مجتمع

جائحة "كورونا"... هل ستترك بصمتها في السينما المصرية؟

توقع نقاد سينمائيون مصريون أن تترك أزمة وباء "كوفيد 19" أثرا ملحوظا في السينما المصرية، رغم محدودية تناول حالات الأوبئة فيها في السابق.
Sputnik

القاهرة - سبوتنيك. ولم تظهر حالة الوباء في السينما المصرية بشكل واضح سوى في أفلام قليلة، أبرزها فيلم "اليوم السادس" من إخراج يوسف شاهين وتناول وباء الكوليرا، وفيلم "شفيقة ومتولي" للمخرج علي بدرخان، وفيلم "الزوجة الثانية" للمخرج صلاح أبو سيف، وظهر في الفيلمين أزمة تفشي وباء الكوليرا وانتشار مرض الملاريا في الريف، ولكن كقضايا هامشية في الفيلمين.

الحكومة المصرية تغلق دور السينما والمسرح للحد من انتشار فيروس كورونا
الناقدة خيرية البشلاوي ترجع عدم تناول السينما المصرية لقضية الوباء إلى ضعف الإنتاج عموما، مؤكدة في حديثها لـ "سبوتنيك" "السينما الأميركية فيها 40 فيلما يتناول قضية الوباء، أما السينما المصرية، فأفلام معدودة يظهر فيها الوباء كقضية هامشية وليس مركزية، لأن السينما المصرية بالأساس صناعة ترفيه أكثر مما هي تحمل قضايا جادة".

وأضافت البشلاوي: "الأمر لا يقتصر على موضوع الوباء، فهناك مثلا حرب أكتوبر 1973، لازالت السينما مقصرة في تناولها بجدية".

وأوضحت البشلاوي: "شكل عام التناول السريع لأي قضية يأتي سطحيا وضحلا، وإنتاج فيلم يتناول أحداث ضخمة يحتاج بكل تأكيد لوقت لبلورة رؤية وأفكار جادة وإنتاج .. على مستوى الحدث".

الناقد السينمائي طارق الشناوي ينظر للأمر على نحو مختلف، إذ قال في حديثه لـ"سبوتنيك": "لا يجب القياس أبدا على حالة الوباء الحالي، لقد ظهر الوباء في أفلام مصرية من قبل، ولكن الحالة الوبائية التي تضرب العالم حالية غير مسبوقة وجديدة بالكامل، ولم تكن متخيلة، لذا لن نجد أفلام على مستوى الحدث في تاريخ السينما، والفيلم الأكثر تمثلا للوباء هو فيلم "اليوم السادس"، إذ كان يتعامل مع حالة وبائية أدنى كثيرا مما يعيشه العام الآن، وأتصور أن السينما ما بعد الوباء ستكون أكثر تعبيرا عما جرى".

وأضاف الشناوي: "تأثير كورونا على السينما سيأخذ مسارين مختلفين، من ناحية سنرى أعملا فنية تتناول تلك الفترة من زوايا عديدة، وأعتقد أن القالب الكوميدي سيكون أكثر ضورا في تناول تلك الفترة، فجرعة المأساوية التي يعيشها العالم حاليا لن تحتمل التناول التراجيدي لتلك الفترة، وستكون هناك حاجة لتخفيف المأساة بشيء من الكوميديا، وهذا لا ينفي بالطبع ظهور تنوع في التناول".

وأضاف الشناوي: "المسار الثاني لتأثير كورونا على السينما سيظهر بشكل غير مباشر، فالحدث من الأحداث المركزية في العالم، وله مظاهره وتجلياته الخاصة، والمرور في أي عمل سينمائي على عام 2020 لن يستطيع تفادي بعض المعطيات، مثل الكمامة، والقفاز والكحول وحظر التجول، كورونا أصبحت لغة عالمية، وسنجد مشتركات بين الأفلام التي يمر بها عام 2020، مثلما تتردد أسماء روميل وتشرشل وهتلر في أفلام بلغات مختلفة تدور أحداثها في فترة الحرب العالمية الثانية، حتى وإن لم تكن موضوع العمل الفني، عام 2020 سيكون له بصمة بارزة على الأعمال السينمائية المستقبلية وستوجد مفردات متكررة بكل لغات العالم في الأفلام التي ستمر بـ2020".

مناقشة