنها ولم يعيب عليها أحد أو يسفه جهودها، ودعوة مقتدى الصدر للفصل بين الرجال والنساء في التظاهرات وتغريداته اليومية لا تريد العفة والطهارة كما يقول بل تهدف إلى القضاء على الثورة المستمرة للشهر الخامس على التوالي".

مقتدى الصدر يدعو أتباعه أصحاب "القبعات الزرقاء" إلى الانسحاب من الاحتجاجات
وأضافت عبد الواحد: "إنهم يريدون تلطيخ ثوب الثورة الطاهر النظيف بروحهم السوداء المظلمة، فالمرأة بالعراق أكثر من ثلاثة أرباع المجتمع، لأن الرجال منشغلين منذ عقود في الحروب التي لا تنتهي بفعل تلك العقول المظلمة، وفي ظل تلك الحالة تحملت المرأة كل ضروب الحياة من تربية الأطفال والبناء وحتى في الأمن والحفاظ على الاستقرار، فلماذا تريدون عزل المرأة عن المجتمع وهي التي تتمتع بنفس حقوق الرجل".

تشوية متعمد

وحول الهدف السياسي من وراء تغريدات مقتدى الصدر التي تطالب بفصل الرجال عن النساء قالت عبد الواحد: "لقد حاولوا بكل الطرق تشوية الثورة، وفي الآونة الأخيرة قاموا بإحضار بعض عبوات المشروبات الكحولية ويقومون بنثرها في الأماكن التي يتواجد بها المتظاهرون، مقتدى الصدر يريد الآن الإصلاح فلماذا لم يصلح منذ العام 2003 وحتى الآن، وهل تذكرو الآن أن المرأة "عورة" وقتل المتظاهرين والناس في الشارع حلال".

وتابعت عبد الواحد: "لماذا المرأة الآن عورة، لماذا إذا يتزوج السيد بخمس وعشر نساء، لماذا لم يحاربوا من يقوم بعمل منظمة نساء ضمن منظمات المجتمع المدني ويقوم معهن بأفعال معروفة للجميع ولا يعترض أحد، وحاليا بالمجتمع عندما تريد المرأة شيئا يتعلق بعملها أو ترقيتها يتم مساومتها على "شرفها"، وهذا حدث معي وعندما تعترض المرأة يتم عرقلة الأمور، ونخشى أن نطالب بحقوقنا، أليس هذا أذى واضح للمرأة لا يحتاج لأدلة".

المرأة شرف العائلة

وأوضحت الناشطة السياسية أن تلك التغريدات التي تطالب بالفصل بين الرجال والنساء في التظاهرات: "نحن نعتبرها تصدر من إنسان غير سوي وغيرطبيعي ويجب أن يتم عرضه على الطبيب، لأن تغريداته أصبحت مثار للسخرية والتندر ليس محليا فقط، بل وخارج البلاد أيضا". 

وأكدت عبد الواحد أن "نساء العراق سوف ترد على تغريدات الصدر، لأننا ضد هذا الرأي المخالف لطبيعة المرأة العراقية التي تعيش في مجتمع إسلامي عشائري والمرأة هى من تحمل شرف العائلة في تلك المجتمعات، وشوف يشهد الخميس القادم تظاهرات نسائية في قلب بغداد تندد بتلك التغريدات وتحمل مطالب وحقوق جديدة للمرأة".

ركوب الأمواج

من جانبه قال علي عزيز المتحدث باسم اللجنة التنسيقية لتظاهرات العراق لـ"سبوتنيك": "كان مقتدى الصدر يريد ركوب أمواج تلك التظاهرات منذ البداية، وقد ذهب بسيارته الشخصية إلى ساحة النجف وقوبل بمظاهرات رافضة له، مقتدى الصدر شخص مهزوز إلى أبعد الحدود، وهو يقوم بتطبيق الدور الإيراني في العراق بعد مقتل قاسم سليماني، وهو يريد حرق العراق بتغريدات من خارج البلاد".

وأضاف الناطق باسم التظاهرات، إن تلك العقلية التي تنشر مثل تلك التغريدات هي عقلية متحجرة ميليشياوية، وقد واجهنا تغريداته بشأن الفصل بين النساء والرجال، لأن النساء العراقيات هن سيمفونية الثورة.

الصدر لا يمثلنا

وأشار عزيز إلى "أن الخميس القادم سيكون هناك تجمع نسائي كبير يقوم باختراق مناطق بغداد بداية من منطقة السعدون وصولا إلى ساحة التحرير للانضمام للمتظاهرين بالساحة، وستكون رسالة للصدر الذي تخرجت كل الميليشيات من عباءته، حيث كان أنصاره منذ البداية يحاولون التحرش بالشابات العراقيات ويلقون كلام سيىء عليهن حتى لا يكون هناك تواجد كبير للنساء في ساحات التظاهر، كل ذلك كان هدفه الضغط على الشارع حتى لا تكون التظاهرات تشمل العائلة العراقية".

مقتدى الصدر يدعو إلى دعم "الثورة" في العراق بأعداد حاشدة
وأكد الناطق باسم التظاهرات "أن الصدر لا يتمتع الآن بالشعبية الكبرى أو الصغرى أو أدنى مستويات الشعبية، نحن الآن من نقود هذه الانتفاضة ومقتدى الصدر لا يمثلنا".

واندلعت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في أكبر ثورة شعبية يشهدها العراق منذ الاجتياح الأمريكي وإسقاط النظام السابق الذي كان يترأسه صدام حسين، عام 2003.

ويرفض المتظاهرون العراقيون التخلي عن ساحات الاحتجاج التي نصبوا فيها سرادقات عديدة للمبيت على مدار 24 ساعة، يوميا، لحين تلبية المطالب كاملة، بمحاكمة المتورطين بقتل المتظاهرين، وسراق المال العام، وتعيين رئيس حكومة جديد من خارج الأحزاب، والعملية السياسية برمتها.

وعلى الرغم من استطاعة المتظاهرين في العراق، إقالة رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي، إلا أنهم يصرون على حل البرلمان، وتعديل الدستور، بإلغاء المحاصصة الطائفية، وإقامة انتخابات مبكرة لاختيار مرشح يقدم من الشعب حصرا.

مناقشة