المغرب في مواجهة "كورونا"... خوف وإجراءات مشددة وفئات متضررة

رعب حقيقي يعيشه المغاربة بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها السلطات خشية انتشار فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، كما انتشر في إسبانيا وإيطاليا المجاورتين للمغرب، اللتان تضمان جالية مغربية كبيرة انتقل عدد من أفرادها إلى المغرب مع بداية ظهور "كورونا" ما أدى إلى انتقال الفيروس له.
Sputnik

نواكشوط - سبوتنيك. ورغم أن الأرقام الرسمية المعلنة حتى الآن تؤكد أن عدد المصابين لا يتجاوز عددهم 29 حالة، إلا أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات بإغلاق المساجد والمقاهي والمطاعم ووقف جميع الرحلات الجوية أدت إلى اتساع دائرة الخوف من المرض ووصولها إلى درجة الهلع الشديد.

المغرب يسجل ثاني حالة وفاة بفيروس كورونا المستجد
وفي ظل حديث عن إمكانية فرض حجر صحي يشمل كامل البلاد، اليوم الثلاثاء، بدت شوارع العاصمة شبه خالية من المارة فيما اصطفت أعداد من المواطنين أمام المتاجر الكبرى ومحال المواد الغذائية لشراء حاجياتهم قبل ارتفاع أسعارها أو قبل فرض حجر صحي كامل.

وقالت مريم العلمي (ربة بيت)، إنها اشترت مخزونا من المواد الغذائية الأساسية يكفي شهرا كاملا، وإنها "تخشى ليس فقط من فرض حجر صحي بل أيضا من ارتفاع الأسعار أو نفاذ المواد جراء احتكار السلع وتوقف النشاط الاقتصادي".

وبدا سعيد بناصر (نادل في مقهى) منزعجا من الإجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات، أمس الاثنين، بإغلاق المطاعم والمقاهي، ويقول إن الأمر إذا استمر لأيام فسيفقد عمله لأن مالك المقهى لن يكون باستطاعته أداء رواتب العمال بسبب إغلاق المقهى.

أما رشيدة العماري (عاملة في حمام مغربي) فترى أن قرار إغلاق الحمامات كارثي على جميع عمال وملاك الحمامات، الذين يقع على عاتقهم أقساط وقروض ويعتمدون على المداخيل اليومية لإعالة أسرهم.

ويعد ارتياد الحمامات طقسا أسبوعيا تحرص عليه نسبة كبيرة من المغاربة، رغم أنه بيئة ملائمة لانتشار الأمراض المعدية، ويعمل في هذا القطاع الاقتصادي غير المهيكل عشرات الآلاف من الشباب المغاربة.

وقررت السلطات المغربية، أمس الاثنين، إغلاق المطاعم والمقاهي ودور السينما والمسارح والنوادي الرياضية والحمامات العامة وغيرها من أماكن الترفيه، فيما قرر المجلس العلمي الأعلى إغلاق جميع المساجد بالنسبة للصلوات الخمس وصلاة الجمعة كإجراء وقائي في إطار مكافحة انتشار فيروس "كورونا" المستجد.

واستمرت المساجد في رفع الآذان رغم قرار الإغلاق، فيما قام عدد من المصلين بالتجمع والصلاة في الباحات الخارجية للمساجد والطرقات والحدائق المقابلة للمساجد، في تحد للتدابير والإجراءات التي اتخذتها السلطات.

ورغم أن غالبية الصيدليات أعلنت نفاد مخزونها من المطهرات والقفازات والكمامات، وعلقت ملصقات تفيد بذلك، الا أن أعداد المغاربة الذين توافدوا على الصيدليات مباشرة بعد فتح أبوابها الاثنين بعد العطلة الأسبوعية قياسي حسب عدد من الصيادلة الذين تحدثوا لـ"سبوتنيك".

وأطلقت السلطات، أمس الاثنين، حملة تعقيم لوسائل النقل والإدارات العمومية والحدائق العامة، فيما بدأ عدد من المؤسسات والإدارات خطة للعمل عن بعد من بينها وكالة الأنباء الرسمية في المغرب.

ولمواجهة الإقبال الاستثنائي على المنتوجات الغذائية، أعلنت وزارة الزراعة أن تموين الأسواق بالمنتوجات الفلاحية والسمكية سيتم بطريقة منتظمة ومستمرة، وأضافت أنه على الرغم من الطلب الكبير الذي أدى إلى نفاذ سريع لبعض المواد الغذائية على مستوى بعض الأسواق ونقاط البيع، سيتم ضمان تزويد الأسواق بشكل منتظم، وأكدت أن السوق المغربي لن يعاني من أي انقطاع في تموينه بهذه المنتوجات.

وأعلنت وزارة الصحة المغربية، اليوم الثلاثاء، تسجيل ثاني حالة وفاة لمصاب بفيروس كورونا المستجد، الذي تحول إلى جائحة (وباء عالمي) وصلت إلى 155 دولة حول العالم، حتى الآن.

وصنفت منظمة الصحة العالمية، يوم 11 مارس/ أذار الجاري، فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد 19" (جائحة)، مؤكدة أن أعداد المصابين تتزايد بسرعة كبيرة، ووصلت إلى 155 دولة حول العالم.

ووصل عدد المصابين بالفيروس منذ ظهوره في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حتى اليوم ، إلى أكثر 182 ألف و424 شخصا، ويوجد الجزء الأكبر من المصابين في الصين (بر الصين الرئيسي)، تليها إيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية.

 

المغرب في مواجهة "كورونا"... خوف وإجراءات مشددة وفئات متضررة

 

مناقشة