أمريكا... القوة الخفية في محافظة إدلب السورية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وتركيا تعملان عن كثب لحل الوضع في محافظة إدلب السورية، مشيرا إلى أن واشنطن وأنقرة "على اتصال وثيق" بشأن القضية.
Sputnik

حول هذا الموضوع يتحدث الخبراء لوكالة "سبوتنيك" وعن الدور الأمريكي في إدلب، وما إذا كان يمكن وصفه بنوع من "القوة الخفية" التي تحاول اقتحام عملية التنسيق، ومدى ثقة الجانب التركي به.

القوة الخفية

يعتقد الباحث البارز في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بوريس دولغوف، أن التصعيد في إدلب لم يكن دون مساعدة من الشركاء الخارجيين، ولكن تبقى تركيا هي البادئ الرئيسي للأحداث "تريد الولايات المتحدة التوسّع في جميع أنحاء سوريا، وإدلب ليست استثناء، لذلك واشنطن ليست مهتمة بإعادة المنطقة إلى سيطرة دمشق الرسمية، وبهذا الصدد تتعاون الولايات المتحدة مع تركيا، التي لديها مصالحها الخاصة في سوريا بما يتوافق مع المصالح الأمريكية. بعد كل شيء، فإن هدف الولايات المتحدة هو القضاء على نظام بشار الأسد، لذلك كل شيء منطقي للغاية هنا".

وصول عشرات المدافع والدبابات وناقلات الجند التركية إلى إدلب... فيديو
وفي معرض حديثه عن المصالح المشتركة للبلدين، أضاف دولغوف "يمكن القول إنه في إدلب، تتحول المصالح المتزامنة لتركيا والولايات المتحدة إلى هذا الشكل من السياسة العدوانية التي تنتهجها تركيا، فالولايات المتحدة خارج التأثير الفعلي رسميا، ولكن واضح جدا أن تطور الوضع الحالي في المدينة لم يتم خارج  دعم ومساعدة الشركاء الأمريكيين. في الوقت نفسه لا أظن أن الولايات المتحدة هي "القوة الخفية" الرئيسية في هذا التصعيد. إن طموحات أردوغان ورغبته في إحياء الإمبراطورية العثمانية هي السبب في ذلك، فالولايات المتحدة بالنسبة له هي ببساطة حليف مربح في الوقت الراهن. "

ماذا يفعلون هنا

في حديثه عن دور الولايات المتحدة في سوريا، وعلى وجه الخصوص، في إدلب، يقول المراقب العسكري لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا"، العقيد المتقاعد فيكتور بارانيتس، إن تصرفات الولايات المتحدة تتمثل بعمليات السرقة الصارخة والاحتلال، وتابع "أرسلت الولايات المتحدة قواتها إلى الأراضي السورية دون إذن من الحكومة الشرعية لهذه الجمهورية، وجميع أعمالها تحاكي أفعال الغزاة. لقد تبين أن قتالهم ضد "داعش" كان مزيفا - فهم لم يقصفوا الإرهابيين، بل جربوا أسلحة وصواريخ جديدة. سيكون الوجود الأمريكي في سوريا شبحا فيما لو لم يكن هناك قاعدة أساسية لهذا التواجد".

الناتو والولايات المتحدة حلفاء لتركيا في إدلب وخصوم في ملفات أخرى
وأضاف "لقد استولوا على العديد من المناطق الغنية بالاحتياطات النفطية العملاقة، وربطوا وحداتهم بهذه المناطق، وبدأوا في ضخ النفط السوري وبيعه. في الواقع، إنهم يشاركون في التهريب. إذا نظرت إلى خريطة الموارد الطبيعية في سوريا، ستجد أن قواعدها مرتبطة بالمناطق الغنية جدا بالنفط. بكل المقاييس الدولية، هذا احتلال واضح وسرقة في وضح النهار لدولة ذات سيادة."

اليوم شيء وغدا شيء آخر

ولكن يبدو أنه لا يوجد الكثير من الثقة بين الدول. صرح بذلك رجب طيب أردوغان مباشرة في المؤتمر الصحفي الذي عقد لدى عودته من باكستان، ووفقا لأردوغان: "نحن قلقون للغاية بشأن سلوك الولايات المتحدة، الذي يستدعي عدم الثقة. إن ما وصفه جيفري بخصوص جنودنا الذين قتلوا بأنهم "شهدائنا" ليست مقنعة بالنسبة لنا. إنهم يدلون باستمرار بتصريحات متضاربة: اليوم يقولون شيئا، وغدا شيئا آخر. فماذا نصدق؟ "

مناقشة