كوريا الشمالية تفاجئ خصومها بأول اختبار للسلاح المدمر الذي وعدت بظهوره

قالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، إن جارتها الشمالية أطلقت ما يبدو أنهما صاروخان باليستيان قصيرا المدى في اتجاه البحر الشرقي أمس الاثنين. 
Sputnik

وبحسب وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، يعد هذا أول إطلاق من نوعه منذ تهديد الجارة الشمالية بـ"السلاح الاستراتيجي الجديد" في مطلع هذا العام.

وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، قالت إن الزعيم كيم جونغ- أون، وعد في بداية يناير الماضي بمواصلة تعزيز الردع النووي والكشف عن "سلاح استراتيجي جديد" في المستقبل القريب.

كوريا الجنوبية تعرب عن قلقها من سلاح استراتيجي جديد لجارتها الشمالية

وصرح خبراء بأنه يُعتقد أن كوريا الشمالية اختبرت قاذفة صواريخ ضخمة جدا ومتعددة الفوهات في هذا الأسبوع بعد أن نجحت في تخفيض الفترات الزمنية وقت الإطلاق.
ويُعتقد أن القاذفة الضخمة من عيار 600 مليمتر وأنها تستخدم كقاذفة متنقلة، وفقا للوكالة.
وأشار الخبراء إلى أن الفترات بين الأطلاق قد خُفضت. حيث إن الفترة الزمنية بين المقذوفين كانت 20 ثانية في الاختبار الأخير، مقارنة بـ17 دقيقة في الاختبار الأول، و19 دقيقة في الاختبار الثاني، 3 دقائق في الاختبار الثالث، و30 ثانية في الاختبار الرابع، وفقا لرؤساء هيئة الأركان.

وبحسب الوكالة، تم إطلاق القذائف من المناطق القريبة من مدينة "وونسان" الساحلية الشرقية في اتجاه الشمال الشرقي.

وصرح شين جونغ- وو، محلل رفيع المستوى في المنتدى الأمني بوزارة الدفاع في سيئول قائلا "إن الاختبار الأخير هو للتحقق من نظام الإطلاق المستمر على منصة الإطلاق".

وأضاف أن "الوقت الأقصر للإطلاق الآن هو 20 ثانية، ما يعني أن كوريا الشمالية تؤمن قدراتها المعززة على شن هجمات مفاجئة. وهذا هو ما حث عليه الزعيم الشمالي".

ويعتقد أن القاذفة الصاروخية الضخمة المتعددة يمكنها إطلاق مقذوفات لمدى قد يبلغ 400 كيلومتر، ما يضع معظم الأراضي الكورية الجنوبية تحت مرماها.

ويُشار إلى أن الشمال أطلق خلال اختبارات أكتوبر التي تعتبر اختبارات ناجحة المقذوفات من مناطق غربية.

وذكرت هيئة الأركان المشتركة أن الصاروخين حلَّقا لمسافة 240 كيلومترًا ووصلا لارتفاع أقصى يبلغ حوالي 35 كيلومترًا.

وقال أحد المسؤولين في هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية للصحفيين: "تقوم سلطات الاستخبارات في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بتحليل نوع المقذوفات، وقد وجدنا بعض التشابهات بين ما تم إطلاقه اليوم وما تم إطلاقه العام الماضي".

مجلة: كوريا الشمالية تعد مفاجآت عسكرية لأمريكا

وأضاف أن المقذوفات الأخيرة يبدو أنها تم إطلاقها من وحدة النقل والنصب والقذف (TEL).

وقال المسؤول: "يُعتقَد أن كوريا الشمالية تواصل مناوراتها العسكرية".

وأوضحت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون أشرف على التدريبات العسكرية.

وأشارت الوكالة لدقة المدفعية معبرة عن أن الزعيم "شعر برضا كبير" لأن قوات البلاد "مهيأة لاتخاذ رد فعل سريع تحت أي ظرف والقيام بواجبها القتالي بشكل مثالي".

وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية: "يراقب جيشنا الوضع في حال تم إطلاق المزيد من المقذوفات ويحافظ على وضع الاستعداد"، ودعت النظام الشمالي إلى إيقاف هذه التحركات على الفور.

وعقب الإطلاق، عقد المكتب الرئاسي لكوريا الجنوبية اجتماعًا طارئًا للوزراء المعنيين بالأمن، حيث أعربوا عن "قلقهم الشديد" من تدريبات الإطلاق العسكرية.

وردا على سؤال حول ماذا تهدف كوريا الشمالية من استئنافها للإطلاقات الصاروخية بعد توقف دام لأشهر، قال المسؤول بهيئة الأركان المشتركة إن الشمال يحاول إظهار أو تعزيز قاعدة قوته الداخلية، وسط المخاوف من انتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والصعوبات الاقتصادية، بسبب العقوبات المزمنة المفروضة على النظام.

وسط تعثر محادثات نزع السلاح النووى... تعيين وزير خارجية جديد في كوريا الشمالية

وأضاف: "يبدو أن الحادث يتماشى مع تعهد النظام بمواصلة بناء قدراته الدفاعية".

وقد هددت بيونغ يانغ في رسالتها بمناسبة العام الجديد بأنها ستكشف عن "سلاح استراتيجي جديد" في المستقبل القريب. وتكهن الخبراء بأن هذا "السلاح الاستراتيجي" قد يعني نوعًا متطورًا من صواريخها البالستية العابرة للقارات (ICBM) أو الصواريخ التي تُطلق من الغواصات (SLBM).

وتحافظ كوريا الشمالية في الأسابيع الأخيرة على مستوى منخفض من الأنشطة العسكرية في وسط تصاعد المخاوف من تفشي كورونا (كوفيد-19) الذي اكتسح كامل الأراضي الصينية وينتشر حاليا بوتيرة سريعة في جارتها الجنوبية.

مناقشة