بالأرقام... حصيلة عام من العمليات العسكرية في طرابلس

في الرابع من إبريل/ نيسان 2019، أطلق الجيش الليبي في الشرق عملية عسكرية نحو العاصمة طرابلس.
Sputnik

انطلقت العملية بحسب إعلان الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، بهدف تحرير العاصمة مما أسماها "المليشيات"، وبرغم اعتراف أعضاء من المجلس الأعلى للدولة بوجود بعض المليشيات في العاصمة، وفيما بعد تأكيد وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا، إلا أن حكومة الوفاق رفضت الهجوم على العاصمة وشكلت عملية بركان الغضب لصد الهجوم القادم من الشرق.

شهدت تلك الفترة الكثير من الأحداث على المستوى المحلي والدولي، والكثير من الخسائر البشرية والمادية، دون التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن رغم كثرة الاجتماعات واللقاءات.

الخسائر البشرية

أبو الغيط يجدد دعوته لوقف القتال في ليبيا ووضع حد للعمليات العسكرية في طرابلس
رصدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا خلال الفترة من 3 أبريل/ نيسان 2019 إلى 3 أبريل/ نيسان 2020، حصيلة الخسائر، إذ بلغت حصيلة ضحايا الحرب والنزاع المسلح بطرابلس من طرفي النزاع والمدنيين (4387 قتيلا، من بينهم 506 مدنيا، و41 عنصرا طبيا و64 سيدة و8 أطفال، و12753 جريحا من بينهم 800 مدني).

وبلغ إجمالي أعداد النازحين والمهجرين، 342.000 شخص مهجر ونازح من مدن طرابلس والعزيزية والسواني وقصر بن غشير وعين زارة وصلاح الدين ووادي الربيع، وسجل نزوح وتهجير 57.000 ألف أسرة، من بينهم 90 ألف طفل، وبلغ عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية الطارئة 800 ألف شخص في عموم البلاد، ورصد حرمان عدد 200 ألف طفل من الدراسة، بسبب أستهداف المدارس والمرافق التعليمية، والمخاطر الأمنية على الطلاب.

وقدر أعداد المفقودين جراء الحرب 200 شخص من طرفي النزاع المسلح، من بينهم 70 مدنيا، بالإضافة لرصد مقتل 60 محتجزا تحت التعذيب من طرفي النزاع، وتوثيق 27 حالة قتل خارج إطار القانون لأسرى الحرب.

كما رصدت اللجنة مقتل 53 مدنيا جراء حوادث الجرائم الجنائية، بمنطقة القرة بوللي شرق طرابلس، وسجل أيضا اعتقال واحتجاز المدنيين على أساس الهوية الاجتماعية والمواقف السياسية، حيث بلغت أعداد المعتقلين والمحتجزين المدنيين 160 مدنيا، في مدن طرابلس و"القرة بوللي" شرق طرابلس والخمس وترهونة.

ورصدت مقتل عدد 65 مهاجرا وإصابة 110 آخرين في استهداف مباشر لمركزي إيواء المهاجرين في مدينتي قصر بن غشير وتاجوراء، كما بلغ عدد ضحايا الكلية العسكرية، 32 طالبا وإصابة  8 طلاب آخرين بإصابات خطيرة.

الناحية الميدانية

الجيش الليبي يعلن سيطرته على عدة مناطق غرب العاصمة طرابلس
من الناحية الميدانية يتواجد الجيش القادم من الشرق في محاور عدة بالعاصمة طرابلس، بعد سيطرنه على الجنوب بالكامل في عملية سبقت إعلان التوجه نحو العاصمة، ثم انطلقت المرحلة الثانية في السادس من مايو/ايار 2019، بمشاركة المزيد من الكتائب والقوات في المنطقة الغربية.

ساعة الصفر

أعلنت ساعة الصفر لما أسماه الجيش بتحرير العاصمة، إلا أنه لم تتحقق أية نتائج ميدانية على الأرض مع الإعلان كل مرة عن ساعة الصفر.

خسارة غريان

مع تقدم الجيش في المنطقة الغربية دخل لمدينة غريان دون قتال، وأقام غرفة العمليات الرئيسية بها، واستمر الوضع حتى 26 يونيو/ حزيران 2019، حين أعلنت قوات حكومة الوفاق سيطرتها على غرفة العمليات والقبض على بعض عناصر الجيش الليبي.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 وقعت حكومة الوفاق الوطني الليبية وتركيا، مذكرتي تفاهم حول التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، والسيادة على المناطق البحرية، وهو ما اعترضت عليه بعض دول الجوار الليبي والاتحاد الأوروبي.

وفي السادس من يناير/ كانون الثاني 2020 تمكنت قوات الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر من السيطرة على مدينة سرت التي كانت تتواجد بها قوات تابعة لحكومة الوفاق، وما زالت تحت الجيش حتى اليوم.

وتكتسب المدينة أهمية من الموقع الجغرافي، فهي أكثر المدن الليبية امتدادا على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط وداخلها العديد من المنشآت الإستراتيجية مثل مطار القرضابية الدولي وميناء سرت التجاري وقاعدة القرضابية الجوية ويُعد المطار والميناء من أهم المنافذ الرئيسية لليبيا على العالم.

حقول النفط

"الوفاق" الليبية تعلن تدمير مخازن ذخيرة لقوات الجيش الليبي جنوب طرابلس
في إطار الضغط الشعبي وانخراط القبائل في المشهد، أقدم مشايخ من حوض النفط والغاز وهي المنطقة الشرقية والجنوبية على التهديد بإغلاق حقول النفط كافة في المنطقة، قبل انعقاد مؤتمر برلين الذي حضرته العديد من الدول المعنية بالأزمة والدول صاحبة العضوية في مجلس الأمن.

وأغلقت القبائل الحقول تباعا مؤكدة أنها أقدمت على الخطوة دون اي تنسيق مع الجيش الذي أعلن في وقت لاحق، أنه يقف خلف الإرادة الشعبية.

مؤتمر برلين

في التاسع عشر من يناير/كانون الماضي، شاركت العديد من الأطراف الدولية منها الدول دائمة العضوية في اجتماع من أجل وقف العمليات العسكرية والعودة للحلول السياسية، أفضى إلى إعلان هدنة هشة، سرعان ما اخترقت وسط اتهامات متبادلة بين الأطراف بخرق الهدنة.

ويقول مفتاح أبو خليل عميد بلدية الكفرة، إن العام الماضي من أصعب السنوات بكل المقاييس بداية العملية العسكرية في طرابلس.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "فقدنا فيه الأحبة، الخسائر البشرية عالية للطرفين، والخسائر المادية كذلك، أما  المكاسب تتمثل في انحسار سيطرة الإخوان المسلمين على ليبيا، واقتراب إنهاء حكمهم فى ليبيا".

وتابع بوخليل، أن "أهم ما يمكن الحديث عنه، هو إدراك العالم العربي والإسلامي والأجنبي أن الصراع آمني وإرهابي في ليبيا وليس سياسىا".

فيما قال النائب علي السعيدي عضو مجلس النواب، إن "العمليات العسكرية التي انطلقت قبل عام هي مكسب قبل أن تكون خسارة، خاصة أنها سبقتها عمليات عسكرية في مدينة بني غازي   وحررت من سيطرة الإرهابيين، وكذلك تكرر الأمر في مدينة سرت".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "المدن المحررة أصبحت ليبية وليست إمارة إسلامية كما خططت الجماعات الإرهابية من قبل".

ويرى السعيدي أن الجيش "يسعى لتحرير العاصمة من المليشيات للحفاظ على ليبيا ككل، فيما يؤكد العالم ضرورة الحل السياسي دون العسكري".

النائب محمد العباني عضو البرلمان الليبي، يرى أن الجيش "يخوض حربا ضد داعش والقاعدة وجبهة النصرة والمقاتلة والإخوان والمفتي المعزول وكافة المليشيات العالقة معهم".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الجيش "يسيطر على 96٪ من مساحة ليبيا، وأنه لا تراجع دون تحرير ما تبقى".

مناقشة