بالأرقام... فيروس كورونا يهدد بتغييرات جذرية في تقاليد المجتمع الإسرائيلي المتطرف

يتجنب يهود إسرائيل المتطرفون عادة استخدام الإنترنت والهواتف الذكية والتكنولوجيا الحديثة عموما، ولكن تفشي فيروس كورونا المستجد اضطرهم لاستخدامها في التسوق والدراسة والتواصل في ظل الحجر المنزلي المفروض للحد من ذلك التفشي.
Sputnik

يقيد الحاخامات المتطرفون في الظروف الطبيعية استخدام الإنترنت لتجنب التعرض للمواد الجنسية الصريحة وغيرها من المواد المرفوضة دينياً، وهي سياسة تساعد بشكل فعال على إبقاء مجتمعاتهم معزولة إلى حد كبير.

يزيد أعداد المصابين بكورونا… تقرير إسرائيلي يحذر من إزالة قيود الحظر في بلاده

لكن الأحياء اليهودية ذات الكثافة السكانية العالية تضررت بشدة جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث اضطرت المناطق السكنية للإغلاق بشكل كامل لمنع انتشار المرض.

وأشارت التقارير الصادرة عن شركة "Bezeq" أكبر مجموعة اتصالات في البلاد، إلى زيادة بنسبة 40% في استخدام شبكة الانترنت بعد بدء تطبيق قواعد الحجر المنزلي.

عندما سُئلوا من خلال استطلاع أجرته الشركة عما إذا كانوا سيستمرون في استخدام الإنترنت لإجراء مكالمات الفيديو بعد الأزمة، أكد 53% منهم أنهم سيستمرون.

قالت كيرين ليزروفيتش، نائبة رئيس بيزاك للتسويق والابتكار، في تصريحات لوكالة "رويترز" للأنباء: "نرى في المسح الذي أجريناه أن الأرثوذكس المتطرفين سيواصلون استخدام هذه الأدوات حتى بعد انتهاء الأزمة، لذلك نتحدث عن تغيير عميق قد يؤثر على طريقة حياتهم، ويوسع علاقتهم بعامة السكان ويسهم في نمو الاقتصاد."

فيما قال جلعاد ملاخ، رئيس برنامج المعهد الأرثوذكسي الإسرائيلي المتشدد، إلى أنه في حين أن الأرثوذكس المتطرفين لا يستخدمون الإنترنت في المنزل، فإن الكثير منهم يستخدمونه في العمل لتلبية احتياجات محددة".

هل تعمدت إسرائيل ترك فيروس كورونا ينتشر في القدس؟

وقال "فيما يتعلق بالفيروس التاجي، كان الضرر الناجم عن عدم استخدام الإنترنت واضحا، ويدرك الناس أنهم لا يطلعون على مستجدات الوضع مثل الآخرين".

وأكد ملاخ أن ما يقرب من 60% من اليهود الأرثوذكس المتطرفين يستخدمون الإنترنت بعدما كانوا لا يتجاوزون الـ 50% قبل تفشي فيروس كورونا المستجد.

حذر تقرير إسرائيلي من ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، في حال رفع القيود المفروضة بسبب الفيروس في البلاد.

هذا وتخوض الشرطة والسلطات الإسرائيلية مطارادات في شوارع إسرائيل بغية الحفاظ على نظام الحجر الصحي الذي يخالفه أشخاص متطرفون، حيث يسيرون جماعات دون مراعاة قواد الحظر المتمثلة بمسافة أمان بينهم، الأمر الذي يؤدي لانتشار الفيروس بسرعة كبيرة.

كما وتعمل الشرطة على مراقبة التجمعات التي يقوم بإنشائها المتطرفون من أجل القيام بالشعائر الدينية، لتستخدم السلطات "الدرون" في مراقبة هذه التجمعات وملاحقة المخالفين.

​ونشرت القناة العبرية الـ"13"، مساء اليوم الأربعاء، أن رفع القيود المفروضة في إسرائيل تعني ارتفاع تدريجي في عدد الإصابات بالفيروس مقارنة بالوقت الحالي.

فيما ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، يوم أمس الأربعاء، أن طاقم مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ناقش احتمالية وقوع حالة "ثورة أو تمرد أو عصيان مدني" داخلي، نتيجة القيود المفروضة على الإسرائيليين للحيلولة دون انتشار كورونا.

وأوردت الصحيفة أن الأمن القومي ناقش، قبل أسبوعين، فكرة إمكانية التخفيف عن المواطنين الإسرائيليين نتيجة لتدهور الوضع الاقتصادي والصحي في إسرائيل.

مناقشة