مجتمع

الملاذ الآمن... كيف أفلتت هذه الجزيرة من جائحة كورونا؟

رغم أن تركيا أصبحت إحدى أكثر بلدان العالم تضررًا من انتشار فيروس كورونا المستجد، مع تجاوز عدد المصابين بها 107 آلاف مصاب، ومع مخاوف خبراء من تحولها إلى "بقعة ساخنة" لتفشي الوباء، فإن واحدة من أكثر المناطق حظًا في مواجهة الجائحة كانت تركية.
Sputnik

مع تفشي الوباء حول العالم، أضطرت الحكومات والمجتمعات لتطبيق إجراءات للعزل والتباعد الاجتماعي، الأمر الذي حول الكثير من المدن إلى مدن أشباح. في الوقت نفسه كان سكان جزيرة مادا التركية بمنأى عن مرض "كوفيد 19".

الصين تلغي عشرات التجارب المتعلقة بأدوية كورونا لقلة المصابين

جزيرة "مادا" التي تقع في بحيرة "بك شهر"، وتتبع إداريًا قضاء شرقي قره آغاج بولاية إسبارطة جنوبي غربي تركيا، كانت محظوظة كفاية لعدم وصول الوباء إليها، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى العزلة الطبيعية التي تحميها من الفيروس، بحسب تقرير لوكالة "الأناضول".

لم يزر الكثير من الناس جزيرة "مادا" منذ سنوات، ورغم أنها أكبر جزر بحيرة "بك شهر" البالغ عددها 32 جزيرة، وتعد الوحيدة المأهولة بالسكان، فهي تحتوي على 30 منزلًا فقط، ويقطنها 180 شخصًا يستخدمون القوارب كوسيلة نقل من وإلى الجزيرة.

يعيش السكان -أغلبهم من كبار السن- في الأساس حياة معزولة تمامًا تقريبًا، وازدادت هذه العزلة بعد تفشي الفيروس، حيث تم تقييد حركة الدخول والخروج من وإلى الجزيرة، تتكفل إحدى مجموعات الدعم الاجتماعي بتوفير الاحتياجات الأساسية لأهل الجزيرة.

منذ تفشي الفيروس، سجلت تركيا 107.7 ألف إصابة مؤكدة بمرض "كوفيد 19"، و2700 حالة وفاة، فيما تعافى 25 ألف شخص. ومع ذلك، فإن جزيرة مادا لم تسجل أي إصابات بالمرض الجديد حتى الآن.

الحياة في الجزيرة التي يعود تاريخها إلى 200 عام صعبة، والسكان يكسبون قوت يومهم من تربية الماشية ومصائد الأسماك والزراعة، ويعيشون حياة بسيطة ومتواضعة في عزلتهم الهادئة.

ومع ذلك، تعمل السلطات المحلية على التأكد من حماية الجزيرة من الفيروس، باتخاذها التدابير اللازمة، خاصة أن معظم المقيمين بها من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.

مناقشة