موسكو في زمن الكورونا...استعدادات للسيناريو الأسوأ

فرض فيروس كورونا المستجد تغييرات هائلة على نمط حياة سكان موسكو، حيث اعتادت العاصمة الروسية على ضجيج سكانها وتنقلاتهم اليومية من خلال وسائل النقل العامة مرورا بنشاطات الباحثين عن رزقهم اليومي وصولا إلى زوار المدينة القادمين ببريق أمل للغوص بصخب وإيقاع العاصمة التي لا حدود له.
Sputnik

خلت موسكو في الأيام الأخيرة من كل هذه التفاصيل اليومية، بات مترو الأنفاق شبه خالي إلا من بعض المهووسين بالمخاطر والمياومين الذين لا شيء يردع إصرارهم على جني قوتهم اليومي. كما أضحت الأقنعة الطبية موضة إجبارية للكثيرين معتبرين أنها خلاصهم من مرض أو فيروس استطاع أخذ الألاف حتى الآن في دول أخرى.

بعد سلسلة من الاجراءات والتدابير الوقائية في المدينة، خلت موسكو من الكثيرين والأتي أعظم من خلال تعليمات جديدة يومية تقرها السلطات أكثر حدية من سابقاتها جعلت السكان يشعرون بخطر قادم إليهم ستكون فيه دفاعات موسكو العسكرية عاجزة عن صد فيروس وصل إلى مدن ودول عظمى أخرى دون جدوى المقاومة.

لعل الأوضاع مرتبطة بحدث توسع انتشار الفيروس ونتائجه ، لكن سلطات العاصمة تعمل على أخطاء وتجارب المدن العالمية الأخرى وهي اليوم تعتمد على سياسة ربح الوقت أمام تفشي فيروس كورونا، ومصادر حكومية تؤكد أن روسيا باتت شبه جاهزة لتلقي الضربة لكن الأهم هو ما بعد الضربة وكيفية التعامل مع الوضع والحالات التي ستكون عنوانا لتلخيص كل الاستعداد الروسي لحجم الكارثة الإنسانية الواقعة على العالم دون تمييز أو فرق.

موسكو المدينة الصاخبة بليلها ونهارها باتت اليوم قاب قوسين أو أدنى أمام مشهد الفراغ والهدوء الحذر لمواجهة فيروس استطاع الانتشار في كل بقاع الأرض، فالمدينة التي لطالما شكلت تحديا لكل ما واجهته في التاريخ تقف اليوم أمام امتحان جديد لها ولسكانها لمواجهة الكارثة التي حلت على البشرية جمعاء.

(المقال يعبر عن رأي كاتبه)

مناقشة