بعد فيديو أثار ضجة كبرى... هل أنتج معهد فرنسي فيروس كورونا في مختبراته فعلا؟

بحثت وكالة "أ ف ب" عن حقيقة فيديو متداول يظهر شخصا يتكلّم باللغة الفرنسيّة زاعما أن فيروس كورونا المستجد هو صنيعة معهد باستور الفرنسي.
Sputnik

وفندت الوكالة هذه المزاعم، إذ أكدت أن براءة الاختراع التي يعرضها صاحب الفيديو ليست "براءة اختراع"، بل "براءة اكتشاف"، وهي لا تتعلق أصلا بفيروس كورونا المستجد، بل بفيروس "سارس" الذي ينتمي إلى عائلة كورونا، لكن الدليل المقدّم في الفيديو لا علاقة له بكورونا المستجدّ وينطوي على أخطاء علمية.

دولة جديدة تفرض حالة الطوارئ العامة خوفا من تفشي فيروس كورونا
من جانبه، أكد مدير وحدة الفيروسات والمناعة في مختبر باستور أوليفييه شوارتز أنّ الشهادة (Brevet) المذكورة صحيحة، لكنها لا تعني أن الفيروس مُخترع، وتابع "نحن لا نصدر براءة اكتشاف للفيروس نفسه، بل لرمزه الجيني".

فكلمة Brevet تعني "براءة اختراع" أو "براءة اكتشاف"، وفي هذا السياق هي تعني "براءة اكتشاف"، وتحديداً اكتشاف الرمز الجيني للفيروس، وعلى ذلك، فإن تسجيل Brevet للرمز الجينيّ لفيروس ما، يعني تسجيل براءة اكتشاف ولا يعني أنّ الفيروس مُخترع أو مُصنّع كما يوحي الفيديو.

وكان معهد باستور قد أصدر عام 2004 الشهادة المبينة في الفيديو وهي تعود للرمز الجيني لإحدى سلالات  SARS "سارس"، ويشرح شوارتز "لا يوجد فيروس كورونا واحد، فهناك سبعة على الأقل والرمز الجينيّ المذكور يعود لوباء انتشر عام 2003، إنّه ابن عمّ (وهو من أقارب) الفيروس المسبب للوباء الحالي".

وبحسب موقع منظمة الصحة العالميّة فإن الفيروس المسبب لـ "كوفيد-19 ولـ"سارس" يرتبطان جينيا لكنهما مختلفان، ويوضح شوارتز أنّ هناك تشابهاً بنسبة 80% على صعيد الرمز الجيني للفيروسين لكنّهما مختلفان، واللقاحات التي جرى تجربتها بموجب الشهادة الصادرة عام 2004 لا يمكن إعادة استخدامها لكورونا المستجدّ "بسبب هذه الاختلافات".

يذكر أن المقطع المثير للجدل أظهر رجلا يتكلّم باللغة الفرنسيّة مدّعياً أنّه سيظهر حقيقة فيروس كورونا ومصدره. وقد عرض شهادة براءة تحمل رقم EP 1 694 829 B1 يمكن الاطلاع عليها هنا، مدّعياً أنّها الدليل على أنّ الفيروس مصنّع في مختبر تابع لمعهد باستور الفرنسيّ (تأسس عام 1887 بهدف إيجاد علاجات ولقاحات للفيروسات المستجدّة).

 حظي الفيديو بأكثر من 62 ألف مشاركة عبر هذه الصفحة فقط بالإضافة إلى عشرات آلاف المشاركات عبر صفحات أخرى.

مناقشة