"قفز من سفينة غارقة"... هل فشل "الموساد" في مواجهة كورونا؟

كشفت صحيفة عبرية النقاب عن نية خروج كل من الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد" من مركز السيطرة القومية الخاص بمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في إسرائيل. 
Sputnik

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، صباح اليوم الجمعة، أن الجيش والموساد أبلغا المسؤولين في مركز قيادة مواجهة كورونا الذي أقيم في مستشفى "شيبا" بتل أبيب والمسؤولين في وزارة الصحة الإسرائيلية، في الأيام الأخيرة، بأن دورهما في إدارة مواجهة الفيروس سيتقلص بشكل كبير.

وأكدت الصحيفة أن الموساد والجيش الإسرائيلي أبلغا المسؤولين في الصحة بأن خروجهما أو انسحابهما من إدارة أزمة فيروس كورونا لن يكون مفاجئا أو دون تنسيق مسبق مع الجهات الصحية والطبية المعنية.

ونقلت الصحيفة العبرية على موقعها الإلكتروني عن مسؤولين في وزارة الصحة الإسرائيلية، أن عدد أفراد الأمن في مركز السيطرة في مستشفى "شيبا" انخفض بشكل كبير، قائلة على لسان أحد المصادر، إن "شعورنا هو أنهم تخلوا عن السفينة الغارقة، والمكان أصبح خاويا".

وأوضحت الصحيفة نقلا عن مسؤول في وزارة الصحة الإسرائيلية أن سحر فيروس كورونا في مركز القيادة قد انطفأ، وخفت نجمه، وبأن مسؤولي وزارة الدفاع وجهاز الموساد غادروا بكل بساطة، رغم تواجدهم المسبق بأعداد غفيرة وحشود كثيفة.

الغريب أن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، الجنرال يوسي كوهين، قد زعم، أمس الخميس، أن أعداد وفيات فيروس كورونا في دول عربية وفي إيران أعلى من المعلن عنه، حيث ادعى كوهين أن كل من لبنان والعراق وسوريا وإيران تخفي الأرقام الحقيقية لضحايا فيروس كورونا عندها، وأن الأرقام هناك أعلى من المعلن.

وأكدت القناة بأن تصريحات كوهين جاءت خلال اجتماع مغلق مع مسؤولي وزارة الصحة الإسرائيلية.

ونقلت القناة العبرية على لسان كوهين أن الحملة الاستخبارية التي شنها جهاز الموساد لإحضار معدات طبية قد أفضت عن وصول 50 مليون قناع و260 جهاز تنفس صناعي.

وفي السياق نفسه، شككت صحيفة عبرية في أولى مهام أو خطوات جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" بشأن المساهمة في مواجهة فيروس كورونا المستجد.

وسبق أن أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأن مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلية، إيتمار غروتو، أوضح أن أولى مهام جهاز الموساد لم تكن بطلب من وزارة الصحة، مؤكدة أن جهاز الموساد تمكن خلال الساعات القليلة الماضية من جلب 100 ألف وحدة اختبار لفيروس كورونا إلى إسرائيل، ضمن خطة لجلب 4 مليون وحدة.

وأشارت إلى أن ما جلبه الموساد لم تطلبه وزارة الصحة الإسرائيلية، وبأن الطرفين، الموساد والصحة الإسرائيليين، يجريان مناقشات حول ماهية ما طلبته الوزارة من الجهاز الاستخباراتي، تحديدا. 

ونقلت الصحيفة العبرية على موقعها الإلكتروني على لسان مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلية:

للأسف، هذا تحديدا لم نطلبه.

في إشارة إلى ما جلبه جهاز الموساد من وحدات اختبار لفيروس كورونا إلى البلاد، الأسبوع الماضي.

وأوضحت الصحيفة أن الجهاز الاستخباراتي قد شدد على أنه سيعمل على تلبية احتياجات الوزارة الصحية، بما يتعاطى مع دوره القاضي بمواجهة فيروس كورونا المستجد.

وفي السياق نفسه، نقل باراك رافيد، الإعلامي الإسرائيلي بالقناة العبرية الـ13"، على لسان مسؤولين بوزارة الصحة الإسرائيلية، أن جهاز الموساد جلب مواد ليست صحيحة، وهي مواد ليست كتلك التي طلبها مسؤولو الصحة تحديدا بشأن فحص فيروس كورونا. 

وقام جهاز الموساد بعملية خاصة نجح خلالها في جلب 100 ألف وحدة اختبار لفيروس كورونا إلى إسرائيل، تعتبر واحدة من سلسلة عمليات سيقوم بها الموساد من أجل جلب 4 ملايين وحدة اختبار لإسرائيل بعد أن تم الكشف عنها في العديد من الدول حول العالم، تأكيدا لتصريحات رئيس حكومة تصريف الأعمال، بنيامين نتنياهو، أنه قام بتوجيه التعليمات للأجهزة الاستخبارية، الشاباك والموساد، من أجل العمل على مواجهة فيروس كورونا المستجد.

هل فشل "الموساد" في أولى خطواته لمواجهة كورونا؟

وأشارت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني إلى أن الجنرال يوسي كاهان، رئيس جهاز الموساد هو الذي أدار العملية بنفسه، وبتكليف مباشر من نتنياهو، حيث قررت إسرائيل مطلع الشهر الجاري الاستعانة بجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" لجمع بيانات المواطنين لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.

 وقال جهاز الشاباك إنه كلف بجمع معلومات عن المواطنين "لمحاربة انتشار الفيروس المستجد المميت، وسيبدأ العمل فوراً".

وأكدت القناة أن وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتالي بينيت، قد وقع على أمر يجيز تجنيد 2000 من أفراد الاحتياط للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا المستجد.

"قفز من سفينة غارقة"... هل فشل "الموساد" في مواجهة كورونا؟
مناقشة