دعوات متكررة من الكونغرس... هل يدعم ترامب فلسطين لمواجهة كورونا؟

صعد نواب في الكونغرس الأمريكي من مطالبهم لإدارة الرئيس دونالد ترامب، بضرورة تقديم مساعدات عاجلة لفلسطين لمواجهة فيروس كورونا المستجد، والذي تحول إلى وباء عالمي
Sputnik

المطالب الأمريكية ثمنتها منظمة التحرير الفلسطينية، والتي قالت على لسان أمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات إن "فلسطين ترحب برسائل أعضاء الكونغرس الأمريكي، بشأن دعم الفلسطينيين في مواجهة وباء كورونا".

وفي ظل توجهات الإدارة الأمريكية المتعلقة بفلسطين، والتي بدأت بنقل السفارة للقدس، ووقف المساعدات، وكذلك طرح صفقة القرن، طرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية استجابة ترامب لهذه المطالب.

دعوة أمريكية

وأضاف عريقات "أعضاء الكونغرس وجهوا مزيدا من الرسائل إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، يطالبون فيها إعادة صرف وتقديم المساعدات المالية للفلسطينيين من الموازنة، التي خصصها الكونغرس فعليا في السنة المالية 2020"، مشيرا إلى مطالبتهم بأن يتم ذلك من خلال قنوات التمويل القائمة لـمساعدة النظام الصحي المحاصر على مواجهة كورونا".

ونوهت الرسالة إلى ضرورة صرف هذه الأموال تماشيا مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن كوريا الشمالية وإيران، حيث اعتبروها إشارة مرحب بها بأن الإدارة قادرة على وضع السياسة جانبا، من أجل مساعدة الفئات الضعيفة المحتاجة خلال هذه الأزمة الصحية العالمية، التي تضرب العالم.

ولفتت الرسالة إلى أن أعضاء الكونغرس نوهوا إلى إعلان وزارة الصحة الفلسطينية في 22 مارس/آذار الجاري، اكتشاف أول حالتي إصابة بفيروس كورونا في غزة، مما يمثل تهديدا وإرباكا للنظام الصحي المرتبك أصلا في القطاع.

موقف إيجابي

فايز أبوعيطة، أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" قال إن "فيروس كورونا جائحة عالمية، يعاني منها العالم أجمع، وعلى الإدارة الأمريكية أن تتحمل مسؤولياتها تجاه فلسطين".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "واشنطن كانت راعية اتفاقات التسوية الفلسطينية، لذلك عليها التزامات وواجبات تجاه السلطة الوطنية الفلسطينية، وتجاه فلسطين، لمواجهة جائحة كورونا".

وتابع: "السلطة تثمن هذه الخطوات المتصاعدة من قبل بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي، للمرة الثانية، حيث عارض بعضهم في المرة الأولى صفقة ترامب التي طرحها للسلام، واليوم مطالبات جديدة بدعم السلطة وفلسطين، لمعارضة منع المساعدات التي كانت تتلقاها فلسطين من الإدارة الأمريكية".

ومضى قائلًا: "الموقف إيجابي مرحب به، وذلك باعتبار أن التعاون الدولي في مواجهة كورونا التزام أدبي وأخلاقي وقانوني، وكذلك التزام دولي، وعلى كل الدول التعاون لتجنيب البشرية هذه التداعيات الخطيرة التي تهدد الاستقرار والسلم الصحي للعالم".

اختبار أخلاقي

من جانبه قال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، إن "الظروف الدولية الحالية تتطلب تكثيف التعاون الدولي الإنساني لإنقاذ شعوب العالم من وباء كورونا، فالعالم دائما ينحي تناقضاته جانبا ويتحد في مواجهة الأوبئة والكوارث والأزمات الدولية".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "مطالب بعض أعضاء الكونغرس بضرورة إرسال مساعدات لفلسطين يعد أمرًا طبيعيًا، وسبق وأن أعلن ترامب عن إرسال مساعدات طبية عاجلة لإيران ولكوريا الشمالية لمواجهة أزمة كورونا".

وأكد أن "إدارة واشنطن أمام اختبار أخلاقي وإنساني في مدى استجابتها لمطالبات أعضاء الكونغرس لها بتقديم مساعدة عاجلة للشعب الفلسطيني لمواجهة جائحة كورونا".

ومضى قائلًا: "رئيس الوزراء الفلسطيني أعلن بأن مواجهة فيروس كورونا تتطلب 120 مليون دولار بالحد الأدنى في ظل انخفاض الإيرادات المالية الفلسطينية إلى 50%، إضافة إلى معاناة شعبنا من الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتهرب من مسؤوليته عن توفير أدنى مستلزمات الرعاية لسكان الأرض المحتلة، وخاصة سكان القدس والأسرى والعمال الفلسطينين الذين تقطعت بهم السبل، وغير ذلك من ممارسات عدوانية لا تعد ولا تحصى في ظل الانشغال الدولي بازمة كورونا".

كورونا في فلسطين

أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، اليوم الثلاثاء، عدم تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا في فلسطين، وحالة جميع المصابين مستقرة وفي طريقهم للتعافي، موضحا أن نتائج 200 عينة لمواطنين من محافظة الخليل جاءت سلبية، وغير مصابة.

وقال ملحم في التقرير الصباحي اليومي حول آخر مستجدات فيروس كورونا في فلسطين، إن عدد المصابين بالفيروس في فلسطين قد استقر عند 117 مصابا، تعافى منهم حتى اللحظة 18 مصابا، وسجّلت حالة وفاة واحدة، فيما يخضع باقي المصابين للمتابعة الصحية في مراكز الحجر الصحي في المحافظات، وفقا لوكالة وفا الفلسطينية.

وأعلن ملحم أن الرئيس عباس أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وتم الاتفاق على بدء تشغيل المستشفى التركي في قطاع غزة لخدمة أهلنا، مثمنا الجهد الكبير الذي بذلته وزارتا الصحة والخارجية، وسفارتنا في تركيا لتحقيق هذا الإنجاز الذي يشكّل إضافة ويقدم بلسمة لأهلنا في القطاع الذين هم بأمس الحاجة لمن يخفف همومهم وأوجاعهم.

مناقشة