راديو

عطوان: "كورونا" كشف مدى تدني قيمة الإنسان في المنظومة الدولية

عندما يقول الأمين العام للأمم المتحدة أن فيروس كورونا أسوأ أزمة تواجه البشرية منذ الحرب العالمية الثانية... هل يعني هذا استسلاما، أم أن البشرية أمام تحد تاريخي مجهول.
Sputnik

خلال فترة قصيرة من الزمن استطاع تأثير فيروس كورونا أن يضع العالم كله أمام خيارات قاسية وصعبة، فحسب غوتيريش إن "فيروس كورونا أحدث اضطراباً اقتصادياً وسياسياً غير عادي ما يمثل خطرًا حقيقيًا على السلام النسبي الذي شهده العالم خلال العقود القليلة الماضية وإن مرض "كوفيد 19" يهاجم المجتمعات في جوهرها، ويودي بحياة الناس وسبل عيشهم، إنه أعظم اختبار واجهناه معًا منذ تشكيل الأمم المتحدة".

 هل هذا استسلام، من شأنه أن يضع العالم في حالة رعب وخوف من المجهول بدلاً من التهدئة؟

الأسباب الأساسية لعجز المنظومة العالمية الحالية عن إنجاز خطة متكاملة لمنع وقوع الكوارث؟

ملامح وشكل العالم القادم بعد فيروس كورونا، وأين الولايات المتحدة من كل ذلك؟

يتحدث عن ذلك، رئيس تحرير جريدة "رأي اليوم" الإلكترونية عبد الباري عطوان:

«مايجري هو إعادة رسم للنظام الدولي العالمي، ويذكرنا بالحرب العالمية الثانية التي كانت بداية النهاية للإمبراطوريات الاستعمارية الكبرى ونشوء القوة الاقتصادية الأمريكية العظمى، نحن بعد كورونا سنواجه نفس الأمر. النظام السياسي والصحي والأمني العالمي فشل في مواجهة هذا الفيروس، ستظهر خريطة جديدة للعالم وللتوازنات والمعادلات، ولا أعتقد أن الولايات المتحدة ستخرج من هذا التحدي قائدة للعالم كما هو حالياً، والقادم سيكون مختلفاً كلياً».

وأوضح عطوان أن "الخطأ الكبير الذي ارتكبه النظام العالمي هو عدم الاهتمام بالإنسان والتركيز بالدرجة الأولى على الاقتصاد والأسواق المالية والرأسمالية، الولايات المتحدة لم تعد قادرة على التحكم بالعالم وزعامتها تتآكل، وهي قوة عظمى بدون وجه إنساني تفرض العقوبات على الفقراء والبسطاء ما دفعهم لحالات معيشية واجتماعية مزرية، وهي لم تستجب إلى النداءات العالمية لرفع العقوبات ليصبح من السهل مواجهة فيروس كورونا، وهذا الفيروس صغير جدا ولا تنفع معه الصواريخ وحاملات الطائرات ولا الحرب النووية، بالمحصلة التغيير في النظام العالمي سيكون كبيرا وجذريا».  

التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.

إعداد وتقديم: نواف إبراهيم

مناقشة