هل تفاجئ روسيا والصين أمريكا بشأن قرار تمديد حظر الأسلحة لإيران

تبذل الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب جهودًا حثيثة لمحاولة إقناع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران، والذي من المقرر أن ينتهي أجله في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
Sputnik

وطرح البعض تساؤلات بشأن مدى نجاح المحاولات الأمريكية في إقناع مجلس الأمن بتمديد الحظر، والرد المتوقع من قبل إيران.

إيران: أمريكا لم تعد عضوا في الاتفاق النووي
مساع أمريكية ورد إيراني

ووقع ما يقرب من 90 فى المئة من أعضاء مجلس النواب الأمريكي على رسالة تحث إدارة الرئيس دونالد ترامب على تغيير أسلوبها بشأن إيران، وحثوا وزير الخارجية مايك بومبيو على العمل مع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها لتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو- في وقت سابق- إن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بشراء أسلحة تقليدية بعد انتهاء الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة بشأن هذه المسألة في أكتوبر / تشرين الأول.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، إن "إيران لا تسعى للانسحاب من الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع ست قوى ... خطوة أمريكا غير مشروعة وسيكون رد فعلنا متناسبا".

وأكد أن أمريكا لم تعد عضوا في الاتفاق النووي بعد أن خرجت منه، مشيرا إلى أن الرئيس حسن روحاني سيشارك في مؤتمر قمة عدم الانحياز في باكو اليوم عبر الفيديو كونفرانس، وسيكون موضوع المؤتمر هو أزمة كورونا وكيفية مواجهة الفيروس والتعاون في هذا المجال. 

قرارات دولية 

الدكتور عماد أبشناس، المحلل السياسي الإيراني، قال إن "بحسب القوانين والاتفاقيات الدولية والقرار الأممي الصادر رقم 2231، فيجب رفع الحظر عن إيران".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الولايات المتحدة تسيطر على قرارات الأمم المتحدة، ويمكنها دفعه لما هو في صالحها، ويخدم توجهاتها".

وتابع: "نأمل هذه المرة أن تقوم الصين وروسيا بدعم إيران بشكل قوي، والوقوف أمام غطرسة الولايات المتحدة الأمريكية".

محاولات أمريكية 

من جانبه قال محمد حسن البحراني، المحلل السياسي المختص بالشأن الإيراني، إن "أمريكا ستبذل قصارى جهدها من أجل إقناع البلدان الأخرى بعدم توريد الأسلحة لإيران".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "هذه المساعي مخالفة لبنود الاتفاق النووي الذي تم توقيعه، ويتعارض مع القرار الأممي الصادر عن مجلس الأمن رقم 2231، لأنه لا يتضمن أي إشارة بشأن فرض حظر على مبيعات وتوريد الأسلحة لطهران، طالما التزمت بالاتفاق النووي". 

وتابع: "أعتقد أمريكا بإمكانها أن تضغط على البلدان الأوروبية، وتحديدًا بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لكن لا يمكنها فرض إرادتها على العديد من الدول المهمة، على رأسها روسيا والصين، وبلدان أخرى".

وأكد أن "إيران تؤمن ما تحتاجه من أسلحة في كافة مجالاتها البرية والبحرية والجوية ذاتيًا، لكن ربما تفكر بشراء بعض الأسلحة لملء بعض الفراغات في منظومتها العسكرية، مثل صوارخ إس 400، أو طائرات مقاتلة حربية".

ومضى قائلًا: "بعد انتهاء الحظر المفروض في أكتوبر القادم لا استبعد أن تستأنف إيران محادثاتها مع روسيا لشراء عدة طائرات مقاتلة". 

تهديد إيراني 

وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أكد أن بلاده أبلغت الولايات المتحدة أن "تمديد حظر شراء السلاح المفروض عليها سيواجه برد قاس وسيحمل تداعيات وخيمة".

وشدد ربيعي على أن إجراء تمديد الحظر السلاح المفروض على طهران، "سيحمل تداعيات وخيمة على الاتفاق النووي وأبعد من الاتفاق النووي، كما أنه ستكون له تداعيات سلبية على أمن المنطقة واستقرارها".

وتصاعدت التوترات بين أمريكا وإيران بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الدولي بين طهران والقوى العالمية في 2018، وإعادة فرض العقوبات المعوقة على إيران.

وتصاعدت التوتر أكثر عندما قتلت القوات الأمريكية الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، في يناير/ كانون الثاني. وردت إيران بهجوم صاروخي باليستي على قاعدة في غرب العراق حيث كانت القوات الأمريكية موجودة.

مناقشة