وكشفت بيانات الميزانية السعودية اليوم الأربعاء، أن الإيرادات غير النفطية للسعودية شكلت نحو 33% من إجمالي إيرادات ميزانية السعودية للربع الأول من العام الجاري، لتبلغ 63.3 مليار ريال، فيما إجمالي الإيرادات النفطية 192.1 مليار ريال.
وقال مراقبون إن زيادة الإيرادات غير النفطية في المملكة تؤكد أنها تسير في الطريق الصحيح ناحية رؤية 2030، مؤكدين أن السعودية اكتشفت مبكرًا أزمات أسواق النفط.
إيرادت غير نفطية
وبلغت قيمة الإيرادات الضريبية على السلع والخدمات 30.4 مليار ريال، والإيرادات الأخرى 23 مليار ريال.
ومثلت الإيرادات النفطية نحو 67% من إجمالي الإيرادات في الربع الأول 2020 بعد أن بلغت نحو 128.8 مليار ريال.
ويعكس ذلك أن استراتيجية السعودية الرامية لتنويع مصادر الدخل عبر رؤية 2030، حيث نسبة كان النفط يُشكل قبل تطبيق الرؤية نحو 90% من الإيرادات.
رؤية ناجحة
المستشار المالي والمصرفي والاقتصادي السعودي، ماجد بن أحمد الصويغ، قال إن "نمو إيرادات المملكة العربية السعودية غير النفطية، دليل على أن السياسات والخطط الاستراتيجية التي رسمتها السعودية من أجل رؤية 2030 تسير في الاتجاه الصحيح".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "السعودية قرأت أسواق النفط مبكرًا، وارتأت ضرورة عدم الاعتماد عليه بشكل كلي، ويجب النظر إليه باعتباره أحد روافد الدخل للمملكة، ولا يجب الاعتماد عليه بشكل كلي".
وتابع: "لذا ركزت المملكة على جميع الروافد غير النفطية، ودعمتها بالفكر والعطاء والمادة والاستثمار والخطط الاستراتيجية والقيادات والإداريين، وأعطتهم الصلاحيات من أجل إنجاح ذلك المشروع وهذا ما تحقق حيث نرى زيادة الإيرادات غير النفطية بشكل يفوق الخيال خلال الـ 10سنوات الماضية".
وأكد أن "المملكة دائمًا لديها كلمة إيجابية ورؤية مستقبلية لمواجهة الأزمات، حتى ولو كانت متعلقة بالنفط الرافد الأساسي للدخل في المملكة، ويمكن القول إن المملكة في 2020 تمتلك روافد اقتصادية عدة".
موازنة جيدة
من جانبه قال الدكتور عبدالله المغلوث، عضو الجمعية السعودية للاقتصاد، إن "ارتفاع نمو إيرادات السعودية غير النفطية 33% لتصل إلى 63 مليار ريال، جاءت من الرسوم والمقابل المادي والضرائب".
وتابع: "تعتبر الموازنة والحساب الجاري للحكومة السعودية خلال الربع الأول من 2020 تعتبر جيدة مقارنة مع الوضع الاقتصادي السيء نتيجة كورونا وغلق جميع المنافذ الاقتصادية خلال شهر مارس 2020 وبما فيها شهر أبريل".
عجز سعودي
أعلنت وزارة المالية السعودية، اليوم الأربعاء، أن عجز الميزانية في الربع الأول من العام الجاري بلغ 34.107 مليار ريال (9.07 مليار دولار).
وقالت المالية في بيان نشر عبر حسابها بموقع تويتر، إن "إجمالي إيرادات الربع الأول 192.072 مليار ريال، بتراجع بنسبة 22 في المئة مقارنة مع الفترة ذاتها العام الماضي".
وأشارت البيانات إلى تراجع إيرادات النفط خلال الربع الأول 24 في المئة لتصل إلى 128.771 مليار ريال سعودي، وتراجع الإيرادات غير النفطية في الربع الأول 17 بالمئة لتصل إلى 63.3 مليار ريال سعودي.
وأعلنت المملكة العربية السعودية تسجيل 1266 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، أمس الثلاثاء، تم رصدها بعدد من مدنها ليبلغ بذلك العدد الإجمالي للاصابات المؤكدة بها منذ ظهور الفيروس 20 ألفا و77 حالة، تعافى منهم 2784 حالة، بينما وصل عدد الوفيات إلى 152 حالة.
ورفعت المملكة، الشهر الماضي، سقف الدين إلى 50 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي من 30 في المئة. وتتطلع في الوقت نفسه إلى تقليص الإنفاق بعدما أعلنت عن خفض ميزانية الدولة للعام الحالي بنسبة خمسة في المئة في مارس/آذار.
وقال محللون إن تخفيضات إنتاج النفط التي تعهدت بها السعودية بموجب اتفاق في الآونة الأخيرة مع منتجين عالميين قد يمحو عشرات المليارات من الدولارات من إيرادات الدولة هذا العام.