السيول أودت بحياة 7 أطفال ونساء... مأساة "العكيرشي" تكشف عمق التدمير الأمريكي بالرقة

على مدى أشهر الشتاء، لازمت المخاوف المحدقة من السيول أهالي بلدة "العكيرشي" كما غيرها من بلدات محافظة الرقة السورية، بعدما أتى التدمير الأمريكي على كامل البنية التحتية في المدينة ومن ضمنها "مسيلات المياه" التي كانت تقيهم قبل الحرب الإرهابية على سوريا، المخاطر الموسمية الناجمة عن السيول عبر تصريف المياه الجارفة نحو نهر الفرات.
Sputnik

الشاب إبراهيم، من سكان بلدة "العكيرشي" وأحد المشاركين بانتشال جثث الأطفال والنساء ممن قضوا اليوم جراء سيل داهم اجتاح بلدته، والبلدات المجاورة بشكل أقل وطأة، روى لـ"سبوتنيك" تفاصيل مأساة "العكيرشي" التي حصدت فجرا حياة 7 أطفال ونساء جراء السيل: "اليوم، وبشكل غادر، تحققت مخاوف "العكيرشي" التي تعايش معها سكانها خلال أشهر الشتاء، فجاءتهم بشكل مفاجئ مع نهاية الموسم" كما يقول إبراهيم، مضيفا: "رغم اعتياد الموت والدمار، إلا أن شكل وملمس جثامين الضحايا وهي مدفونة في كتل الطمي، جعل طعم الموت آكثر مرارة لذويهم".

يقول إبراهيم بأن أهالي الرقة كانوا على موعد مع "مأساة العكيرشي"، كانوا جميعا ينظرون بتوجس إلى اليوم الذي ستظهر فيه نتائج تدمير البنية التحتية في المحافظة ومن ضمنها "المسيلات المائية" بضربات قوات "التحالف الأمريكي" قبل نحو 4 أعوام، إلى جانب انسداد بعضها الآخر الذي سلم من التدمير، جراء تراكم الأوساخ والمخلفات الحربية على مدى سنوات.

السيول أودت بحياة 7 أطفال ونساء... مأساة "العكيرشي" تكشف عمق التدمير الأمريكي بالرقة

وضربت ليل أمس الجمعة وفجر اليوم السبت، السيول والأمطار الغزيرة قرى وبلدات بريف الرقة الواقع تحت سيطرة الجيش الأمريكي وميلشيات تنظيم "قسد" التابع له.

وأفاد مراسل "سبوتنيك" بمحافظة الحسكة نقلاً عن مصادر أهلية بريف الرقة بأن بلدة العكيرشي (20 كم جنوبي شرقي الرقة على طريق دير الزور)، شهدت فجر اليوم السبت (29 آذار/ مارس)، امطاراً غزيرة مصحوبة بالعواصف الرعدية أدت لتشكل السيول الجارفة التي اجتاحت منازل البلدة التي يقطن فيها عدد من العوائل النازحة.

وأضاف المراسل بأن الأمطار والسيول تسببت بوفاة أربعة أطفال وثلاث سيدات من عائلتين في البلدة، إضافة لتهدم عدد من المنازل في البلدة.

وأكمل إبراهيم أن "السيول الغزيرة تشكلت في البادية ونزلت عن منطقة "البئر الأعمى" عبر ممر يوصله مع نهر الفرات، إلا أن تدمير وانسداد هذا البئر (وهي تسمية محلية للمسيل المائي)، حولت مسار المياه نحو البيوت القريبة منه، ومن بينها منزل عائلة فقدت 6 اشخاض من أفرادها وهم: (رحيلة المبروك السطم أم يحيى وسحر حسين المبروك وطفلتها ضحى إبراهيم الزهري 5 سنوات وغزالة العلي الحسن العابد زوجة جابر الحسين المبروك وطفلها عمر العمر 9 سنوات وابن السيدة خلود الحسين المبروك اسمه أحمد 5 سنوات من سكان الطبقة كان في زيارة لاقربائه في بلدة).

اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش الروسي لنشر وحدات روسية في الحسكة والرقة

وشارك إبراهيم في انتشال جميع المتوفين، وأكد لـ"سبوتنيك" إنقاذ كل من إبراهيم الزهري وابنه وامرأة ثانية لم يعرف اسمها، في حين أن أن زوجة إبراهيم الزهري (الذي يتشابه اسمه الأول مع اسم الشاهد الذي يتحدث لسبوتنيك) فارقتا الحياة، حيث تم انتشال جثة كل من سحر حسين المبروك وابنتها الطفلة وهي معلمة في مجمع الكسرات التربوي التابعة لملاك مدرسة "العكيرشي" الريفية، صباح اليوم السبت.

وأضاف إبراهيم: "تم انتشال جثة طفل كان في زيارة جدته وهو من مدينة الطبقة يدعى أحمد، وهو ابن خلود الحسين المبروك التي تم انقاذها ونقلها للمشفى لمعالجتها من سلسلة كسور أصابتها بعدما دفعتها المياه للسقوط من أعلى جرف صخري يبلغ ارتفاعه أكثر من 10 أمتار.

يؤكد إبراهيم: أن مأساة (العكيرشي) كانت احتمالا قائما في يوميات سكان الرقة منذ خروج المدينة عن سيطرة الدولة السورية قبل أكثر من سبعة سنوات، لتتعزز تلك المخاوف بشكل كبير بعد التدمير الذي طال بنيتها التحتية ومنها "مسيلات السيول" ( العبارات ) التي كانت الحكومة السورية قد أقامتها في جميع المناطق التي تشهد فيضانات موسمية، وهي اليوم تعاني إهمالا مزمنا ولا يوجد أي جهة يمكن تقديم الشكاوى إليها جراء الفوضى والاحتلال" .

وتعاني مناطق سيطرة تنظيم "قسد" والاحتلال الأمريكي في مناطق شرق الفرات السوري من سوء الخدمات والطرق العامة والجسور والبنية التحتية من مشافي ومراكز صحية وطرقية ومدارس والتي تعرضت للتدمير الكلي من قبل طائرات ما يسمى "التحالف الدولي" بقيادة أمريكا خلال السنوات الماضية بزعم محاربة تنظيم "داعش".

مناقشة