في حال تمكن من تشكيل الحكومة... ماذا يمثل فوز نتنياهو لفلسطين؟

في ظل إشارة استطلاعات الرأي إلى تصدر حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست على حساب خصمه بيني غانتس رئيس حزب "أزرق أبيض"، بات من الممكن أن يشكل نتنياهو الحكومة الجديدة.
Sputnik

وأظهرت النتائج الأولية لانتخابات الكنيست الإسرائيلي بعد فرز نحو 90% من الأصوات، حصول كتلة اليمين بقيادة نتنياهو على 59 مقعدا، ويحتاج بذلك إلى مقعدين لضمان تشكيل الحكومة دون الحاجة إلى الدخول في ائتلاف.

نتنياهو الذي وصف ما حققه في هذه الانتخابات بـ "الانتصار الكبير"، يشكل توليه الحكومة كابوسًا جديدًا للفلسطينيين، والذين يرون أن فوزه يعني نجاح العنف والعنصرية والتطرف.

بهدف تشكيل حكومة... وزير الداخلية الإسرائيلي: نتنياهو يقترب من المقعد 61 في الكنيست
وقال رئيس الوزراء محمد أشتية إن هناك ترجيحات إعلامية تشير لعودة بنيامين نتنياهو إلى الحكم، وهذا الأمر يدل على أن المجتمع الإسرائيلي يزداد يمينية، وأن الائتلاف الذي قد يتشكل هو ائتلاف لضم الأراضي الفلسطينية، والاعتداء على الشعب الفلسطيني.

مؤشر خطير

فايز أبوعيطة، أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، قال إن "مؤشرات فوز حزب نتنياهو بانتخابات الكنيست واتجاهه لتولي رئاسة الوزراء مجددًا خطيرة، وتؤكد أنه نجح في جر المجتمع الإسرائيلي إلى مزيد من التطرف والانحياز إلى اليمين".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "ما يحدث هو ثمرة الهدية التي قدمها دونالد ترامب والإدراة الأمريكية لبنيامين نتنياهو والمتمثلة في صفقة القرن، وكذلك ثمرة الإنجازات الإسرائيلية على مستوى التطبيع مع الأنظمة العربية، والتي كان آخرها لقاء عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي في السودان".

وأكد أن "في حال تشكيل نتنياهو للحكومة سيكون الأمر كارثيًا على العالم، وسيثبت أن الإسرائيليين اختاروا العنصرية والتطرف والعنف".

ومضى قائلًا: "لا شك أن نتنياهو بسياسته الحمقاء وتجاوزه لكل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني يعزز التطرف والعنف في المنطقة العربية، والعالم أجمع".

حرب على غزة

ومن جانبه قال مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في غزة، إن "في الموضوع الفلسطيني لا فرق بين قادة الاحتلال، فجميعهم يعتبرون أن عدوهم هو الشعب الفلسطيني، واستراتيجيتهم كيفية التخلص، سواء كان نتنياهو أو غانتس أو أي شخص آخر".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "ما زالت الشكوك تدور حول إمكانية نتنياهو من تشكيل الحكومة، لأنه لم يحصل على العدد الكافي من المقاعد الذي يؤهله لتشكيل الحكومة دون الحاجة إلى أطراف أخرى".

وتابع: "قادة الاحتلال جميعهم على نهج واحد، وفي حالة فوزه سيفكر في شن حرب واسعة على قطاع غزة للتخلص من المقاومة الفلسطينية، والتي تسبب الأزمات لإسرائيل".

احتفال نتنياهو

وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية، صباح الثلاثاء، أنها استكملت فرز أكثر من 90 في المئة من الأصوات، وبحسب اللجنة، حصل الليكود على 29.3% من الأصوات مقابل 26.3% لتحالف "أزرق أبيض".

وتعني هذه الأرقام بأنه ووفقا للنظام الانتخابي الإسرائيلي، يحصل الليكود على 36 مقعدا، مقابل 32 مقعدا للتحالف الوسطي.

رغم عدم الإعلان عن النتيجة النهائية للكنيست… نتنياهو يجري اتصالاته لتشكيل حكومة جديدة
ويمكن لنتنياهو أن يعول على مجموع 59 مقعدا باحتساب حلفائه في أقصى اليمين والأحزاب اليهودية المتدينة، ما يجعله يحتاج إلى مقعدين فقط للحصول على غالبية برلمانية وتشكيل الحكومة.

واحتفل نتنياهو، فجر الثلاثاء، بما وصفه بـ"الانتصار الكبير" في الانتخابات البرلمانية، الذي جاء "رغم كل الصعاب"، بحسب "سكاي نيوز".

وهذه هي المرة الثالثة التي تجرى فيها انتخابات في إسرائيل خلال عام.

وفي دورتي الانتخابات السابقتين، لم يتمكن أيٌ من زعيمي الحزبين الرئيسيين من الفوز بالعدد الكافي من المقاعد في البرلمان، الذي يبلغ عدد مقاعده 120.

حكومة وحدة وطنية

وبعد ظهور نتائج استطلاعات الناخبين، نشر نتنياهو عبر موقع تويتر صورة له، محتفلا بـ"انتصار عظيم لإسرائيل".

وفي وقت لاحق، كتب: "فزنا بفضل إيماننا بمسارنا، وشكرا لشعب إسرائيل"، وفقا لـ"بي بي سي".

وقال حزب الليكود في بيان إن نتنياهو تحدث مع زعماء أحزاب يمينية أخرى، و"اتفق على تشكيل حكومة وطنية قوية في إسرائيل قريبا".

أما بيني غانتس، فلم يعترف على الفور بالهزيمة، لكنّه أقرّ بأن نتائج الاستطلاعات ليست واعدة.

وقال: "أدرك وأشاطر مشاعركم من ألم وخيبة أمل، لأنها ليست النتيجة التي أردنا تحقيقها".

وأضاف أن إسرائيل تحتاج إلى وحدة ومصالحة وتتطلّع إلى قيادة متحدة و"هذا ما سنستمر بتقديمة للشعب الإسرائيلي".

وقال أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، الذي كان بمثابة صانع الملوك بعد جولتي الانتخابات السابقتين: "إنه سيفي بوعده بعدم الانضمام إلى ائتلاف به أحزاب دينية".

مناقشة