بعد خسائر النفط الأمريكي التاريخية... الانهيار يمتد إلى السوق العالمية

تسارعت وتيرة انهيار النفط، اليوم الثلاثاء، بعد التراجع التاريخي لسعر الخام الأمريكي أمس، حيث اكتسحت الأسواق خسائر فادحة مع نفاد أماكن التخزين حول العالم، ما جعل النفط سلعة غير المرغوب فيها.
Sputnik

انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون الصفر يوم الاثنين للمرة الأولى في التاريخ مع اقتراب عقود شهر مايو/ من انتهاء الصلاحية، ما جعل المتداولين في حالة من الذعر حيث حاولوا تجنب استلام البراميل لعدم وجود فرصة لتخزينها أو بيعها.

بعد انهيار الأسعار... ترامب يعد بخطة لإنقاذ شركات النفط والحفاظ على الوظائف

وفي حين بدت خسائر الأمس مقتصرة فقط على عقود تسليم شهر مايو/ أيار، فخلال تعاملات اليوم الثلاثاء، امتدت الخسائر إلى عقود الشهر التالي وأيضًا إلى خام القياس العالمي "برنت"- مما يسلط الضوء على أن فائض المعروض الهائل في السوق يؤدي إلى تفاقم الخسائر وليس فقط العوامل الفنية.

وتراجعت أسعار عقود الخام الأمريكي تسليم شهر يونيو/ حزيران بنسبة 37% إلى 12.88 دولار للبرميل، مساء اليوم، فيما انخفضت عقود خام "برنت" لنفس الشهر بنسبة 25.40% إلى 19.08 دولار للبرميل، وهو ما يعكس الضغوط الأساسية التي تواجه سوق النفط العالمي بوجه عام وليس فقط الأمريكي.

ويأتي ذلك بعد يوم واحد من وصول أسعار النفط الخام في الولايات المتحدة إلى مستوى تاريخي منخفض، حيث تراجعت إلى النطاق السالب للمرة الأولى على الإطلاق (- 40 دولارًا تقريبًا)، ما يعني أن البائعين كانوا يمنحون المشترين أموالًا علاوة على النفط.

يعتقد المستثمرون أن الولايات المتحدة وغيرها من البلاد ستحافظ على إغلاق الاقتصاد على الأقل خلال أغلب الشهر القادم، وبالتالي سيظل الطلب على النفط متراجعًا، وفي الوقت نفسه، تكدست المخازن بالبراميل الرخيصة خلال الفترة الأخيرة نتيجة انهيار الأسعار وتراجع الاستهلاك، وبالتالي لا يرغب أحد في امتلاك سلعة لن يجد لها مشتر وستكلفه أموالًا لتخزينها.

برميل النفط في أمريكا أرخص من علبة السجائر الآن... ما سبب هذا الانهيار؟

منذ بداية العام، تراجعت أسعار الخام بأكثر من 80%، أو 50 دولارًا للبرميل، بفعل التداعيات الناجمة عن تفشي الفيروس التاجي وانهيار اتفاق "أوبك +" الشهر الماضي، قبل تدارك المنتجين للأمر هذا الشهر وإقرارهم حصة خفض تاريخية.

أنهت أوبك وحلفاؤها اتفاقًا تاريخيًا في وقت سابق من هذا الشهر لخفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا اعتبارًا من الشهر القادم. يرى المحللون أن الاتفاق جاء متأخرًا ما سمح بتمرير كميات ضخمة من المعروض إلى السوق.

حذرت وكالة الطاقة الدولية، على سبيل المثال، في تقريرها الشهري الذي يراقبه المتداولون عن كثب، أن الطلب في أبريل/ نيسان قد يتراجع 29 مليون برميل يوميًا مما كان عليه قبل عام، ليصل إلى المستوى الذي شوهد آخر مرة في عام 1995.

مناقشة