التعاون بين كردستان والأردن وآفاق الاستثمار الأردني في الإقليم

قام رئيس حكومة كردستان العراق بزيارة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، والتقى العاهل الأردني الملك عبد الثاني، وبحثا عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
Sputnik

وتطرق الطرفان خلال اللقاء إلى كيفية توسيع آفاق التعاون المشترك وسبل تطويرها في المجالات كافة، وناقشا الأزمات التي تشهدها المنطقة، ومساعي التوصل إلى حلول لها، مع التأكيد على الجهود المبذولة للحرب على الإرهاب.

أهم القضايا

وحول أهم القضايا التي ناقشها الملك الأردني مع رئيس وزراء كردستان العراق خلال اللقاء المشترك، يقول النائب الأردني خالد عواد في حوار مع وكالة "سبوتنيك": يجب الأخذ بالاعتبار أن هناك علاقة تاريخية اقتصادية واجتماعية وسياسية تربط بين الهاشميين وبين قيادة المكون الكردي في العراق، وزيارة رئيس حكومة كردستان إلى الأردن تأتي كونه انتخب مؤخرا.

ويكمل العواد: كان أهم ملف ركز عليه جلالة الملك ورئيس حكومة كردستان هو قراءة المشهد في العراق حيث أن علاوي فشل في تشكيل الحكومة، ويجب الحفاظ واحترام وحدة العراق، ونقرأ في ظل الوضع غير المستقل في العراق.

ويتابع حديثه: تم الحديث في هذا اللقاء عن الوضع الاقتصادي بشكل واضح، أما الملفات الأخرى فلم يجر الإعلان عنها ولا نعلم تفاصيلها، ولكن يمكن القول بأن الذي جرى بحثه بشكل أساسي هو خطورة الأوضاع في العراق.

ويضيف: لأن تقسيم العراق وتفتته ليس بمصلحة الأقليم ولا المنطقة، ولذلك الآن هذه الزيارة مهمة جدا، وأود التنويه إلى أن العلاقات لم تنقطع نهائيا، وجلال الملك كان على تواصل دائم مع مختلف المكونات في العراق لأن هناك مكانة خاصة للهاشميين في المكونات السياسية في العراق.

كذلك يرى المحلل السياسي من إقليم كردستان العراق الدكتور ريبين سلام بأن هذه العلاقات عميقة وممتدة عبر التاريخ، ويتحدث حول ذلك في اتصال مع "سبوتنيك" ويقول: هذه الزيارة تمثل امتداد للعلاقة التاريخية والاستراتيجية المهمة بين أقليم كردستان والمملكة الأردنية، وهي ترجع إلى عهد الملك حسين، وبعد ذلك إلى عهد الرئيس مسعود البرزاني والملك عبد الله الثاني، وهذه الزيارة تأتي لتعميق هذه العلاقة.

ويتابع: إقليم كردستان والمملكة تمثلان سد أمام النار المشتعلة في المنطقة في دول مثل سوريا والعراق وإيران وتركيا، وهذه هي النقطة المشتركة المهمة بين البلدين، ولا ننسى مستوى التعاون العالي بين المملكة وإقليم كردستان في القتال ضد داعش والإرهاب في المنطقة.

الاستثمار

وقال رئيس حكومة كردستان مسرور بارازاني بعد اللقاء مع الملك، بأن الإقليم يرحب بالاستثمارات الأردنية في كردستان، وعن ذلك يقول النائب الأردني خالد عواد بأنها تعاون اقتصادي أكثر مما قد تكون استثمارات، ويتابع: هناك تعاون اقتصادي ومصالح مشتركة في المجالات الصناعية والتجارية بشكل كبير، وهي مجالات متنوعة من الصعب حصرها.

بدوره يقول المحلل السياسي ريبين سلام: يرى الطرفان أن هذه العلاقات التاريخية الطويلة يجب ترجمتها ونقلها إلى أرض الواقع، وبالإضافة إلى الجانب الأمني والحرب ضد الإرهاب، يجب أن يكون هناك استثمار في كردستان.

ويكمل: خاصة أن هناك دول بعيدة جغرافيا عن كردستان وتستثمر هناك، فلماذا لا تستثمر الدول القريبة والأقربون أولى بالمعروف، ونحن نتمنى أن تكون هناك علاقة وسيطة على صعيد الاقتصاد، حيث أن إقليم كردستان منطقة غنية ونجت من الحرب والدمار الذي حصل في الآونة الأخيرة.

ويتابع: أرضية الاستثمار لدينا مؤهلة ولذلك نحتاج إلى دول شقيقة مثل الأردن للاستثمار في العديد من المجالات، ونحن نثق بهم أكثر من غيرهم، فلماذا لا يأتون ويستثمرون في إقليم كردستان.

الحكومة في بغداد

وعند السؤال عما إذا ما كانت الحكومة العراقية في بغداد بصورة التعاون الكردي الأردني، وإذا ما كان التنسيق يتم عبر الحكومة العراقية يقول النائب الأردني خالد عواد: العلاقة التي تحكم الأردن مع إقليم كردستان يحكمها موقف صريح وواضح على لسان الملك والحكومة، أننا مع وحدة العراق، وبغداد دائما في صورة هذا التعاون، لأن الأردن معني بالحفاظ على شرعية ووحدة الشعب العراقي.

فيما يتحدث عن ذلك الدكتور ريبين سلام: في الدستور العراقي هناك صلاحية محددة للدولة الفيدرالية لا يجب أن نخرج منها، والآونة القريبة كان الرئيس مسعود البرزاني كان قد زار الأردن وقد انزعجت منه الخارجية العراقية وأرسلت كتابا بهذا الخصوص.

ويضيف: الزيارة الحالية لرئيس الوزراء إلى الأردن، وبسبب الوضع السياسي في العراق، لم تكن بتنسيق مع أحد أبدا، فلا يوجد أحد للتنسيق معه في الحكومة العراقية، خصوصا بعد اعتذار السيد محمد علاوي يوم أمس عن تشكيل الوزارة العراقية.

مناقشة