قلق لبناني من خضات سياسية أو أمنية على وقع الأزمة الاقتصادية

قال الصحفي والكاتب السياسي في صحيفة "النهار" رضوان عقيل، لـ"سبوتنيك"، إن "هناك تسليم لدى كل القوى السياسية داخل الحكومة وخارجها بعدم التلاعب في الوضع الأمني، ويرجع هذا السبب إلى تماسك الأجهزة الأمنية وعلى رأسها مؤسسة الجيش التي لن تفتح المجال لأي تلاعب أمني.
Sputnik

مصرف لبنان يحدد سعر صرف الدولار لدى الصرافين
وأضاف: "لا شك أن هناك كباش حقيقي بين الفرق السياسية حتى داخل الحكومة، لأن هذه الحكومة ليست على جسد وقلب واحد نتيجة أكثر من مشروع مالي واقتصادي، هناك انقسام داخل البيت الحكومي، إضافة إلى ذلك القوى السياسية الأساسية في قوى المعارضة  المتمثلة في "تيار المستقبل" "الحزب التقدمي الاشتراكي" "القوات اللبنانية" إضافة إلى جهات عدة، فضلاً عن فعاليات وشخصيات داخل الطائفة السنية ترى أن هذه هي الفرصة المناسبة للهجوم على هذه الحكومة، هي تعلم سلفاً أنه ليس بهذه السهولة دفع الرئيس حسان دياب إلى الاستقالة من الحكومة، من سلطة الرئاسة الثالثة في البلاد، لكن هناك ثمة من يعول على حركة الشارع".

وأشار عقيل أنه "في الشارع نوعان من اللبنانيين الذين يعانون ظروفاً مادية واقتصادية ومعيشية صعبة وليس من المفاجئ أن ينزل هؤلاء إلى الشوارع في بيروت وطرابلس وصيدا وأكثر من منطقة لبنانية".

وتابع: "وفي تقديري كلما خفت الاجراءات التي اتخذتها الحكومة حيال فيروس كورونا فإن المواطنين الذين يعانون ظروفاً اقتصادية صعبة سينزلون الى الشارع، وهؤلاء يعارضون الحكومة وكل الطبقة السياسية الموجودة في البلد، ولكن هناك جهات سياسية قد تقدم على الدفع بهؤلاء الى الشارع واستغلال حضورهم بغية التضييق على حكومة حسان دياب ولا سيما أن حرباً كبيرة شهدناها في الايام الأخيرة بدأت تحديداً بين "تيار المستقبل" وفريق رئيس الجمهورية وبين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط وفريق رئيس الجمهورية، هذا يعني أننا في الايام المقبلة قادمين على المزيد من الخضات السياسية والمناوشات رغم وطأة الوضع الاقتصادي".

ولفت إلى أن "هناك تسليم لدى كل القوى السياسية داخل الحكومة وخارجها بعدم التلاعب في الوضع الأمني ويرجع هذا السبب إلى تماسك الأجهزة الأمنية وعلى رأسهم مؤسسة الجيش التي لن تفتح المجال لأي تلاعب أمني، وصراحة لا أحد يفكر في هذا الأمر، أنه وحتى الجهات التي تعترض على سياسة الحكومة غير قادرة على ذلك، ولن تستطيع لا "القوات اللبنانية" على سبيل المثال ولا "الحزب التقدمي الاشتراكي" ولا "تيار المستقبل" العبث في الوضع الأمني لكن من بوابة المتظاهرين ومن بوابة لقمة العيش ثمة من يفكر لا سمح الله بوقوع دماء بين الأجهزة الامنية والمتظاهرين واستغلال هذا الأمر ووضعه في الخانة الخاسرة للحكومة واستهداف رأس رئيس الحكومة حسان دياب".

ورأى عقيل أن مواقف رئيس الحكومة أظهرت أن الرجل لا يتأثر بكل هذه المشهدية لكنه مصمم على إدخال جملة من الإصلاحات المالية، لافتاً إلى أن الحكومة غداً أمام امتحان كبير خاصة في موضوع السياسة المالية وما الذي تقدمه للبنانيين والرأي العام والخطة المالية الاقتصادية التي ستواجه بها والتي ستعمل على أساسها لقيادة المرحلة المقبلة.

مناقشة