تفاصيل مذبحة اليتامى السوفييت وعلاقة كندا بها

طالبت لجنة التحقيق الروسية السلطات الكندية بتقديم مواد قضية جنائية ضد هيلموت أوبرلاندر، وهو مترجم سابق للوحدة النازية الخاصة "ساندركوماندوس"، التي نظمت مذبحة الأيتام في ييسك في عام 1942.
Sputnik

ووفقا لبيانات التحقيق خدم أوبرلاند كمترجم في الوحدة الخاصة التي كان قائدها كورت كريستمان بين عامي 1942 و1943.

وقامت الوحدة بجرائم عديدة، منها عملية الإعدام الجماعي للأطفال في مدينة ييسك الروسية باستخدام شاحنات الغاز.

ووفقا لتقرير لجنة التحقيق، "قبضت السلطات على عدد من المترجمين وأعضاء آخرين من الوحدة في أربعينيات وسبعينيات القرن الماضي، وتمت إدانتهم بعد اعترافهم بأفعالهم الإجرامية".

لكن أوبرلاند تمكن من الفرار من ألمانيا إلى كندا، حيث حصل على الجنسية الكندية، والتي عاد وحرم منها العام الماضي لمحاولته إخفاء ماضيه.

وفتحت لجنة التحقيق الروسية في نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، وعلى أساس المواد الأرشيفية، التي رفعت عنها السرية، حول قتل الأطفال في ييسك، بشأن "الإبادة الجماعية". وكما أكدت اللجنة، وفقًا للنظام الأساسي للمحكمة العسكرية الدولية في نورمبرغ، فإن قتل وإبادة المدنيين قبل الحرب أو أثناءها يشكلان جرائم ضد الإنسانية (جرائم لا تسقط بالتقادم).

تفاصيل جريمة قتل الأطفال في ييسك

وتم إجلاء دار للأيتام من سيمفيروبول (عاصمة جمهورية القرم) إلى مدينة ييسك في إقليم كراسنودار، في بداية الحرب العالمية الثانية، بينهم حوالي 300 يتيم ومعلم، واحتلت القوات النازية المدينة في نهاية صيف 1942.

وقام النازيون في 9 أكتوبر/تشرين الأول، بنقل معظم نزلاء دار الأيتام في شاحنات، كما تم نقل الباقين في اليوم التالي، ثم أعدموا جميعا، حيث عثر على جثث 214 طفلاً في عام 1943، بعد تحرير مدينة ييسك، في قرية شيروشانسكي. ووفقا للمحققين، فقد تم دفن الأطفال أحياء أو ماتوا في الشاحنات نتيجة التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون أو الغاز العادم.

وحسب نسخة عن بيانات جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، التي حصلت عليها "سبوتنيك"، كان الأطفال من جنسيات و قوميات ومعتقدات مختلفة، منها الروسية والأوكرانية والأرمنية والجورجية والتشيكية والتتارية واليهودية، وكان اثنان على الأقل من الضحايا في هذه القائمة "ألمانيين". وتشير تحاليل المقابر الجماعية التي دفن فيها الأطفال إلى أن معظمهم كانوا معاقين.

ونجا طفل واحد، كان عمره 14 أو 15 سنة، من الإعدام لأنه كان يعمل في ذلك الوقت في الفناء الخلفي للدار فلم يجده النازيون، والذي عاد إلى القرم في وقت لاحق، ولا تزال عائلته تعيش هناك.

وهناك قسم خاص، في ألمانيا، مختص بدراسة المواد المتعلقة بقتل الأطفال، وبناء على نتائج البحث الذي سيجريه القسم سيتم تحديد ما إن كان سيتم فتح تحقيق جديد أم لا.

ووفقا لمؤرخي متحف سامسونوف التاريخي في ييسك، استخدم النازيون شاحنات قتل مملوءة بالغاز السام لإبادة المدنيين الذين لم يستحقو الحياة، برأيهم.

مناقشة