"كورونا".. مخاوف استثنائية ضمن مناطق سيطرة تنظيم "القاعدة" والجيش الأمريكي شمالي سوريا

بالرغم من إعلان منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الحكومية السورية عدم تسجيل أي حالة إصابة بفيروس "كورونا" المسبب لمرض "كوفيد-19 في البلاد، إلا أن الأعين تترقب بتوجس تلك المناطق الواقعة خارج سيطرة الدولة شمالي البلاد.
Sputnik

ففي إدلب، ينتشر عشرات ولربما مئات الآلاف من الإرهابيين الأجانب ضمن هذه المحافظة التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة، كما محافظة الحسكة وريفها حيث ينتشر الآلاف من جنود ما يسمى "التحالف الدولي" اللاشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ومسلحون سوريون وعراقيون يتبعون له، إلى جانب عدد كبير من المخيمات والسجون التي تضم عشرات الآلاف من الأجانب وعائلاتهم.

بطبيعة الحال، تبدو إجراءات الطوارئ الاحترازية التي أعلنتها الحكومة السورية بعيدة المنال عن سكان إدلب التي يديرها ما تسمى (حكومة الإنقاذ) التابعة لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، لتتزايد المخاوف من أي انتشار للفيروس في تلك المحافظة بعد أن قام التنظيم الإرهابي بالاستيلاء على مقرات منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وطرد متطوعيها قبل أيام.

"كورونا".. مخاوف استثنائية ضمن مناطق سيطرة تنظيم "القاعدة" والجيش الأمريكي شمالي سوريا

المخاوف من بؤرة قد تتسلل إلى الاراضي السورية في إدلب، تتعزز بشكل استثنائي نظرا لطبيعتها الديمغرافية المعقدة والانتقال الفوضوي عبر المعابر اللاشرعية مع تركيا خارج السيطرة الحكومية، والتي قد تشمل عشرات الجنسيات الأجنبية بما في ذلك الثقل الاستثنائي للجنسيات الصينية والألبانية والشيشانية والجنوب آسيوية والأوروبية والخليجية والشمال إفريقية.

"كورونا".. مخاوف استثنائية ضمن مناطق سيطرة تنظيم "القاعدة" والجيش الأمريكي شمالي سوريا

ما يسري على مناطق تنظيم "القاعدة"، يسري، ولو بطريقة أقل وطأة، على مناطق سيطرة القوات الأمريكية والتركية وحلفائهما في محافظة الحسكة التي تعتبر بوابة الدولة السورية مع تركيا والعراق واللتان سجلتا عددا كبيرا من الإصابات بالفايروس المستجد.

مراسل "سبوتنيك" بمحافظة الحسكة أكد بأن هناك تخوفا كبيرا لدى السكان المحليين من وصول العدوى إليهم لا سيما بأن مدن ومناطق محافظتهم تعج بالقوى الأجنبية المحتلة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والتركية والمسلحون المحليون التابعة لهم، إضافة للعناصر الأجنبية التي تعمل ضمن صفوف تنظيم "قسد"، مع وجود أربعة مخيمات للجوء والاحتجاز وهي ( الهول، العريشة، المالكية، التوينة) والتي تضم أعدادا كبيرة من اللاجئين والمهجرين، خصوصاً مخيم الهول الذي يصل عدد قاطنيه إلى 70 ألف شخص بينهم أعداد كبيرة من عوائل مسلحي " داعش" ومن جنسيات أجنبية عديدة.

"كورونا".. مخاوف استثنائية ضمن مناطق سيطرة تنظيم "القاعدة" والجيش الأمريكي شمالي سوريا

رغم قلة الإمكانيات، يضيف المراسل، تعمل الجهات الحكومية السورية بالتعاون مع المجتمع المحلي ومكاتب الأمم المتحدة والحليف الروسي، على تنفيذ خطة متكاملة للوقاية والاحتراز من الإصابة بفايروس "كورونا " من خلال عدد من الإجراءات الصحية والاجتماعية.

مدير مديرية الصحة الحكومية في محافظة الحسكة الدكتور محمد رشاد خلف أكد لــ "سبوتنيك" أنه تم تشكيل لجنة طوارئ مهمتها التعاون مع المشافي والمراكز الصحية لرصد الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس ومتابعتها وتشخيصها وإجراء فحوص لها وأخذ عينات ومسوح من المشتبه بإصابتهم للتأكد من خلوهم من المرض إضافة إلى إحداث نقطة فحص طبية في مطار القامشلي لفحص جميع القادمين عبر الرحلات الدولية والتأكد من حالتهم الصحية مؤكدا أنه لم تسجل أي إصابة بالفيروس في المحافظة حتى تاريخه.

"كورونا".. مخاوف استثنائية ضمن مناطق سيطرة تنظيم "القاعدة" والجيش الأمريكي شمالي سوريا

وأضاف الدكتور خلف "كما تم تحديد مركزين للعزل الصحي في حال حدوث أي إصابة بالفيروس، الأول بالهيئة العامة لمستشفى القامشلي الوطني والثاني في مبنى مركز اللؤلؤة الطبي المحدث وسط مدينة الحسكة وتجهيزهما بالمعدات وبالكادر الطبي والتمريضي المتخصص".

من جانبه أوضح رئيس مجلس مدينة الحسكة المهندس عدنان خاجو لوكالة "سبوتنيك" بأن المجلس بدأ برش المعقمات في دوائر الدولة الرسمية ودور العبادة ورش المكبات الثانوية للقمامة بأنحاء المدينة بالمعقمات الفيروزية ومكب سوق الهال الرئيسي وتوزيع الكفوف والكمامات للعاملين في قطاع النظافة والصيانة والحدائق وتشديد الرقابة على المقاهي لمنع تقديم الأراكيل وعلى المطاعم بوضع المعقمات (برمنغنات البوتاسيوم) على الخضار والتشديد على النظافة العامة.

وأشار مراسل "سبوتنيك" بمحافظة الحسكة إلى أن عددا من المشافي خاصة في مدن المحافظة اتخذت إجراءات وتدابير احترازية لمواجهة إمكانية انتشار "كورونا" خصوصاً بعد تفشيه في دول الجوار، ويتم تطبيق الإجراءات الاحترازية في المشافي الخاصة من خلال الكادرين الطبي والفني إضافة إلى المرضى ومرافقيهم المتواجدين في تلك المشافي، وذلك حفاظاً على السلامة العامة من خلال إلزام الكوادر الطبية والفنيين والمرضى بوضع الكمامات الطبية والكفوف وجلب جهاز كاشف الحرارة الإلكتروني.

وطالبت إدارات المشافي الخاصة الجهات الحكومية والدولية بتأمين مواد التعقيم اللازمة، وتزويد المشافي بألبسة الحماية اللازمة للكوادر الطبية والفنية وتجهيز مراكز صحية مزودة بأجهزة الفحص والتشخيص والتحاليل.

"كورونا".. مخاوف استثنائية ضمن مناطق سيطرة تنظيم "القاعدة" والجيش الأمريكي شمالي سوريا

بدورها قال تنظيم ما يسمى "الإدارة الذاتية الكردية" التي يدعم الجيش الأمريكي سيطرته على مساحة واسعة من جغرافية محافظة الحسكة، أنه اتخذ إجراءاته الوقائية من وباء "كورونا"، إذ قرر تعطيل جميع إذرعة المحلية.

يأتي ذلك بعد قراره تنظيم "الإدارة الذاتية" تقييد الدخول، باستثناء السكان المحليين، إلى مناطق سيطرة مسلحي تنظيم "قسد" التابع للجيش الأمريكي، ووقف الداوم في المدارس والجامعات في مناطق سيطرته.

كما أعلن تنظيم "الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة" البدء بحملة رش المعقم "بيو باك" الخاص بالقضاء على البكتيريا، كإجراء احترازي لمنع انتشار وباء "كورونا".

كما قرر ما يسمى "مكتب شؤون الأديان" التابع لتنظيم "الإدارة الذاتية" تطبيق فتوى المجلس الأعلى للإفتاء واتحاد علماء بلاد الشام تعليق صلاة الجمعة والجماعة في مناطق سيطرة تنظيم "قسد" ابتداء من اليوم الأحد وحتى إشعار آخر، إضافة لإلغاء كافة التجمعات الدينية، والمناسبات الاجتماعية، ومنها احتفالات "عيد النيروز" وتعليق كافة الدروس الدينية وحلقات الذكر ودروس القرآن في المساجد، منعًا لانتشار وباء "كورونا".

مناقشة